«الأيام» تستطلع آراء عدد من المواطنين في كيفية حل معضلات أزمة المياه التي تعاني منها مدينة لودر وقرى ومناطق المديرية .. شبح نضوب المياه التي جفت من الآبار يهدد حياة سكان المديرية

> «الأيام» سالم لعور:

> شحة المياه واحدة من أبرز المشكلات التي يعاني منها الناس في معظم المناطق اليمنية وبلادنا شأنها شأن كثير من دول العالم التي تعاني من أزمة في المياه بعد أن باتت هذه المشكلة تمثل أخطر التحديات التي تسعى لمواجهتها دول كثيرة في المحيطين الإقليمي والدولي.

ولا يزال شبح أزمة المياه هو سيد الموقف في غالبية مناطق مديرية لودر منذ أكثر من عشرين عاماً حتى اليوم وفي الوقت الذي يتزايد فيه النمو السكاني فإن آبار المياه تشهد انحساراً يتمثل في تناقص كميات المياه المخزونة فيها يوماً عن يوم حتى آلت معظم هذه الآبار إلى الجفاف ولم يتبق إلا مجموعة قليلة من الآبار لم تف حاجة الإنسان إلى الشرب والزراعة.

«الأيام» استطلعت آراء عدد من الشخصيات عن المعاناة من أزمة المياه وشحة المخـزون المائي الذي تتغذى من خلاله الآبار أكانت (ارتوازية) أو مفتوحة، وأجمعت هذه الآراء على أن حل معضلة أزمة المياه لا يعني اعتماد مشاريع مياه وحفر مزيد من الآبار لكن الحل يقتضي وضع الدراسات ذات الجدوى لبناء عدد من الحواجز المائية والسدود على امتداد أودية تاران، يري ، ثرة، عرفان، ملعة، صفاق ومسدد، الواقعة على طول السلسلة الجبلية لجبال الكور بمديرية لودر محافظة أبين .. وكانت حصيلة هذه الآراء على النحو التالي:

< الشيخ حسين صالح حسين الجنيدي: «أزمة المياه بمديرية لودر قديمة وحقيقية إذ تعيش المديرية شبح نضوب المياه حيث جفت الآبار وغالبية السكان يعتمدون على شراء مياه الشرب العذبة من الصهاريج (البوز) ولم تعد سوى عدة آبار لا يتجاوز عددها أصابع اليد الوحدة تعمل في المنطقة ذات الكثافة السكانية في لودر، زارة، الحضن، أماجل والقرى المحيطة بها، نأمل من جهات الاختصاص البحث عن حل للمشكلة من خلال البحث عن التمويل وإيجاد البدائل التي تتمثل في بناء الحواجز والسدود على طول سلسلة جبال الكور والبدء بعمل الكرفانات المؤقتة في المواقع التي نأمل أن يتم بناء السدود فيها».

< الطالب فيصل محمد علوي غرامة: «مدينة لودر عاصمة المديرية تعاني أزمة حقيقية في المياه رغم مشروع مياه لودر الرئيس الذي كلف الدولة (265) مليونا مؤخراً وأثبت فشله الذريع، المشكلة تكمن في عدم إقامة السدود والحواجز لما لها من أهمية كما علمتنا دروس التاريخ، فحفر بئر هنا وبئر هناك لا يحل الأزمة، ونناشد هيئة الاستكشافات ووزارة الزراعة والموارد المائية تحديد مواقع المياه في المنطقة من خلال الخرائط الجوية والمسوحات التي سبق وأن أنجزتها بدلاً من الحفر العشوائي للآبار والمشاريع التي أثبتت فشلها».

< أمين أحمد قشاش قال:

«معاناة أبناء مديرية لودر من شحة المياه لا يستطيع أحد أن ينكرها على الإطلاق، أتذكر قبل أكثر من عقدين من الزمن كيف كانت لودر وزارة، محاطتين بالبساتين الخضراء التي تبهج القلب، كانت الآبار تضخ الماء ليل نهار حين كان في الارض مخزون مائي وافر قبل أن ينضب هذا الماء الوفير بسبب الجفاف (اليوم).. إن ما نعاني منه اليوم من أزمة في المياه ونضوب كثير من الآبار التي كانت تمتد على طول الأودية الشهيرة بالمديرية يمكن معالجته والتغلب عليه ليس بالحفر العشوائي للآبار وكثرة المشاريع المعتمدة لحفرها، ولكن من خلال إقامة الحواجز والسدود للحفاظ على مياه الأمطار والسيول التي تذهب هدراً دون أن تتم الاستفادة منها للشرب والزراعة.

أجدادنا بنوا الحواجز والسدود قبل آلاف السنين لأنهم عرفوا أهميتها وحاجتهم إليها وأسسوا أقدم الحضارات في ظروف ليست بأفضل من الظروف المتاحة لنا حالياً من حيث التكنولوجيا الحديثة التي لم نستطع تطويعها لخدمتنا بالشكل الصحيح إلا فيما ندر.

وللخروج من الأزمة نحتاج إلى شيء من الإرادة والإخلاص والأمل في جهات الاختصاص لوضع الدراسات لبناء السدود كضرورة من أجل ضمان الاستفادة من مياه الأمطار والسيول للحصول على الحد الممكن من المياه، وأملنا في فخامة الرئيس بإيلاء هذا الجانب الأهمية وهذه أغلى هدية سيقدمها فخامته لأبناء مديرية لودر سيخلدها التاريخ إلى الأبد».

< عبدالله علي الصاعدي تحدث قائلاً: «الماء عصب الحياة والنماء قال تعالى {وجعلنا من الماء كل شيء حيَّ} وهذا يدل على مدى أهمية الماء لحياة الإنسان والحيوان والنبات وسائر الكائنات الحية.. لذا علينا الحفاظ على المياه وترشيدها والبحث عنها من مصادرها، خصوصاً وأننا نعاني (حالياً) من أزمة حقيقية في الحصول على شربة ماء.. صحيح أننا بحاجة إلى حفر الآبار وإقامة المشاريع وإدارتها لتوفير المياه التي نحتاجها كي نستخدمها في مختلف الأغراض، لكن قبل هذا وذاك علينا أولاً أن نستفيد من مياه الأمطار والسيول كمصدر للمياه وذلك من خلال إقامة السدود، والكل يعرف أن سد ثرة الذي سبق وأن أجريت له الدراسات سيغطي أكثر من ثلثي مناطق مديرية لودر وسوف يفي بحاجتها إلى المياه أكانت للزراعة أو الشرب. هذا السد إذا ما تم اعتماده سيعيد الحياة إلى قرى ومناطق كثيرة متناثرة على جنبات وادي ثرة الذي ذكره (الهمداني) في كتابه (صفة جزيرة العرب) قبل ما يربو على نحو ألف عام بدءاً بقرى منطقة الحضن مروراً بالحمراء وزارة ومدينة لودر وانتهاء بالقاع والعين ونواحيها.

ونطالب الإخوة رئيس الجمهورية ووزير الزراعة ومحافظ أبين بالإسراع في التوجيه والعمل على بناء هذا السد الذي سيحل مشكلة ثلثي مديرية لودر التي تعاني من شحة المياه».

< العميد صالح عبدالله الجعري (متقاعد) يقول:«يعاني مواطنو مديرية لودر من أزمة حقيقية خانقة في المياه، وبسبب هذه الأزمة فقد شهدت بعض المناطق النائية في الأطراف حالات نزوح جماعي لبعض الأسر في قرى السيلة البيضاء إلى مناطق مكيراس، البيضاء ،جعار، أبين، وإلى مناطق أخرى في لودر ومودية وغيرها.

ومديرية لودر واحدة من المديريات التي تعاني من الجفاف الذي أدى إلى نضوب الآبار فيها، مما انعكس سلباً على الزراعة بعد عزوف المزارعين عن الزراعة والابتعاد عن العمل في الأرض رغم خصوبتها وصلاحيتها لزراعة الحبوب بمختلف أنواعها وكذا الخضار والفواكة والحمضيات وغيرها.

وللخروج من الازمة يجب التشخيص قبل العلاج، فلا يكفي حفر الآبار واعتماد الملايين لمشاريع مياه دون أن يكون لدينا مخزون مائي فلا بد أذن أن نبني الحواجز المائية والسدود، ونأمل من جهات الاختصاص في وزارة الزراعة والري النظر إلى مديرية لودر باعتبارها واحدة من مناطق الجفاف واعتماد الحواجز المائية والسدود لحل هذه الأزمة عرفاناً لما قدمته هذه المديرية من مواقف نضالية ووطنية خلال المراحل المختلفة منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر حتى اليوم».

< علي عبدربه بجلة، عضو المجلس المحلي بمديرية لودر تحدث قائلاً: «نشكر صحيفة «الأيام» والقائمين عليها وكتابها ومراسليها ومحرريها لاهتمامها بقضايا الناس وتناول همومهم ومشاكلهم وفي مقدمتها أزمات المياه وغيرها من الخدمات الأخرى، ومن خلالها نناشد فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح، حفظه الله، أن ينظر إلى معاناة أبناء مديرية لودر التي جفت آبار المياه فيها وأصبحوا لا يحصلون على الماء إلا بصعوبة من خلال (البوز) التي يصل سعر البوزة الواحدة الى ثلاثة آلاف ريال رغم ظروفهم الصعبة، ولحل هذه المعضلة نطالب الرئيس بالتوجيه لجهات الاختصاص بوضع الدراسات واعتماد الحواجز والسدود، وحاجز تاران لن يكلف الدولة مبالغ باهظة لطبيعته الجبلية الملائمة لبناء هذا الحاجز الذي سوف تستفيد منه قرى منطقة الشعراء والكيال والحمراء وزارة ومدينة لودر وغيرها من قرى المديرية».

< ناصر عمر حسين صالح بوبك (أبو شبيب) رئيس جمعية مياه الشبيبة بلودر قال:

«تستغيث جمعية مياه الشبيبة بالجهات المسؤولة للنظر إلى وضعها وما تعانيه من شحة في مياه الشرب بعد نفاد كل إمكانيات الجمعية والأهالي في البحث عن المياه من خلال حفر (3) آبار دون جدوى.

ونطالب جهات الاختصاص بإنشاء الحواجز والسدود في جبال يري وتاران وغيرهما، بدلاً من المبالغ المالية التي تصرف في غير مكانها ولا يستفاد منها في المصلحة العامة كي يضمن العمل المنفذ من قبل البنك الدولي واليونيسيف بقاءه في بعض المناطق وهذا ما نريد توضيحه للقيادة والمسؤولين وما التزموا به لتصحيح وحل كافة المعضلات التي تواجهنا وأهمها المياه».

وخلاصة لاستطلاعنا فقد أجمعت معظم الآراء بل غالبيتها على أن الأزمة الخانقة التي تعيشها مختلف قرى ومناطق مديرية لودر يمكن حلها بالاتجاه ناحية بنا السدود والحواجز المائية (والكرفانات)، وهذه تقع على عاتق أجهزة الاختصاص ممثلة بوزارة الزراعة ومكتبها بمحافظة أبين، حيث أن الطبيعة (التضاريس) تناسب إقامة وبناء السدود في سلسلة جبال الكور، كجبال تاران، يري، عرفان، ثرة، ملعة وصفاق، التي ذكر أوديتها (الهمداني) في (صفة جزيرة العرب) قبل أكثر من (1100) عام تقريباً وتحديداً في القرن الثالث الهجري. ونضيف إلى آراء الذين تحدثوا عن أزمة المياه أن هناك أسباباً أخرى كانت نتيجتها هذه الأزمة منها سوء التخطيط وسوء الإدارة لمشاريع المياه أكانت بدعم من الدولة أو بدعم من المنظمات والصناديق المانحة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى