مع الأيــام .. ارفعوا أيدي الإرهاب الرسمي عن الجامعة

> ابوبكر السقاف:

>
ابوبكر السقاف
ابوبكر السقاف
لرئيس جامعة صنعاء المعين بقرار جمهوري أن يمارس مهام وظيفته في إطار الجامعة وله أن يتصل سراً بأية جهة رسمية عسكرية أو أمنية أو ما في حكمها، ولا يهمنا أن يكون الخدن المقرب من رئيس جهاز الأمن القومي أو لا يكون، ولكن ليس من حقه البتة أن يضع إمضاءه ليعمد إعلاناً ينشر داخل الحرم الجامعي يفصل فيه الأمن القومي شروط العمل فيه، فهذا خروج صريح عن مهام وظيفته التي يحددها قانون الجامعات (أيار 1995) كما أنه خروج عن تقاليد احترام العلم وحرمه الجامعي، وجعل الحرم الجامعي ساحة مستباحة علناً وبزهو فاجع لا يمكن أن يمليه إلا منطق القوة والاستقواء بالأمن وأجهزته. إنه مشهد محزن، وانتصار فظ للمدنية الجاهلة ودولتها وشاراتها ومهرجاناتها الجوفاء. ذلك لأن الاستقلال الحق للعلم وجامعاته لا يقبل تدخل أية مؤسسة أخرى في الدولة، بما في ذلك مؤسسة الرئاسة، بل هي في مقدمة من يجب عليه أن يحترم العلم ودوره. (الدستور)

من المؤسف أننا لم نستطع حتى اليوم جعل منصب رئيس الجامعة خاضعاً للانتخاب من قبل أعضاء هيئة التدريس كما هي الحال في كل مجتمع تنظمه المؤسسات الديمقراطية من القاعدة حتى القمة ولكن هذا لا يمكن أن يكون عذراً مقبولاً يقدمه كل من يمارس الصمت بانتظام كلما ألحق بالجامعة أذى مادي أو معنوي. وهذا موقف أعضاء هيئة التدريس، والنقابة وما يسمى بمؤسسات المجتمع المدني والأحزاب.

إن حبس تصور السياسة في المجال السياسي المحض سبب هذا التقاعس عن نصرة قضية الحرية والعقل في أهم معاقلها، فالجامعة رغم تدني أدائها، الذي هو ثمرة عسكرتها منذ نحو ثلاثة عقود، ونتيجة الإغداق على الجيش والأمن على حساب التعليم والعلم، هي المكان الذي يرتبط به إنقاذ وصلاح مستقبل هذه البلاد في أخطر بعد من أبعاده.

على رئيس الجامعة أن يختار بين وظيفتين، أما أن يكون ممثل الأمن القومي أو ما في حكمه في الجامعة فهذا ما لا يحق له أن يقوم به ويبقى في الوقت نفسه في حرم الجامعة. إنها كوميديا سوداء، مضحكة مبكية معاً أن يدعى طلاب وطالبات الجامعة إلى العمل في مؤسسة اختطفت قبل أيام زميلهم جميل شعاب من داخل الحرم الجامعي. ولن تزيد تهديدات رئيس الجامعة الطلاب والطالبات إلا إصراراً على مطلبهم العادل: الإفراج عن زميلهم، بل يقضي الواجب أن يرفعوا سقف مطالبهم مطالبين بإخراج الأمن من الحرم الجامعي وهو ما نجح في تحقيقه أخوتهم وأخواتهم في المغرب، رغم سطوة الأمن المرعبة هناك. عليهم أن ينظروا إلى جذر العدوان في الحرم الجامعي.

يلوم بعض الأساتذة النقابة على تقاعسها في مجال الدفاع عن حرية الحرم الجامعي وصمتها المستديم الذي يذكر بالشهيد الكبسي في جامعة الدول العربية .

وبصراحة نقابتنا جاءت على صورتنا، والإهانات التي توجه إلى أعضاء هيئة التدريس موجهة إلى كل واحد منا. واذا كنا جادين في الذود عن كرامتنا وكرامة العلم فليكن ردنا معادلاً لهذا الفهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى