مع الأيــام .. لا تلقي لها سوم.. قد !

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
وضعني هذا الأمر في حيرة أمام عدد كبير من الأصدقاء وأسئلتهم الحيرى هي الأخرى، وكما قال المثل:(من دري به وحل به ومن ما دري قال حلبة) إذ تتشكل العاطفة هنا بين بين، ولكن البارز هنا أن علاقة «الأيام» الصحيفة الزاهرة بالناس والقراء تتوطد إلى أبعد الحدود ومن هنا ينطق السؤال المعتاد لماذا؟ وما الأسباب؟ وهذا ما يجعلهم يشعرون بحدسهم من أين تهب الرياح!

ويتبلور الرأي دون شك أن صحيفة «الأيام» قد عصفت بها أحداث ومنعطفات ميزتها في الوسط الصحفي من الاستهداف ولي الذراع وخنق الرأي، جرى ذلك ولن ينكره عاقل، وقد أثر هذا في أحيان كثيرة في علاقات الصحيفة وتطورها وفي كتابها أيضاً ونحن شهدنا وأحسسنا ومسنا ذلك ولم يتوقف القلم ولم يتراجع أحد قيد أنملة على الإطلاق.

وبمنطق الفكر ونضاله فإن ما يصطدم بصحيفة تحترم الرأي وتحتضن كل الناس ليس جسماً غربياً تائهاً، بقدر ما هو قصد استهدف هذه الصحيفة مرات ومرات، وهي القصة المتداولة والتي نعرفها، صحيفة عدنية نقية، نشأت وطنية الهدف وتلاقت مع النهوض الشامل وساهمت فيه، ويومها وضعها الوالد المؤسس عميدها الأستاذ محمد علي باشراحيل صحيفة مكافحة وشعبية ومنبراً يرفع صوت الوطنيين في عدن والمكلا وجعار ولحج وتنادي الأحرار في تعز وصنعاء والحديدة، وهو ما لن يمحى من ذاكرة الوطن الكبير. أقف هنا، وأنا أرى أن ما طالها من اتهامات وادعاءات لا ترتقي إلى مستوى العقل والمنطق يجب أن تتوقف، فيما يتعلق بالموضوع المثار بخصوص حقوق مؤسسة «الأيام» وصاحبيها الأستاذين هشام وتمام وكل العاملين بها، إذ إنه من المتفق عليه مادام القضاء ينظر في قضية أو أصدر حكمه، فلم يعد هناك إلا مرافقة هذه المسألة من نافذتها، وليس قفزاً على الأسوار، والتشكيك بها! لسنا هنا وبصدق ضد الزميل الأخ عبدالهادي ناجي، ولم نكن نرغب في نشر صورة المتهم وتفاصيل القضية وأؤيد ما ذهب إليه الزميل الكريم أحمد عمر بن فريد، وأضيف هنا أيضاً أننا في حضرموت بما لدينا من التراث المدني والثقافي، ونميل إلى السلام ولكن ليس مثلما يقال (ما سيبي) كلا، نحن هنا لا نرضى بأن تندفع الأقلام بعيداً عن القضايا التي تهمنا، إلا إذا فصلنا بين هنا وهناك، وأيضاً لسنا سعداء بالتمادي دون التريث والقراءة المتوازنة، إذ من غير المعقول وصف صحيفة «الأيام» بالقمعية، هذا لا يصدق! فقد وضعنا منبراً نظيفاً وتاريخاً من التنوير والفكر الحر في مواجهة بغيضة مع الذات وحرق المراحل وكفاح الآخرين.

فما الذي تبقى بعدئذ وماذا نصف أنفسنا والكل يعلم أننا نحن من نكتب في «الأيام» هاربين من القمع متجاوزيه زمناً بعد زمن، فمنذ أن سكتت المدافع في 1994م، حتى وجدنا أنفسنا في المكلا وعدن، أقلاماً، وآراء ونقاداً وفكراً، في مواجهة صعبة وقمعية حقيقية، أنكرها علينا الآخرون، بل وقالوا لم يتعرض لا الجنوب ولا ما به لرحى الحرب الظالمة ولا تنكيل وإبعاد ما زال يعصف بنا، الأقربون لنا في الفكر صادقوا الخصم وطبقوا أن الغنم ترعى مع الذئب، فقط ليأكلها بعد لحظات، قصة طويلة نتوقف عند أطرافها، ولم نجد يومئذ إلا صحيفة «الأيام» وصاحبيها (هشام وتمام) والزملاء الآخرين، باباً وساحة وبستان فكر لرفع الصوت والصدق.. أليس كذلك؟

الفجيعة، أننا نتعمد إغماض عيوننا عنه، ونحن نأسف ولا نتمنى، ومع هذا فإن «الأيام» صحيفتنا ورأينا وسنقف معها حتى لا يتجاوز الآخرون قلب الكلام، وليس للباطل أو بعمى الألوان أبداً، أبداً ولكن بصدق المشاعر والنوايا، وكان من الأنسب أن ينظر من هرول ليتحقق، إذ إن الصدق با يبان ساعة عجينه، منخول، أو انطحن هو وطينه.

ومع هذا لنا رأي قادم من حضرموت إذ قالوا (لا تلقي لها سوم.. قدها!) ومازال في الوقت بقية للهدوء، أو إغلاق نوافذ الريح، وكفى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى