إليها بمناسبة العيدين

> علي صالح محمد:

>
علي صالح محمد
علي صالح محمد
وأنا بعيد عنها أحس أن روحي تعانق روحها بكبرياء المحب وبمودة العاشق لأنها تستحق، أنت يا من كانت وستظل نوراً يضيء ليل عمري الظليم، وبسمة تزيَّن الحياة حين تزورها الآلام والمحن، يا أجمل زهرة تراها العين في حدائقنا الجدباء القاحلة بعد أن تصحرت الأرض والنفوس، أنت يا من يعيد للحياة معانيها السامية ويمنح الفرح حضوره، والجمال رونقه وبهاءه.

من بعيد يا ثلاثية التشكلü والحضور في الوجدان والعقول، أهديك - وأنت على غير العادة تحتفلين مع سائر القوم والشعوب بمناسبة عيدين تعانقا بمودة في يوم من أيام الله الخالدة - بعض ما تختزنه روحي من أناشيد المحبة وترانيم المودة، لأنك ساكنة أبداً وحاضرة دوماً في العقل والروح.

سألت نفسي اللوامة أين كان الزمان وأين كنت من الزمان؟

فأجابت بلا عناء: لا تسأل عن زمان، حفرت أظفارك فيه أخاديد المحبة، وغنت فيه البلابل أناشيد روحك المشبعة بالمودة، والتواقة دوماً إلى ضم احتضان أجمل الناس.إذن ابتسم أيها المحب على الدوام واستعد لحب جديد جميل، وافرش جناحيك لتطير بهما مجدداً لتصل إلى أقاصي القلوب الكسيرة.

لتستوطنها وتبحر في مياهها النظيفة وتسبح بخلجانها البهية، وترسو بحنو وحب في مراسيها الحبيبة، لتستلقي بعد عناء في شواطها الجميلة، وتمنحها شيئاً من.. الحب.. والأمل.

وهنا وحين يمتزج الشعر بالبارود يظهر جنون العشق ومعه فنون الحب الهائمة في فضاء الروح بين المحبين.

لهذا لا تحزني يا جميلتي فالبعد والقرب حالهما كحال الحزن والفرح، وكحال التشاؤم والتفاؤل، وطعم الأشياء وحلو مذاقها في تنوعها وعدم اكتمالها، بل وفي تضادها.

فمن بطن الفرح يولد الحزن ومن عمق الحزن ينشأ الفرح.

وهكذا يتشكل (الأمل) كقوة محركة لنحقق من خلالها مستويات أعلى لوجودنا ذلك حين نتغلب على آلامنا، وعلى مصاعب الحياة التي تقف في طريقنا عبر الأيام كزمن نحياه بسمو معانيه الرفيعة (كالحب والتسامح والحكمة والمعرفة) أو نعيشه (كجحيم مادي قائم على الصراع والاستغلال والأنانية).

ومن بعيد.. وعبر «الأيام» الصحيفة التي تمنحنا ميزة التواصل غير المرئية واللقاء بمن نحب في مثل هذه المناسبات العزيزة التي لا تتكرر إلا بعد حين، أبعث أجمل تمنياتي وعظيم محبتي لكل الصابرين الملتحفين برداء المعاناة والأنين والمزينين بلباس الأمل كحكمة للحياة، مردداً ما قاله الأمام الشافعي:

وما كنت راض من زماني بما ترى

ولكنني راض بما حكم الدهر

فإن كانت الأيام خانت عهودنا

فإني بها راض ولكنها قهر

عيد الاضحى المبارك وعيد رأس السنة الميلادية

الأرض والبحر والجبل

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى