بين درج المعلامة والعولمة

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
صدق الاستاذ عمر عبده بجران (أو بغران) عندما جاءنا ذات ليلة من الليالي المنورة باللمبات اللي شكشكتها المحافظة في كل الشوارع والأزقة حتى خلت البلد منورة على الآخر ولها الشكر على ذلك فوق شكرنا لها على التحسن الكبير الذي طرأ على النظافة ويتطور كل يوم في عدن المحروسة أم المساكين على قولة عبدالله هوجلان عن سالم باحميد عن حسن فرور طيب الله أوقاته.. قلنا ان الاستاذ (أو بالأصح الألف دال) يعني كذا هه (أ) وبعدين (د).. وكما تعرفون فالمقصود بها أكيد هو الاستاذ الدكتور وهم يملأون بلادنا ويتكاثرون كما يتكاثر الفطر وهذه نعمة من نعم الله على الشعب اليمني وان كان البعض يرى فيها نقمة وقرّاب أجل.. أصلهم يأكلوا نص ميزانية التعليم الله لا سامحهم.

قلنا انه الألف دال عمر عبده بجران جاء عندنا في الجسّة تيك الليلة المنورة وأفادنا بعلمه قائلاً ان العولمة اللي يسألونه عنها هي كلمة تطورت عن الأصل الذي هو المعلامة..وطبعاً - يشرح الألف دال - هذا التطور بأنه يعني الزمن غير الزمن.. فدلحين دخلت كل هذه المصائب والمحاسن على المجتمع في عصر العولمة.. وحتى في مغربه.. وفي عشاه كذلك اللي يمتد ساعات ساعات لما الفجر.. والله العلم اتوسع قوي يا عيال.. قام عبدالله هوجلان فجأة ووجه كلامه للاستاذ بجران فقال:«تشتي شكليت البن يا استاذ؟» فشكره بجران على هذه المقاطعة الغريبة ما يدريش انه هوجلان هذا ما يعزمش أحد على الشكليت إلا إذا رأى فيه شخصية مهابة وحتى يخاطبهم إما بالقول: يا أفندم.. أو يا شيخ أو يا أستاذ أو معلم وهذا أضعف الاحترام.. حسن فرور من باب الطبازة يعني قال له:«بس روح وجزع لي أنا معك.. لكن من الشكليت المليح!» رد هوجلان على حسن بقوله:«لا .. انته ما فيش.. ممنوع.. ممنوع». قال له حسن:«بس خلاص روح لك رياح تناصلك». وطبعاً راح هوجلان ورجع دون ان تناصله الرياح زيما اتدعى به الغرور وجلس يلعص الشوكليت باستمتاع مواجهاً حسن في حركة محانكة شوكليتية اغرائية ولا اعلان تلفزيونجي.

الاستاذ عمر بجران شاف انه في مسائل غلط وغير علمية بالمرة في الجسّة فقال: «أيش يا جماعة أنا يبان أجيت مكان غلط وإلا حاجة؟ مالك يا أخ؟ أيش ذي المهازل والهرجلة؟» كانت كلماته موجهة إلي فقلت له محاولاً الاجابة:«والله أبه نحنا هكذا زيما تقول نحب من وقت إلى الثاني نسوي جلسات هرجلة!». قال الألف دال:«أيش هرجلة.. هذه قدها إلا مرفالة» لا.. لا .. قلت له:«حاسب على كلامك الغلط مش مسموح به عندنا وصلى الله وبارك.. اتحشم أحسن لك وإلا شوف الطارف من هذونا بايقوم يعصدك عصيد خليك في موضوع العولمة أحسن لك.. واذا تشتى شكليت عبدالله هوجلان بايروح يجيب لك من دكان باصم». قال الاستاذ بغضب واضح:«ما اشتي ولا شكاليت.. أنا أجيت منشان أتكلم على العولمة ولازم أتكلم على العولمة». قلت له متسائلاً:«لازم يعني لازم مزنوق انته في العولمة هذي». قال أحمد العرشي مدافعاً:«انته خليه يتكلم ويخرج الذي في قلبه.. ان هو والله كلام مفيد.. قد نحنا استفدنا وان هو والله كلام فارغ بايشله الريح واحنا مش خسرانين أي حاجة». قال الاستاذ بجران:«كيف ما يكونش كلام العولمة مفيد وفي منظمات دولية أمريكية بالذات تنفق عليه ملايين الملايين.. أنا نفسي شاركت على مستوى اليمن بمئات المحاضرات والندوات والخ.. وكذلك في الخارج سافرت عشرات المرات من أجل خاطر عيون العولمة ولما شفتكم قلت با أجي لكم يوم إلى ملتقى الجسّة حقكم هذه منشان تعرفوا أيش معنى عولمة».

استدار حسين النعج وقال للأستاذ بجران:«مله يه ياخوي.. هذه العولمة قدها عندنا في لحج من أيام السلاطين الله يرضى عليهم.. ما شي حافة والا ثنتين في الحوطة إلا وفيها معلامة وما شي معلامة إلا ولها درج معلامة.. أما هذا العلم والعولمة دي تقول عليها حقت هذي الأيام ما تخلى أغلبها من خريط الكمبعان والعلم فيها ركيك مش عاد كما أول». أثناء ذلك انتحى بي جانباً الاستاذ أحمد هبة الله وهمس لي بالخبر الصافي الذي يقول انه هذا الألف دال بجران لازم يدور على الملتقيات والنوادي والخ الخ منشان يسوق لهم بضاعته اللي يروج فيها للعولمة.. والعولمة الله يقول الحق هي مش كلها بطالة.. بس كمان نحنا لازم نقدر ظروف الرجال اللي لازم يخمد قرصه عندنا». «كيف يعني؟» «يعني انه بالهدرة اللي يهدرها معانا با تتسجل له حصة علمية با يطالب بتكاليفها من الناس اللي مكلفينه .. وهكذا.. بايروح عند غيرنا وغيرنا وبا يوالم له زايد ناقص من العملات الصعبة والسهلة لما يقع مليوردير.. ويا رعى الله زمان أيام الدرج معلامة!».

هكذا.. والله يبان انه كلام الاستاذ أحمد صحيح.. عدت بانتباهي إلى كلام الاستاذ بجران فوجدته منهمك في المقارنة بين درج المعلامة والعولمة والشوط العلمي الكبير الذي قطعته الانسانية من ذاك الزمان وإلى الآن واللي تشتي بعض القوى الظلامية ترجعنا إليه.. فتدخلت وقلت:«والله يا استاذ لو تركزوا على الدرج حق المعلامة وتخلوها صبة خرسانية كما فعل الاستاذ أحمد العرشي.. ليش لأنه الخشب معرض (للأرضة) الدود اللي تأكله.. بدل ما تاكلك أنت وأمثالك أكلت لنا الدرجة الخشب حق العرشي.. والله أكبر عليك وعلى أمثالك من اللي ما يشبعوش من الفلوس».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى