المحطة الأخيـرة .. كان.. و .. أخواتها

> محفوظ سالم شماخ:

>
محفوظ سالم شماخ
محفوظ سالم شماخ
أستميح عذراً المغفور له سيبويه وعلماء اللغة العربية لاستعارتي قاعدة من قواعد اللغة العربية عنواناً لمقالي هذا.. كان وأخواتها ترفع المبتدأ وتنصب الخبر أما كان وأخواتها التي أقصدها فهي تملأ للبعض الجيوب وتفقر وتفتن الشعوب و أعني بها صندوق النقد والنكد الدولي وأخواته ولو من أم أخرى.

فما من رئيس وزراء من الدول الناجحة في مسيرتها يزور اليمن إلا ويحذر المسؤولين لدينا من صندوق النكد الدولي وألاعيبه وإهلاكه لكل من يستخدم وصفاته التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.. عذاب الشعوب أولاً والأوطان ثانياً.. إنه وبحق الوجه القبيح جداً للاستعمار الجديد المتوحش.. لطالما حذرنا من ذلك الغول وخراطيمه الماصة لدماء الشعب وهي تتظاهر بأنها إنما تضخ الدماء النقية في قنوات الشعوب، بينما هي تمتص كل خيرات الشعوب وتضخ بالمقابل قروضاً قاتلة وتسهيلات مغرقة محرقة.. وبعد ذلك يتم تتويج كيكته القاتلة ببعض الانتقادات لتصرفات المسؤولين ليرضي النزعة لدى شعوب العالم الثالث في انتقاد مسؤوليها لا لكي يسرع بمسيرة الإصلاح بل ليخدر تلك الشعوب ويرهب المسؤولين لكي يطيع الجميع أوامره وهو فرعون عصره.. فيقدم قومه إلى النار وبئس الورد المورود.

ولعل آخر قنابله العنقودية التي زرعها في اليمن والتي تتفجر كل حين الواحدة تلو الأخرى هي نصيحته لليمن بتطبيق قانون ضريبة المبيعات والقيمة المضافة ورفع نسبة ضريبة الأرباح وقانون ضريبة الإنتاج والاستهلاك قبلها.

وقد انطلق في وضعها من معلومات غير صحيحة ومغلوطة زوده بها المسؤولون رغبة منهم في زيادة دخل الدولة بعد أن عجزوا عن كبح جماح فشلهم الذي أدى إلى التهريب السلعي عبر حدودنا الواسعة بسبب رغبتهم في تطويل وتنويع طرق الجباية في طول الطريق وعرضها ولا يبقى للدولة إلا أقل القليل فما كان من هذا النكد أي صندوق النقد الدولي إلا أن يضع لهم قانوناً يمكنهم من الجباية ويكفل لهم ما تعودوه والسلامة.. ليس هذا فحسب بل أوصى في تقاريره السرية بكل ما ينسجم مع الثقافة الشيوعية والاشتراكية والشمولية التي رضع من لبنها حتى الثمالة معظم مسؤولينا فأصبحوا لا يرون غيرهم مهما نطقت ألسنتهم خداعاً بحرية التجارة وحماية رأس المال والترويج للاستثمار.. الخ.. بينما الحقيقة أنهم إنما يدمرون كل ما يقولون بأنهم يشجعونه وينفرون رأس المال ويضحكون على ذقون المستثمرين الجادين ويتبادلون ضحكات السخرية على شعبنا مع المستثمرين النصابين والمحتالين.

إن داءً كهذا لا يمكن علاجه بالسكوت ولا بالكلمات بل لا بد من أن يفعل المجتمع بكل شرائحه بالوسائل المتاحة له قانوناً بالاحتجاج وكشف الألاعيب ووضع النقاط على الحروف ليسمع ولي الأمر الأول بعد الله ورسوله فيسرع إلى تخليص الأمة من هذه الأفاعي ويطرد خارج وطننا الأفعى الكبرى صندوق النقد الدولي ولا عليه أن يخاف من شر.. فالرزاق هو الله.. وإخواننا وجيراننا في مجلس التعاون الخليجي سوف يهبون إلى نجدتنا وسيزودوننا بالنصائح الصادقة ويمسكون بأيدينا للوصول إلى أفضل النتائج دون من أو أذى وكل ما هو مطلوب منا أن نكون صادقين معهم مخلصين لأوطاننا مدافعين عن أنفسنا وعنهم ضد الغرباء وضد أخوة الغرباء من الرضاعة.. والله الموفق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى