لنا عواطفنا

> عبدالقادر باراس:

>
عبدالقادر باراس
عبدالقادر باراس
ما بين اليوم وغد سنتميتران كلمح البصر، أمس واليوم هي لحظات من أبجديات الزمن، نرتب فيها رفاة أيامنا بإكليل الوداع,عام ينطفئ ولكن مشاعل قلوبنا تبدو كبصيص الضوء الخافت لآمالنا، غدت أجندة حياتنا مجرد مسار يفصلها شعاع مثلث الألوان بأزمنة: ماضيه وحاضره ومستقبله، نسير في التيه لنحمّل زمننا وزر تعثراتنا ليأخذنا من حيرتنا ويتركنا في حيرة أشد وأقسى لنقول لها وداعاً، لا نسألها عما أنجزناه. تجيب لنا مرة بأن العمر يمر منا كأرقام.

عام جديد يأتي وفي القلب ما فيه من الأحزان، وفي النفس ما فيها من الهموم تسكننا إحباطاتنا وتكسر جراحنا، ويفرقنا شتات وتظللنا غيوم قاتمة، تطاردنا أشباح القهر والهزيمة ويصاحبنا الأسى أينما كنا.

لنا في عواطفنا ما يحمينا من الزمن وتآكلاته وسطوته، هل نغالي إن قلنا إن عواطفنا هي رهن لتواصلنا مع المحيطين بنا رغم قساوتهم في زمننا «زمن الخذلان».

حاجتنا للتعاطف كحاجتنا للطعام والشراب والهواء مهما بلغنا من العمر والمكانة. وإن وجدنا البعض منا يفتقرون إلى مشاعر الحب والتعاطف تجاه الآخرين، إلى درجة التقاطع مع نواة محيطهم، فإننا لا نستطيع أن نسعى إليهم بالمال ولكن لنسعَ إليهم بالمحبة والألفة التي تنطلق منها أعظم وأرقى صور معاني الإنسانية.

ولنجعل عواطفنا وجوارحنا تنهل من مزايا وخصال نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- التي تمد ظلال الرحمة على كل البشر. وعلينا أن نعطي حيزاً لمشاعر الأمل لتستقر في أعماقنا.. فبدونها سيتسرب القلق والاكتئاب ويتغلغل الشر فينا ونكون عرضة للأمراض.

ولكي نواجه أقوى تحدياتنا، علينا أن نبتسم بشموخ حتى وإن انكسرت قلوبنا وهدّت الدنيا من ظلمها علينا، وأن لا نجعل قلوبنا كأحجار ملقاة على الأرض. ولنداوِ نزيف جروحنا بنسيانها قدر المستطاع.

ولنا في هذه الحياة طموحات وأفكار قد نبلغها في فترة أو يمتد الأمر بنا لفترات، وإن أخفقنا علينا أن نعيش بيسر وزهد، وأن لا تلهينا مغريات الدنيا التي تحيط بنا من كل حدب وصوب، وإن سعينا للحلم لنحلم خيراً، لأننا بسهولة نمقت الظلم ونعشق الحب والحياة.

وعلى المرء عندما يرى في حياته طول الأمل في أن يحيا سعيداً وما إن يمضي الزمن إلا ويجد دروب أمله بعيدة حتى يخبو لديه ما كان يؤمله من ترابط الأحبة.

وجود عواطفنا في دواخلنا مسألة فطرية لديمومة حياتنا بنسق متماسك يقيناً من التوتر الحاد ويطهّر نفوسنا من أية اضطرابات قد تخل بهذا النسق المتماسك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى