المخابرات الاسرائيلية تختلف في تفسير لفتات سوريا

> القدس «الأيام» دان وليامز :

> يقف الاسرائيليون متحيرين بشأن فرص السلام مع سوريا بعد ان قدم لهم جهازان للمخابرات الخارجية الاسرائيلية تقيمين مختلفين تماما عن اللفتات الدبلوماسية الاخيرة لدمشق.

فبينما يقول جهاز الموساد ان الرئيس السوري بشار الاسد ليس لديه اهتمام حقيقي باجراء محادثات سلام تقول المخابرات العسكرية الاسرائيلية ان الاسد مستعد للتفاوض اذا كان هذا سيؤدي الى استعادة هضبة الجولان السورية التي تحتلها اسرائيل.

وأعطى الاسد مرارا اشارات عن اهتمامه برأب الصدع بعد الحرب الاخيرة التي جرت في لبنان بين حزب الله الذي تدعمه دمشق واسرائيل. وفاقم من الموقف اتهامات امريكية لسوريا بدعم المقاتلين في العراق وهو ما تنفيه دمشق بالاضافة الى الرعاية العلنية التي تقدمها سوريا لفصائل فلسطينية.

وانهارت محادثات سلام سابقة حول مصر هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 . لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال في حديث مع صحيفة أمريكية هذا الشهر ان المفاوضات الجديدة بشأن الجولان يمكن ان تكون "غير مشروطة".

وأحدثت هذه الرسائل مزيجا من الامال والشكوك لدى الدولة اليهودية وصعد من هذا المزيج التفسيرات المتباينة التي قدمتها لهذه الرسائل الاجهزة الحكومية المختصة بتفسيرها.

واتهم مئير داجان رئيس الموساد الاسد الاسبوع الماضي بمحاولة تشتيت انتباه الغرب الذي يدقق في تحالفاته الاقليمية.

ونقل مصدر سياسي عن داجان قوله لوزراء الحكومة "في كل مرة يتعرض فيها لضغوط دولية يقوم الاسد باظهار نفس الرغبة في الدخول معنا في مفاوضات. لكني مازلت لا أرى ان سوريا تعرض استئناف المحادثات مع اسرائيل."

لكن كبير محللي المخابرات العسكرية الاسرائيلية يوسي بايداتز كان أكثر تفاؤلا.

ونقل تقرير رسمي عن بايداتز قوله لاعضاء البرلمان الاسرائيلي أمس الأول الإثنين "سوريا مهتمة. لفتاتها حقيقية ومبنية على هدف كلي هو استعادة هضبة الجولان كلها."

واحتلت هذه التفسيرات المتبانية عناوين الصحف في اسرائيل وقوبلت بالانتقاد من جانب بعض من عملوا من قبل في المخابرات الاسرائيلية.

وقال داني ياتوم وهو جنرال متقاعد ومدير سابق للموساد في سخرية "قد يكون علينا ان نضع رئيسي الموساد والمخابرات العسكرية في حجرة واحدة حتى يتفقا."

وعلى الرغم من ان طريقة عمل الموساد والمخابرات العسكرية تختلف اذ يعتمد الجهاز الاول على "المعلومات البشرية" وعلى مخبرين مزروعين في اماكن جيدة بينما يعتمد الجهاز الثاني أكثر على التنصت الالكتروني الا ان أحد الخبراء القدامى الذي عمل في الجهازين يرى ان الخلاف بشأن سوريا هو خلاف في الرأي حول المستقبل.

وقال محلل المخابرات المتقاعد ماتي شتاينبرج "اعتقد ان ما لدينا هنا هو خلاف بين شخصيات قوية حول ما اذا كان الاسد بالقوة الكافية على الصعيد الداخلي ليتوصل الى اتفاق سلام يدوم."

ويبدو ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي يسعى لوضع خطة دبلوماسية جديدة منذ ان احبطت الحرب في لبنان وتجدد القتال في غزة خطته المنفردة للانسحاب من بعض الاراضي التي يريدها الفلسطينيون لاقامة دولتهم عليها يؤيد الان رأي داجان رئيس الموساد.

وقال اولمرت أمس الأول "إن وافقت سوريا على وقف العنف والكف عن مساندة حماس وحزب الله وقطع علاقاتها المريعة مع إيران فإنه لا يخامرني أدنى شك أنه في وسعنا عندئذ أن نشرع في عملية دبلوماسية معها".

وأضاف "أنتظر من الرئيس الأسد ألا يكتفي بالتصريحات الرنانة التي لا تستند على خطة سياسية حقيقية". وطالبه بان يفعل شيئا للتحرك صوب عملية دبلوماسية حقيقية يود الجميع ان يراها.

لكن لم يتضح الى اي مدى يذهب استعداد اسرائيل التي ضمت الجولان الى اراضيها عام 1981 وهي خطوة لم يعترف بها في الخارج للوفاء بمطلب سوريا باستعادة الهضبة.

وأظهر استطلاع نشرته صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار في مطلع الاسبوع انه على الرغم من ان 67 في المئة من الاسرائيليين يرون انه على حكومة اولمرت ان ترد على لفتات السلام السورية الا ان نسبة متساوية تقريبا وهي 66 في المئة ستعارض التنازل عن الجولان في اطار اي اتفاق سلام مستقبلي. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى