رجال في ذاكرة التاريخ

> «الايام» نجيب محمد يابلي:

> الشهيد ناشر السقلدي .. الولادة والنشاة .. الشعيب أو ما كانت تعرف بمشيخة الشعيب تقع على هضبة يتراوح ارتفاعها بين 4000 و5000 قدم في الشمال الغربي لولاية عدن، وتبعد عنها بمسافة 140 ميلاً (حوالي 225 كيلومترا) وتقدر مساحتها بخمسين ميلا مربعا (حوالي 130 كيلومترا مربعا) وتحاذيها المحافظات الشمالية من الجهتين الشمالية والغربية ويافع من الجهة الشرقية والضالع وحالمين من الجهة الجنوبية (راجع هذا الجنوب ارضنا الطيبة: عبدالرحمن جرجرة).

لولاية الشعيب عدد من المدن الصغيرة والقرى أشهرها مدينة (عوابل) العاصمة و(قزعة وبخال والقهرة) وجميع هذه المدن الصغيرة والقرى تتمتع بطقس بارد صحي جميل نظراً لارتفاعها عن سطح البحر. من خصائص ابن الشعيب حبه للأسفار والاغتراب، فالشعيبي موجود في ايرلندا وانجلترا وويلز وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية وغيرها من الأقطار (مرجع سابق).

كان لمشيخة الشعيب (مجلس الدولة) ويتكون من 21 عضواًَ يمثلون جميع الهيئات في المشيخة وشكلت الولاية مجلساً قروياً يتكون من 6 أعضاء ومهمته الإشراف على نظافة العاصمة والقرى المجاورة، وكان المرحوم الشيخ ناشر عبدالله السقلدي نائب المشيخة أول رئيس لمجلس الدولة (لمزيد من التفاصيل راجع: هذا الجنوب أرضنا الطيبة).

الشيخ ناشر عبدالله السقلدي من مواليد قرية (نخال) بالشعيب عام 1931م وفيها نشأ وتلقى علومه الأولية من القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة والتحق بالسلك العسكري جندياً في الحرس القبلي لمحمية عدن الغربية عام 1949م، وفي بداية الستينات من القرن الماضي عُين الشيخ السقلدي ضابطاً سياسياً في منطقة الضالع، وبرز كعادته محبا للناس ويعمل من أجل صالحهم في حل العديد من المشاكل التي عاناها السكان من خلال التواصل مع الجهات المختصة (راجع التفاصيل في «الأيام» 29 مايو 1999م).

الشيخ السقلدي نائباً لمشيخة الشعيب
برزت بصمات الشيخ ناشر السقلدي في الخدمات التي قدمها للسكان وحققت رصيداً طيباً في قلوب السكان، وأهله ذلك ليصبح نائباً لمشيخة الشعيب عام 1963م وكان أحد ممثلي مشيخة الشعيب في المجلس الأعلى الاتحادي بعد انضمام المشيخة الى اتحاد الجنوب العربي في ذلك العام.

كان الشيخ ناشر السقلدي كما أسلفنا أول رئيس لمجلس الدولة في مشيخة الشعيب وشهدت المشيخة في عهده العديد من المشاريع التنموية منها بناء المدارس والوحدات الصحية وصرف الإعانات الشهرية الثابتة للفقراء وشق الطريق الرئيسي الضالع - الشعيب.

الشيخ السقلدي صاحب دائرة اجتماعية واسعة
استطاع الشيخ ناشر السقلدي من خلال محطات عمله بناء دائرة اجتماعية واسعة نسجها مع شخصيات سياسية وعسكرية في الأمن في عدة مناطق منها العوالق ودثينة ونصاب والحواشب والصعيد وردفان والـعـوذلي والفضلي (مرجع سابق «الأيام»).

كما ساعد على توسيع تلك الدائرة شغله لعضوية المجلس الأعلى الاتحادي وتيسرت له فرص الاحتكاك مع عناصر خيرة منها: زين باهارون وعبدالحميد غانم وعلي عبدالله باصهي وعلي إبراهيم نور وعبدالرحمن جرجرة وعبدالله باسندوة وأبوبكر كعدل ومحمد محسن عميرة وعلي عبدالرحمن مكاوي وسالم علوي الكاف وجعفر علي أمان وعلي حسين عبده حمزة وسالمين عمر باسنيد وصالح عبدالله مهدي وحسين علي بيومي وأحمد محمد الأصنج وحسين محمد فضل ومحمد حسن عوبلي وعلي ربيع إسماعيل وعبدالله يعقوب خان والسيد فضل محسن علي وسعيد محمد عشال وعلي عبدالله الفاطمي.

الشيخ السقلدي يزكي اقتراح مصطفى عبداللاه
من ضمن محاضر المجلس الاعلى الاتحادي أن المجلس الأعلى الاتحادي عقد جلسته الاعتيادية برئاسة رئيس المجلس في 23 مايو 1963م، أن السيد مصطفى عبداللاه عبده تقدم باقتراح زكاه السيد ناشر عبدالله السقلدي بخصوص اللوائح الداخلية للمجلس وتزويد الأعضاء بالدستور المعدل.

من الرحيل إلى القاهرة إلى الرحيل إلى عالم الشهادة
استكمل ناشر السقلدي كل إجراءات سفره إلى القاهرة لينضم هناك إلى رفاقه في حركة القوميين العرب، وتقرر مغادرته مطار عدن الدولي في التاسعة من مساء الخميس الموافق 8 يوليو 1965م، فعاجلته رصاصات غادرة في الثامنة مساء بجانب عمارة الدرويش بالقرب من سينما مستر حمود (سينما الحرية) في طريق الخساف بكريتر وكان يتأهب لصعود السيارة فصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها شاكية له ظلم العباد.

نقلت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة خبر استشهاد السقلدي عن 34 عاما، ونعته عدة أوساط في عدن ودثينة والعوالق، مخلفاًُ وراءه سجلاً ناصعاً من الاعمال الطيبة وأرملة وأربعة أولاد، الذكور منهم: 1- فريد تخرج في كلية الطب، جامعة هافانا، 2- عبدالحكيم خريج كلية الهندسة، جامعة لايبزج، 3- عبدالناصر، مدرس بكلية التربية جامعة عدن، وبنتا واحدة توفيت في لندن إثر مرض عضال.

تركة متواضعة لم تسلم من المصادرة
خلف الشهيد ناشر عبدالله السقلدي تركة متواضعة حصرت في سيارة لاندروفر انجليزية صودرت في الأعوام الأولى التالية للاستقلال ومنزلاً مكوناً من دورين في مدينة العوابل بالشعيب تم تسليمه لمواطن قادم من المحافظات الشمالية ابان فترة الحرب بين الجبهة الوطنية الديمقراطية وحكومة الشمال سابقاً (راجع «الأيام» 29 مايو 1999م).

بعد إطلاع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، رئيس مجلس النواب على كافة وثائق الشهيد السقلدي قام برفع مذكرة إلى فخامة رئيس الجمهورية أوصى فيها برد الاعتبار للشهيد ناشر السقلدي وصرف معاش شهري لأسرته أسوة بالشهداء والمفقودين الآخرين، كما وجه مذكرة شديدة اللهجة إلى محافظ الضالع في مارس 2001م بتمكين أسرة الشهيد من مسكنها الشرعي.

وجه محافظ الضالع السابق مذكرة إلى مدير عام الشعيب تضمنت تعليمات صريحة بإخلاء المسكن وتمكين أسرة الشهيد من مسكنها الشرعي. اتخذ المجلس المحلي لمديرية الشعيب بكامل هيئته الإدارية قراراً بإحقاق الحق وتمكين أسرة الشهيد من مسكنها الشرعي وإمهال الساكن عاماً واحداً لإخلاء المسكن، ومضى على القرار خمس سنوات دون تنفيذ.

2- علي محمد سيف:الولادة والنشأة .. علي محمد بن محمد سيف من مواليد مدينة الشيخ عثمان بعدن في 31 أغسطس 1933م. حفظ القرآن الكريم في معلامة الفقي جبلي، والتحق بعد ذلك بالمدرسة الابتدائية الحكومية للبنين (الشرقية لاحقاً وردفان حالياً) بمدينة الشيخ عثمان وأمضى فيها فترة امتدت من عام 1945م حتى عام 1948م، ومن زملاء دراسته حسن هاشم مصطفى وصالح عرجي وناصر عرجي ومحمد سعيد المنصب وعبده حسين أحمد وسعيد الجريك وعبدالله محمد علي مقطري (الدكتور حالياً) وغيرهم.

التحق علي محمد سيف بعد ذلك بمدرسة القديس يوسف العالية SAINT JOSEPH HIGH SCHOOL (مدرسة البادري) بكريتر، واكتسب الأساس اللازم الذي مكنه من الخروج الى الحياة العملية وكانت البداية متواضعة في جمعية أبناء قدس عندما شارك التربوي المعروف الأستاذ عبدالعزيز نعمان في تدريس اللغتين العربية والإنجليزية ومواد أخرى.

معهد الجنوب التجاري مركز انطلاق آخر
عمل علي محمد سيف مدرساً في معهد الحكيمي (الشيخ عبدالله علي الحكيمي، أحد رواد النهضة) وكان عميده حمود عبدالله الحكيمي رحمة الله. فكر علي محمد سيف في إعادة تأهيل نفسه فالتحق بمعهد الجنوب التجاري بالشيخ عثمان الذي أسسه الأستاذ محمد سعيد الحصيني، أطال الله عمره ومتعه بالصحة، وتلقى علي محمد سيف دورة في ذلك المعهد درس و تدرب خلالها على المراسلات والاختزال والضرب على الآلة الكاتبة وغيرها .

التحق بعد ذلك بالبنك الشرقي EASTREN BANK فرع التواهي وعمل ضارباً على الآلة الكاتبة لفترة قصيرة امتدت من 16 يناير حتى 29 نوفمبر 1955م.

اربعون عاماً حافلاً بأعمال متنوعة
يشير الكشف الرسمي للموظفين STAFF LIST لإدارة عدن إلى أن علي محمد سيف التحق في 20 ابريل 1956م بالسلك الحكومي مع إدارة المعارف EDUCATION DEPART MENT (التربية والتعليم حالياً) حيث بدأ عمله كاتب سجلات ثم كاتب حسابات ثم ضارباً على الآلة الكاتبة وكاتبا في الارشيف .

انتقل علي محمد سيف الى كلية عدن العريقة بالشيخ عثمان في 1 يوليو 1958م للعمل أمين مستودع حتى أواخر يونيو 1959م، وكان عميد الكلية آنذاك المستر شو وكان نائبه الأستاذ إبراهيم روبله، رحمه الله. انتقل بعد ذلك الى المعهد الفني فرع عدن الصغرى في 1 يوليو 1959م وكان المعهد تابعاً لمصافي عدن وكان يتبع إدارة المعارف إدارياً وفنياً وكان عميد المعهد المستر ينج، أما عميد المعهد الفني بالمعلا آنذاك فقد كان الأستاذ ابراهيم لقمان، رحمه الله. وتنوعت مهام علي محمد سيف في ذلك المعهد حيث عمل سكرتيراً وأمين مستودع وضارباً على الآلة الكاتبة.

العودة إلى كلية عدن والعود أحمد
انتقل علي محمد سيف الى إدارة المعارف في الأول من يوليو 1960م مشرفاً للارشيف وأمضى في تلك الوظيفة حتى نهاية عام 1961م وصدر أمر إداري بنقله إلى كلية عدن مرة أخرى اعتبارا من 2 يناير 1962م وتنوعت مهامه هناك حيث عمل في البداية أمين مستودع ثم أمين مكتبة حتى نهاية اغسطس 1966م.

عمل علي محمد سيف مشرفا إدارياً ومالياً في كلية عدن اعتبارا من الاول من سبتمبر 1966م حتى 25 مايو 1980م، ومن الزملاء الذين عمل معهم علي محمد سيف الأستاذ عبدالرحيم لقمان والأستاذ لطفي جعفر أمان والأستاذ محمد أحمد الماس والأستاذ عبدالوهاب عبدالباري والأستاذ أبوبكر باذيب والأستاذ مصطفى راجمنار والأستاذ أحمد جرجرة والأستاذ أحمد عبدالله القاضي والأستاذ عبدالواسع علوان والأستاذ عبدالله محيرز والأستاذ عبدالله علي قرشي والأستاذ عبده حسين أحمد والأستاذ هاشم عبدالله وغيرهم.

الـ 16 عاما الأخيرة من مشوار علي محمد سيف
صدر أمر إداري بنقل علي محمد سيف من كلية عدن (ثانوية عدن) إلى الإدارة العامة للتربية والتعليم اعتبارا من 26 مايو 1980م للعمل مشرف قوى عاملة حتى نهاية عام 1983م ثم شغل منصب رئيس قسم الكادر والقوى العاملة من الأول من يناير 1984م حتى 31 مايو 1996م .

صدرت أربعة تكليفات خلال فترة عمل علي محمد سيف في الإدارة العامة للتربية والتعليم في فترات متفرقة بين الأعوام الممتدة من 1982م حتى 1992م بالقيام بأعمال نائب مدير عام التربية للشؤون المالية والإدارية.

من الزملاء الذين عمل معهم علي محمد سيف في محطته الأخيرة: الأستاذ محمد أحمد هاشم والأستاذ محمد شرف سعيد والأستاذ محمد أحمد جاسر والأستاذ عبداللطيف هاشم والأستاذ محمد حسين سعد والأستاذة أم الخير أحمد حيدرة والأستاذ عثمان عبده محمد والأستاذ عبدالقوي عبدالله صالح والأستاذ عوض عبدالله نبهان، والأستاذ فيصل سعيد هاشم والأستاذ محمد علي محسن هادي والأستاذ عباس أحمد فارع والأستاذ عثمان كاكو والأستاذ نبيل حمادي والأستاذ قاسم مجيدي والأستاذ محمد سعيد مقطري والأستاذ قادري صالح محضار والأستاذ عمر أحمد شمسان.

علي محمد سيف وحقوق الطفل
نأى علي محمد سيف بنفسه عن أي نشاطات حزبية او سياسية واكتفى بالمشاركة الاجتماعية من خلال الجمعية الوطنية لحقوق الطفل اليمني وهيئتها الإدارية مكونة من:

1- الأستاذ عبدالله نعمان رئيساً، 2- د.أحمد محمود مرشد، نائباً للرئيس، 3- د. علوي عبدالله طاهر، أميناً عاماً، 4- الأستاذ قاسم هيثم، مسؤول الرقابة، 5- الأستاذ عبدالواحد حمود مسؤولاً مالياً وإدارياً، 6- د. شفيق غانم، عضوا .. وقوام الجمعية العمومية للجمعية (120) عضواً.

بعد حياة حافلة بالعطاء ثبتت خلالها جدارة الأستاذ علي محمد سيف باجتيازه امتحانات الكفاءة واستحقاقه الدرجات المالية المناسبة تقاعد عن الخدمة في الأول من يونيو 1996م.

الأستاذ علي محمد سيف متزوج وله ثلاثة أولاد هم: موفق، عنايات، مزن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى