حقوق وحريات LIMITED

> محمد عبدالله الموس:

>
محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس
كثيرة هي المنغصات التي تعصف بحياتنا، وكثير من هذا المنغصات تتطلب إرادة أكثر مما نلمسه ونعايشه في الواقع بمراحل كبيرة، وإذا كنا نراهن على عقلاء المجتمع في التآزر للخروج من هذه المنغصات ودفع ومعاونة أصحاب القرار باتجاه هذا الخروج فإن ذلك هو السبيل الأمثل للخروج بأقل الخسائر وعدا ذلك فإن البدائل كارثية.

من نراهن عليهم يأتي أهل الكلمة في الصفوف الأولى ومنهم الصحفيون والمشتغلون بالإعلام عموماً، وما نشكوه في هذا الصدد هو إصرار بعض زملاء الحرف على قلب حقائق الواقع والوقوف كخط دفاع في مواجهة من يطالبون بإصلاح الأخطاء، وتلعب الصحافة الأهلية دوراً محورياً في لفت الانتباه إلى هذه الأخطاء ونقل تأثير وقعها على كاهل الناس.

يومية «الأيام» الصحيفة الرائدة هي الصوت الأكبر الصادر في الأجزاء الجنوبية من الوطن، وإن شئنا الدقة هي الأهلية الوحيدة التي تصدر في كل المحافظات الجنوبية، مع أسبوعيتي (الطريق والتحديث)، وهي لم تحبس نفسها يوماً في قضايا وهموم هذا الجزء أو ذاك من الوطن وإن كانت عدن تحتل مكانة في اهتمامها بوصف عدن (موقعاً وتاريخا) جديرة بهذا الاهتمام بحيث لو أعيدت إليها مكانتها سيعم خيرها كل اليمن، عدا ذلك فإن صفحاتها تحمل هموم كل الناس في كل الوطن وتحمل راية الدفاع عن الحق أياً كان صاحبه، ولكم أن تقارنوا «الأيام» بالصحف المحبوسة في زوايا التهليل والتطبيل والتراشق.

من أخطر المصائب التي يمكن أن تصيب قوما هي الانطلاق في تحديد المواقف من منطلقات عصبية أو جهوية، بجملة أخرى، أقل من وطنية، والعبر أمامنا كثيرة في غير بلد عربي.

رئيس لجنة الحقوق والحريات في نقابة الصحفيين غاب عن باله أن ناشري «الأيام» ومعظم كتابها هم أيضاً أعضاء في نقابة الصحفيين ولهم حقوق، وأن «الأيام» صحيفة مجني عليها من مراسل لها وموزع ووكيل إعلانات في محافظة تعز - المميزة بطبيعتها الجميلة والغنية بكتابها ومثقفيها استحقت بهم صفة (عاصمة اليمن الثقافية) - أقدم على أخذ مال غيره ووضع نفسه في موضع خيانة الأمانة، وأكد ذلك حكم قضائي.

للقضاء (القاعد والواقف) حقوق ينبغي أن تحترم، فالحصول على حقوقنا وحرياتنا يأتي من احترام حقوق وحريات الآخرين وفي المقدمة منهم القضاء كعماد لتوازن المجتمع إلا إذا كانت هذه الحقوق والحريات محدودة المسؤولية على طريقة الشركات محدودة المسؤولية التي ينتهي اسمها عادة بالكلمة الإنجليزية .(LIMITED)

إن قضاتنا في ساحة القضاء هم من نراهن على أنهم نواة لقيادة عملية إعادة التوازن في العلاقة بين مكونات المجتمع ومن العيب أن نقذف قضاة أجلاء نراهن عليهم، باتهامات لا تستند إلى دليل وتنطلق من منطلقات أقل من صالح عام، إلا إذا كان البعض يرى أن ما حدث مع القاضي مذيب صالح البابكري، عبارة عن ضوء أخضر لرمي القضاة بالتهم بحق وبغير حق.

قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} صدق الله العظيم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى