وتلك الأيــام .. الحكمة اليمانية

> جمال اليماني:

>
جمال اليماني
جمال اليماني
الدور الرائد التي تضطلع به الجمهورية اليمنية قيادة وحكومة ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح في المنطقة إنما ينطلق من عمق العلاقات الطيبة التي تربط اليمن بدول المنطقة وهذا الدور المهم يأتي في ظل التعقيدات بالغة الصعوبة التي تواجه منطقتنا العربية والإسلامية بأسرها.. والتي تحتاج إلى الحكمة في تهدئة الأوضاع وحل المشاكل.

والحقيقة أن السياسة اليمنية المتزنة تحظى باحترام بالغ لدى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ودول المنطقة وأعتقد أن اليمن ستلعب دوراً مهماً نحو استقرار المنطقة من خلال التأثير على القادة والزعماء وتقريب وجهات النظر، ولأن الرئيس صالح رجل مرغوب لدى الجميع لما يتمتع به من سياسة متوازنة وشفافية مطلقة في التعامل مع القضايا وكذا الحس القوي والغيرة على كل ما هو عربي وإسلامي.

ولعل القمة اليمنية - السورية التي جرت في عدن.. قمة الخبرة والشباب.. تحمل كثيراً من الدلالات والرسائل المهمة لتهدئة المنطقة العربية وتفتح باب الحوار السوري مع أكثر من دولة والمؤكد أنها قمة ناجحة بكل المقاييس لأنها لا تستعرض الوضع السوري فقط بل العراقي واللبناني والصومالي والسوداني والفلسطيني وبشكل عام وحدة الصف العربي.

وهكذا هي بلد الإيمان والحكمة التي احتضنت لقاء الأشقاء الصوماليين من الأطراف المختلفة من المحاكم الإسلامية والبرلمان الصومالي لمعالجة أبرز أوجه الخلاف وتقريب وجهات النظر لأن تحقيق الاستقرار في الصومال هو هم القيادة اليمنية بل الاستقرار في القرن الأفريقي بأكمله، وتحقيق الأمن وحقن الدماء وعودة اللاجئين إلى أرضهم ووطنهم.

وبفضل الله لعبت اليمن دوراً مهماً في الأيام الماضية لحقن دماء الشعب الفلسطيني بعد أن كانوا على شفا حرب أهلية طاحنة من شأنها تمزيق أوصال الفلسطينيين من خلال اتصال فخامة الرئيس صالح بأخويه رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس وإعادتهما إلى طاولة الحوار وتغليب مصلحة الشعب الفلسطيني وإعادة الهدوء والسكينة لأن التوتر والخلافات لا تخدم إلا إسرائيل.

ولم يأت هذا الدور اليمني من فراغ ولكن نتيجة تراكم الخبرات لدى القيادة السياسية والحكمة في حل النزاعات، والاستقرار الأمني والاجتماعي الذي تحقق لليمن وتعيشه واقعاً ملموساً والأجواء الأخوية الصادقة مع كل الأشقاء والأصدقاء وتنسيق كل المواقف من أجل وحدة الصف العربي والإسلامي وإنهاء كل الصراعات والخلافات واعتبار حلها يجب أن يكون داخل البيت العربي.

والواضح أن اليمن تعمل جاهدة لتعزيز دور الجامعة العربية من خلال مقترحاتهم في هيكلة الجامعة وإعادة النظر في نظامها الأساس ولوائحها بما يتناسب مع الظروف الراهنة والتطورات المتلاحقة وتحقيق أهداف أكثر فائدة في كل المجالات الأمنية والاقتصادية وسياسة العرب الخارجية وتفعيل دورها واحترام ميثاقها. وعبر كل العصور والحضارات التاريخية عرف الإنسان اليمني بالحكمة وتشهد على ذلك كل المنعطفات التاريخية التي مرت مجسدة عظمة الإنسان اليمني ضارباً بجذوره في عمق التاريخ وحرصه الدائم على مد جسور التعاون في سبيل قوة الإنسان العربي ومن أجل مواجهة تحديات تلك العصور.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى