من لا يخسر لا يربح

> سالم العبد:

>
سالم العبد
سالم العبد
لا أحد منا يحب أن يخسر!! تلك طبيعة بشرية ولكن الناس أجناس كما يقولون.. فالأقوياء من ذوي النفوس الكريمة والأبية تفند بين أنواع الخسائر، فيضعون خسارة الحق والشرف والنزاهة والسمعة العطرة الفواحة من أعطافها من بين صنوف أفذح الخسائر وأكبرها زلزلة.. لأن بفقدها - خسارتها - تموت هذه الأنفس الكريمة والعفيفة.. وعائلة الناشرين لصحيفة «الأيام»، هشام وتمام باشراحيل، صنف ونموذج حي تتجسد فيه هذه الخلال والصفات الرفيعة.. منذ أن دخل والدهما العميد المؤسس، الراحل الكبير محمد علي باشراحيل، معترك الحياة الاجتماعية والسياسية والصحفية.. معتمداً على حسه الوطني العالي والمبكر وارتهانه للشأن العام شأنه شأن عظماء ورواد النهضة في مدينة عدن حاضنة الثقافة ومدينة العلم والنور ورائدة التعليم والتنوير على مستوى الجزيرة العربية.

ومن يقرأ سيرة حياة هذا العلم، المؤسس الفذ لصحيفة «الأيام» في بداياتها مع معترك القضية الوطنية عامة والأدوار المفصلية التي تشرف بالقيام بها من خلالها، ومن خلال الصحيفة الأخرى التي تولى مسئوليتها صحيفة «الريكوردر»، وكذا قيامه بترؤس أول مجلس بلدي محلي في عدن.. سيجد أمثلة وشواهد عديدة تدل على نبل ---- هذا المؤسس العظيم وعصاميته النادرة وجلده ومثابرته في سبيل تحقيق أهدافه العظيمة حداً يبلغ المثالية، تعضده في هذه الدروب الصعبة رفيقة عمره وشريكة نضاله وأهدافه العظيمة، الراحلة العظيمة الحاجة سعيدة رحمهمها الله رحمة الأبرار.

وبمثل ما خسر المجاهدان العظيمان أثناء كفاحهما الرائع بعض الأصدقاء أو من يدعون الصداقة.. لكنهما طويا جراحات النكران والجحود، ولم يفكرا حتى بالرد مجرد الرد عليها.. وعوضاً عن ذلك انغمسا في مزيد من التنزه عن الصغائر وقطع مراحل وأشواط متقدمة في الاقتراب من غاياتهما الكبيرة والمشرفة.. ذلك سجل الأبوين الحافل بالمآثر والمفاخر وشرباها وأرضعاها ابنيهما الكبيرين هشام وتمام وبقية أخواتهما فلم يعرفا اليأس برغم كدحهما ومثابرتهما من خلال إعادة أو مواصلة مسيرة أبويهما العظيمين بإعادة إصدار صحيفة «الأيام» والتزام نهج عميدها المؤسس في الحياد عن تجاذبات ومهاترات السياسة والارتباط الوثيق والملتزم بقضايا الناس كل الناس الذين فتحت لهم صفحاتها من كل أجزاء الوطن دون تمييز أو تفريق أو مفاضلة وتحملا في سبيل ذلك الكثير من الأذى والتجريح والمحاكمات وما يزالان يتحملان لا تحميهما سطوة أو نفوذ أو سجون أو مليشيات مسلحة كما يدعي زوراً وظلماً عبر المنابر الإعلامية والصحفية الإلكترونية من يتزعم حقوق وحريات الصحف والصحفيين في نقابتنا التي لم تصدر ولو كلمة لرد الظلم والحيف عنهما.. وليتها اكتفت بصمتها المريب.. ولكنها تجاوزته إلى مزالق ومنحدرات التعصب الأعمى للقرية والمنطقة.. وإلى تسويق الأكاذيب الباطلة التي تجاوزتهما -أي الناشرين المنزهين -لتطال مصداقية الوسطاء الذين اطلعوا على الوثائق والمستندات والملف العام للقضية الجنائية قانوناً التي اقترفها مراسل وموزع «الأيام» في تعز.. وليت الأمر وقف عند هؤلاء الوسطاء الذين اقتنعوا بصدق وثبوت الدعوى الجنائية - الإخلال بالأمانة- التي أقروا بها.. ولكن المقال المضلل لراعي الحريات والحقوق في نقابة الصحفيين طعن حتى في أحكام القضاء، وشكك في مسوغات الحكم والقضاء.. فهل بعد هذا من مقال؟.. ونحن نتساءل فقط للإفادة.. أي سطوة تحمي مثل هؤلاء..؟ إذا كانت هذه السطوة لم توجه حيث يجب أن توجه.. هيكل الصحفيين والإعلاميين!! وقانون الصحافة المعلول؟!!

وأخيراً فهل تتعظون.. وترعوون عن القدح والذم والتجريح، والافتراء في حقوق منتسبيكم؟ وتتعلمون كيف تخسرون القليل من الامتيازات المادية الزائلة.. ولكن تربحون ما هو أعظم وأبقى.. تربحون أنفسكم وقيمة المهنة التي تمثلونها.. والأعظم تربحون احترام وتقدير جميع أعضاء نقابتكم الموقرة لو أنجزتم قضاياهم وقضايا مجتمعهم العامة والله الهادي إلى سواء السبيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى