عدن وأحاديث عن أيام مضت

> «الأيام» نجمي عبدالمجيد:

>
المبنى القديم لمطار عدن الدولي
المبنى القديم لمطار عدن الدولي
هذه أحاديث تذكرنا بمراحل وأيام مضت من تاريخ عدن، فيها من حنين الذكريات وجاذبية الشوق ما يجعلنا نستعيد تلك الصور بكل ما بها من أطياف مرت على الإنسان في هذه المدينة يوم أن كانت عدن الهدف الذي يسعى اليه القاصد من مختلف الاتجاهات ، علمت عدن كل من جاء اليها معنى المدنية والانطلاق نحو الآخر والتواصل مع العالم من باب المعرفة.

أحاديث سطرها أبناء هذه المدينة، وبعد سنوات من ذلك الوقت، نعود اليها شوقاً لبقاء تلك الملامح والصور من ذاكرة عدن، عدن بأهلها وزمانها، وكلام الناس، وكيف كانت الاحوال.. أحاديث تقدم بعضا من روح تلك الأيام حاملة بين حنايا الكلمات حنين من كانوا هنا ورحلوا وغابت معهم تلك الأحلام، ولم يبق منها سوى هذا التاريخ المسطور في بعض الأوراق الخائفة من السقوط في دوامة الرمال المتحركة، التي لا تأخذ معها كيان الفرد ولكن تسحب معها سنوات العمر وتختزلها بلحظة، كأن العمر وما به من أيام وليالي لا تطول الدهر إلا بلحظة تفصل بين بهجة الحياة وانفراد الموت، ولكن تظل أشياء من الماضي تذكرنا وتحدثنا عن الذين كانوا هنا وكانت لهم أيام مع عدن، وهذه العودة إلى تلك الأحاديث هي لحظة لقاء مع أيام مازالت صورها تطوف في زوايا أنفسنا.

رسالة إذاعة عدن .. الأخبار والتثقيف والترفيه
عن هذا الموضوع كتب الاستاذ حسين محمد الصافي، في العدد (4) من مجلة «عدن» الصادرة في ذي القعدة عام 1381هـ قائلاً: «عندما بدأت محطة عدن للإذاعة في أغسطس عام 1954م لم يكن أحد يتصور أن تتقدم وتتوسع في هذه الفترة الوجيزة لتصل إلى ما وصلت إليه الآن. ولم تزد مدة الارسال في أول الأمر عن ساعتين إلا ربع وهي اليوم تذيع خمسة وسبعين ونصف الساعة في الاسبوع أي بمعدل أكثر من عشر ساعات ونصف في اليوم.

والواقع أن إذاعة عدن أخذت منذ إنشائها تتوسع في ساعات الإرسال سنة بعد سنة على أمل أن تبدأ هذا العام في الاستقرار لتتركز العناية إلى نوعية البرامج بعد كل هذا التوسع في ساعات الإرسال. والزائر لمحطة عدن للإذاعة يلاحظ دائماً أن العمليات مستمرة في توسيع الاستديوهات ووسائل إخراج البرامج.. والسامع لا شك قد لاحظ أننا قد عملنا في وسعنا لتصل إليه برامجنا بوضوح خاصة بعد استعمالنا للموجة المتوسطة (478) متراً التي تبلغ قوتها سبعة كيلووات ونصف.. وقد بدأت هذه الموجات منذ عام 1957م في خورمكسر ونقلت إلى منطقة الحسوة عام 1959م. ومنذ نشأة محطة عدن للإذاعة وهي تحاول جاهدة أن تقوم بأداء رسالتها التي يمكن تلخيصها في ثلاثة أهداف هي نشر الأخبار والتثقيف والترفيه.. والهدف الأول أي نشر الاخبار تقوم به الإذاعة عن طريق نشرات الاخبار حيث تقدم سبعا وثلاثين نشرة اخبارية مفصلة.. وسبع نشرات موجزة.. وعرضاً للصحافة العربية.. وبرامج عدن في أسبوع والعالم في اسبوع والمرأة في أسبوع إلى جانب سبع نشرات قصيرة عن أخبار الاتحاد الفدرالي لإمارات الجنوب العربي.. وثلاث نشرات أخرى في برنامج صوت الجنوب.. أما البرامج التثقيفية فهي متعددة ولعل أهمها برنامج ركن الطلبة الذي توسع مؤخراً ومن المؤمل أن يتطور ليصبح إذاعة مدرسية منتظمة بفضل ما يمكن أن تقدمه وزارة المعارف من مساعدات.. والأحاديث الصباحية والمسائية.. وأحاديث ربات البيوت والبرامج العملية مثل: علم الإنسان ما لم يعلم.. وموكب العلم.. وعادات الشعوب في العالم ورسالة من قطر غريب. والمجلة ومع المستمعين.. واسألوا أهل الفكر.. وهذا رأيهم وركن الأطفال. ولا سبيل هنا إلى حصر هذه البرامج والإذاعة تحاول دائماً أن تقدم الجديد في كل فصل.

أما الهدف الثالث من رسالة الإذاعة وهو الترفيه.. فالموسيقى والأغاني هي أهم وسائل الترفيه.. وقد حاولت الإذاعة أن تعمل على نشر الفن بكل ما في إمكانها.. وعندما بدأت الإذاعة كان عدد العاملين في حقل الموسيقى والغناء يعد على أصابع اليدين.. أما اليوم فإننا عندما نحاول أن ندعو أهل الفن إلى إحدى حفلاتنا التقليدية فإن كشف الاسماء يناهز المائة من ملحنين ومغنين وعازفين وكتاب أغان ونقاد فنيين.

ومنذ تأسيس الإذاعة تدرب أحد عشر مذيعاً ومهندساً في معاهد الإذاعة بلندن.. والمؤمل أن يذهب آخرون للتدريب.

وقد نجحت الإذاعة في إخراج برنامج يومي لربات البيوت الذي يعتبر خطوة تقدمية كبيرة. ولا أبالغ إذا قلت إن الإذاعة نجحت في أن تكون جزءاً هاماً في حياة كل رجل وطفل وشاب وربة بيت لا في عدن وحدها بل وفي الاتحاد والإمارات والاقطار المجاورة.

والأمل كبير في أن تبدأ الإذاعة عهد الاستقرار ابتداءً من هذا العام لتقدم المزيد من خدماتها للمجتمع في حدود رسالتها الضخمة.

إن الانسان لا يسعه إلا أن يشيد بجهود العاملين في الإذاعة والمساهمين والمساهمات والمستمعين والمستمعات وإلى الأمام على الدوام».

نظرات في فننا الغنائي الحديث
عن هذا الموضوع جاء في مجلة «عدن» العدد (3) الصادر في ربيع الثاني عام 1381هـ هذا الحديث: «في الشارع.. في المقهى.. وفي كل ركن من أركان عدن.. وعلى ألسنة الطلبة والطالبات والعمال والموظفين.. يسمع الإنسان أحاديث شتى عن أغانينا الحديثة.. بعد أن استطاعت أن تشق طريقها وسط التيارات الفنية العديدة التي عاشت.. ولا زال بعضها يعيش في بلادنا. فمنذ سنين ليست ببعيدة. كانت الأغاني الهندية تجد لها صدى كبيراً عند آبائنا وأجدادنا.. كانوا ينسجمون معها.. حتى ولو استصعب عليهم معانيها.. وكانت الأفلام الهندية من أبرز الوسائل التي دعمت مركز الاغاني الهندية.. وساعدت إلى حد كبير في انتشارها.. وكان للجالية الهندية التي تعتبر من أكبر الجاليات في عدن.. يد كبرى في المساهمة في انتشار الاغنية الهندية.. وإلى جانب الاغاني الهندية.. كانت هناك الاغاني اللحجية.. والصنعانية.. واليافعية.. التي برز فيها فنانون كبار.. كالأمير أحمد فضل بن علي العبدلي والشيخ إبراهيم الماس.. والشيخ علي أبوبكر وغيرهم.

أما أغلب الفنانين الآخرين في عدن.. فقد كانوا يعتمدون اعتماداً كثيراً على تقليد هذه الاغاني في (المبارز) وحفلات الزاوج وغيرها من الحفلات الأخرى الخاصة دون محاولات جدية للخلق.. والابداع.. والابتكار.

ثم دخلت الثقافة المصرية عدن بواسطة الأفلام والكتب والصحف والمجلات والإذاعة.. ووجدت الجماهير في الأغاني المصرية شيئاً جديداً.. استطاعت أن تتجاوب معه بسهولة.. ونفذت الأغاني المصرية إلى أعماق مجتمعنا.. مكتسحة في طريقها الكثير من التيارات الفنية الأخرى التي انكمشت على نفسها.. وحيدة.. كالأغاني الهندية مثلاً.. وإن كان الاثر الذي خلفته الاغنية الهندية في فننا الحديث لازال يبدو واضحاً عند البعض.. خاصة في ألحان يحيى مكي وأحمد عبيد قعطبي.

وعاش الغناء المصري في مجتمعنا فترة من الزمن دون منافس قوي.. وعشنا نحن عالة على الفنون الغنائية الاخرى.. دون أن نجد الفن الحقيقي الذي ينبع من واقعنا ويعبر عن إحساساتنا.. ومشاعرنا.. تماماً كما نبع الفن الغنائي اللحجي من أرض لحج الطيبة، الغناء.. ومن أعماق القلوب اللحجية الصافية.. وتماماً كما نبع الفن الغنائي الصنعاني من تربة صنعاء الجميلة.. ومن أعماق قلوب أهل صنعاء.. أرباب الغزل.

وفي البداية كانت هناك محاولات متفرقة لخلق الأغنية العدنية الحديثة.. وبدأت هذه المحاولات (ندوة الموسيقى العدنية) وعلى رأسها الفنان الكبير (خليل محمد خليل) بألحان هزت المجتمع العدني في ذلك الوقت.ثم تطور كل شيء.. وبدأ فننا الغنائي يشق طريقه بقوة وعزم اكيدين.. وظهر فنانون كبار جددوا في الاغنية وطوروها إلى مرحلة تكاد تكون بالنسبة للإمكانيات الموجودة رائعة. ومن بين العدد الضخم من الفنانين الذين نسمع لهم من الاذاعة.. أو الحفلات أو تطلعنا بأخبارهم الصحف. يقف اثنان.. لهم فضل كبير كمتنافسين شريفين في معركة سلاحها الموهبة والإيمان وكلاهما يملك هذا السلاح.. إنهما أحمد بن أحمد قاسم ومحمد مرشد ناجي.

ولقد استطاع محمد مرشد ناجي.. بعيداً عن الألحان الرائعة التي خلقها.. والتي انتزعت إعجاب الجماهير وجعلته يقف في المقدمة.. أن يجدد أيضاً في بعض الأغاني القديمة.. الأمر الذي جعل رصيده من الإعجاب والتقدير يرتفع جداً.

ومن أروع أعمال المرشد في هذه الناحية (يا مكحل عيوني بالسهر) التي سجلها للإذاعة.. من قبل أحد فنانينا القدامى.. ولكنها لم تصب حظاً يذكر من النجاح.. ولكن المرشد بلمساته السحرية وبصوته الدافئ الحنون.. استطاع أن يجعل من هذه الأغنية معزوفة غرامية.. يتغنى بها شباب هذا الجيل الجديد.. الثائر على كل قديم ، ومن الاغاني القديمة التي جدد فيها محمد مرشد ناجي أغنية (أراك طروباً) التي صادفت نجاحاً كبيراً دفع المرشد على أن يعطي التراث الغنائي القديم اهتماماً أكثر.

ويمتاز المرشد بصوت عذب.. حنون.. ينفذ إلى القلب.. ويتسرب إلى الأعماق.. وللمرشد جمهور كبير من المعجبين والمعجبات.. يتابعون نتاجه.. ويتحمسون له. ويعتبر منزله المتواضع في مدينة (الشيخ عثمان) ندوة يجتمع فيها بعض أنصاره ومؤيديه.. وبعض الفنانين الصغار الذين يرعاهم المرشد، وبعض المهتمين بالشؤون الفنية ليتناقشوا في بعض المسائل والقضايا الفنية.. وهم يتطلعون باحترام لمعرفة آراء المرشد فيها.

ومن أروع أغاني المرشدي (دا كان زمان يا صاح) التي تروي قصة حبيب خانته حبيبته.. فهجرها وصمم على نسيانها إلى الأبد.. و(أخضر جهيش) وهي على لسان فلاح من شمال اليمن يتغزل في حبيبته.. و(إليها) التي تعتبر.. بالإضافة إلى روعة لحنها..عذبة كلماتها الغزلية. وعلى الطرف الآخر يقف أحمد بن أحمد قاسم (ملك العود) كما يسمونه.

ويعتبر أحمد قاسم من أكثر الفنانين خصوبة في الإنتاج ولكنها خصوبة مع جودة رفعت أحمد قاسم في سنوات قليلة إلى القمة.و يحمل أحمد قاسم دبلوماً في الموسيقى من المعهد العالي للموسيقى في القاهرة.. حيث كان يدرس لمدة ثلاث سنوات .. وهو الآن يعمل كمدرس للموسيقى في بعض مدارس عدن.. وينوي أحمد أن يكمل دراسته الفنية في روما.. ولأحمد قاسم.. أيضاً.. جمهور كبير من المعجبين والمعجبات وأن مساهمة أحمد قاسم في تطوير الاغنية العدنية لا ينكرها أحد.. فقد استطاع أن يخلق ثروة من الألحان العذبة يفتخر بها فننا الغنائي.. وكون فرقة كانت تحمل اسمه.. من بعض الشباب الذين استشعر فيهم ميلاً للموسيقى.. ودربهم على العزف على بعض الآلات.. واستطاع أن يجعل من بعضهم ملحنين. وبالرغم من أن أحمد قاسم يعزف على الكثير من الآلات الموسيقية المختلفة إلا أنه يعتبر من أحسن عازفي العود في الجنوب العربي إن لم يكن أحسنهم.

وعندما يغني أحمد قاسم تشعر أنه يعيش للأغنية.. ويعيش في كل مقطع.. وكل كلمة فيها.. أنه ينسى كل ما هو له ليندمج في اللحن.. ويرفعك معه إلى آفاق سحرية معطرة.

ومن أروع أغاني أحمد قاسم (أنت ولا أحد سواك) وهي على لسان فتاة تبدي فرحتها بالحب عندما لقيته في شخص حبيبها.. وهي التي ما كانت تعرف الحب (غير حكاية حسناء تروى.. أو قصة مرئية في شاشة تهتز نجوى).. وأغنية (أحلى الليالي) التي بلغ فيها قمة الروعة في الأداء.. و(هربوا جا الليل) وهي أغنية للحصاد في شمال اليمن و(دموع العين) التي تنساب في لحن حزين.. يشكو هجر الحبيب وظلمه.

وهناك نقطة.. ونحن نتحدث عن الفن الغنائي العدني.. جديرة بالتسجيل والاهتمام.. فقد ظهرت (نبيهة عزيم).. كأول فنانة عدنية.

استطاعت نبيهة عزيم أن تنطلق.. بل وتصعد على خشبة المسرح لتغني.. ومن أروع أغاني نبيهة عزيم (يا ساحر يا هاجري) و(ياللي غرامك زاد) و(أنا خايفة) وغيرها. ولا يمكننا أن ننكر فضل شعرائنا الغنائيين في تطوير الاغنية العدنية واللحجية.. ولا يسعنا إلا أن نسجل افتخارنا بما قام به شعراؤنا من مساهمة جبارة بما يقدمونه من قصائد وكلمات غنائية.. ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الاستاذ عبدالله هادي سببت.. والأمير محسن صالح مهدي.. ولطفي أمان.. ومحمد عبده غانم.. وعلي محمد لقمان.. ومحمد سعيد جرادة.. وعلي أمان.. ولا ننسى أبو الموسيقى في جنوب الجزيرة العربية المرحوم الأمير أحمد فضل العبدلي.

إن الحديث عن فننا الغنائي يمكن أن يستهلك صفحات كتاب بأكمله.. ونحن هنا نعتذر لأولئك الذين لم نستطع ذكر أسمائهم مقدرين مساهمتهم في الدفع بفننا الغنائي إلى الامام.. نظراً لضيق المجال وليبارك الله خطواتنا من أجل ارساء دعائم فننا الحديث».

مطار عدن الدولي
وفي العدد نفسه كان هذا الحديث عن مطار عدن الدولي وهو في قمة مجده في ذلك الزمان: «من المناظر المألوفة، العادية في ميناء عدن الجوي المدني اليوم طائرات خطوط عدن الجوية وهي طائرات لها حلة زرقاء وبيضاء.. أما مقدمتها أو (خشمها) فتمتاز بأنها من طراز طائرات الأسبيد برد التابعة لشركة الطيران البريطانية في ما وراء البحار.

وتدير شركة خطوط عدن الجوية اسطولاً يتكون من تسع طائرات - ست منها من طراز داكوتا وثلاث من طراز الارجانوت.. وزيت الوقود الذي تستعمله هذه الطائرات يحمل على ظهر ناقلات الزيت البرية إلى خورمكسر من منشآت عدن الصغرى.

مبنى اذاعة عدن القديم بالتواهي
مبنى اذاعة عدن القديم بالتواهي
وسوف تحصل الشركة في العام القادم على ثلاث طائرات من طراز (جت بروب أفرو 748) وهذه الطائرات المجهزة بالرادار سوف تتمكن كل واحدة منها من نقل ستة وثلاثين أو اربعين راكباً. أما آلاتها فسوف تكون من طراز الروس رويس والركاب الذين سيسافرون رحلات طويلة سوف يطيرون فوق الجو وسوف يتمتعون بوجبات غذائية يحضرها مطبخ خاص جهز ليفي بطلبات خطوط عدن الجوية.

وعلى كل حال فإن طائرات الداكوتا التابعة لشركة خطوط عدن الجوية تؤدي عملها بكل اتقان وتدير الشركة خدمات جوية عن طريق هذه الطائرات في جميع أنحاء المحميات.. وأعمال هذه الطائرات التي تمت بنجاح عجيب تدل دلالة واضحة على أن الشركة تؤدي واجباتها باتقان كبير. وتنقل على متن هذه الطائرات التي هي أشبه (بناقلات الجمال) حمولات من كل نوع تتراوح بين الخضروات والفواكه والآلات الثقيلة.

ويتهافت الركاب على السفر على متن هذه الطائرات من عدن إلى المحميات.. وفي موسم الأعمال حيث تزداد السفريات يكون من المناظر المألوفة رؤية أربعين راكباً في طائرة داكوتا، ويكونون قد جاؤوا إلى المطار مشياً على الأقدام أو على ظهر الحمير أو على سيارة لاندروفر.

ويحدث مراراً أن يكون على متن هذه الطائرات ركاب وبضاعة، والمعروف أن الطائرات التي تعمل على خطوط هذه المنطقة تكون دائماً على أهبة العدة لأن تغير أماكنها الداخلية حسب الطلب.. إما للحمولات المختلفة أو للركاب.. وهذا هو الدور الذي تلعبه هذه الطائرات التي هي من طراز آفرو (748) وهو لا شك دور عظيم.

أما الدور الثاني الذي تلعبه هذه الطائرة الداكوتا عادة في هذه المنطقة فهو اتباع نظام التأجير لجماعات أو أفراد أو لهيئات أو منظمات أو شركات.. وهناك نسبة مئوية كبيرة من الطيران الذي تجربه هذه الطائرات يسير بهذه الطريقة الثانية.. أي تأجير الطائرة بأكملها نظام نقل الجنود الذين يتوجهون للعطلة أو نقل الخضروات والفواكه إلى أسواق عدن.

إن اسطول خطوط عدن الجوية يطير إلى المحميات ودول الاتحاد الفيدرالي والقاهرة ونيروبي وممباسا في شرق أفريقياً.

هذا عن الطرق الجوية الشمالية والجنوبية.. أما عن الخطوط الجوية الشرقية والغربية فإن طائرات خطوط عدن الجوية تطير إلى مصيرة في المحيط الهندي والخرطوم عاصمة السودان.. وهناك عواصم أخرى تطير إليها هذه الطائرات وهي أسمرة وجدة والبحرين وهرجيسة ومقديشو وجيبوتي. والبرامج التي تدبرها هذه الشركة تؤكد دائماً الاتصالات الوثيقة مع شركة الخطوط الجوية البريطانية في ما وراء البحار، ومع المراكز الرئيسية في الخطوط الجوية العالمية.. الارجانوت، تقدم شركة خطوط عدن الجوية مقاعد مريحة تشبه مقاعد الطائرات الكبرى.. وتفخر هذه الشركة أنها دائماً تطبق نظرية (طلبات الراكب تأتي أولاً).

وبتطبيقها لهذه النظرية الحكيمة وبطياريها الذين جميعهم من الانجليز وبصيانة خدماتها الفنية ذات المستوى العالي فإن هذه الشركة قد اكتسبت شهرة فائقة كشركة تؤدي واجباتها على أكمل وجه وبكل اتقان».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى