دعم اميركي لاثيوبيا وتوقع دخول مقديشو خلال 48 ساعة

> عواصم «الأيام» وكالات:

>
أحد مقاتلي المحاكم الإسلامية في شوارع مقديشو
أحد مقاتلي المحاكم الإسلامية في شوارع مقديشو
اعلنت اديس ابابا أمس الثلاثاء ان القوات الحكومية الصومالية واثيوبيا التي تساندها، هزمت ميليشيات المحاكم الاسلامية بكسر الطوق على بيداوة مقر المؤسسات الانتقالية الصومالية بعد اسبوع من المعارك,وبعد أن شعرت بالانتصار على خصومها الإسلاميين الصوماليين هاجمت اثيوبيا مقاتلين صوماليين من الجو اثناء تراجعهم أمس الثلاثاء وهددت بالاستيلاء على مقرهم في مقديشو .

قال وزير الخارجية في الحكومة الصومالية المؤقتة ومقرها بيداوة إن القوات الحكومية مدعومة بالقوات الإثيوبية قد بدأت زحفها صوب العاصمة، مقديشو في وقت اعلنت اثيوبيا انها اوقعت هزيمة منكرة بقوات المحاكم الاسلامية.

وأكد الوزير الصومالي إسماعيل هره لبي بي سي، أن الحكومة مستعدة للعودة إلى الحوار، بشرط أن تقدم المحاكم "عرضا جديا" بوقف القتال، حسب تعبيره.

وقال مبعوث الصومال لدى اثيوبيا عبدي كريم فارح للصحفيين في اديس ابابا "القوات الإثيوبية في طريقها إلى مقديشو. إنها الآن على بعد 70 كيلومترا ومن الممكن أن تسيطر على مقديشو في غضون الساعات الأربع والعشرين إلى الثماني والأربعين القادمة." وقال الإسلاميون إن اي محاولة للاستيلاء على مقديشو ستنتهي بكارثة للمهاجمين.

وقال عبد الكافي المتحدث باسم الإسلاميين لرويترز "سيكون في ذلك دمارهم وجحيم يلحق بهم. إنها مسألة وقت فقط قبل أن نبدأ في مهاجمتهم من كل الجوانب."

وايد الاتحاد الافريقي حق اثيوبيا في التدخل في ما اعتبره محللون موافقة مهمة ومحتملة قد تشجع اديس ابابا اكثر.

واعربت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء عن دعمها للهجوم الاثيوبي على قوات المحاكم الاسلامية في الصومال طالبة في الوقت نفسه من حكومة اديس ابابا ابداء "اقصى درجات ضبط النفس" في تدخلها كما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية غونزو غاييغوس "لدى اثيوبيا مخاوف حقيقية على امنها مما يجرى في الصومال وقد قدمت الدعم (للحكومة الصومالية المؤقتة) بناء على طلب السلطة الشرعية" في الصومال.

واثار تصاعد المعارك القلق في افريقيا والعالم ما حمل مجلس الامن الى الدعوة لعقد اجتماع طارئ أمس لبحث الوضع الذي يهدد باشتعال القرن الافريقي كله.

واعلن نائب رئيس لجنة الاتحاد الافريقي بتريك مازيمهاكا لفرانس برس ان الاتحاد الافريقي اعترف لاثيوبيا بحقها في "الدفاع عن النفس".

لكنه اضاف "نرغب في ان يتمكن الاتحاد الافريقي والامم المتحدة من القيام بأي خطوة لتفادي التصعيد وتدخل جيران الصومال الآخرين في النزاع". واعلن مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الافريقي أمس الثلاثاء ان المنظمة تعترف ب"حق" اثيوبيا "في الدفاع عن النفس"، بعد يومين من اعلان اديس ابابا تدخلها عسكريا في الصومال لدعم حكومتها الانتقالية.

وقال باتريك مازيمهاكا نائب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة فرانس برس ان "الاتحاد الافريقي يعترف بان اثيوبيا مهددة من المحاكم الاسلامية ونحن نقر بحقها في الدفاع عن النفس".

واضاف "لكننا نأمل في ان يتمكن الاتحاد الافريقي والامم المتحدة من تفادي تصعيد وتدخل دول اخرى مجاورة للصومال في هذا النزاع".

واوضح ان الاتحاد الافريقي "يدعم الحكومة الانتقالية على غرار الجميع ونحن نؤيد الجهود المبذولة في سبيل الحوار وحل الازمة، وندعو الاسرة الدولية الى دعم الحكومة الانتقالية، والاطراف الى استئناف المفاوضات في الخرطوم".

كما أعرب زعيمها شيخ شريف أحمد في تصريحات أدلى بها أمس عن ثقته من تمكنهم من تحقيق النصر ورد القوات الإثيوبية مشيرا في الوقت نفسه الى عدم وجود قوات إريترية تقاتل الى جانب قوات المحاكم.

واستبعد شيخ احمد احتمالات الحوار مع الحكومة الصومالية الانتقالية "بعدما اصبحت القوات الاثيوبية تقاتل قوات المحاكم على ارض صومالية".

ووصف قرار الاتحاد الافريقي المساند للتدخل الاثيوبي في الصومال بأنه "نوع من الغباء".

وقال وزير الاعلام الإريتري علي عبده لرويترز في أسمرة "ما يحدث في الصومال خطير للغاية وستكون له عواقبه في منطقة القرن الإفريقي." ويقول دبلوماسيون إن كينيا تعمل من وراء الكواليس للتوسط لإجراء محادثات لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة.

وأطلقت طائرتان إثيوبيتان على الأقل صواريخ على مقاتلين إسلاميين صوماليين أثناء تراجعهم أمس الثلاثاء مما دفع الحكومة الى إعلان انتصار جزئي.

ووقع الهجوم بعيد إعادة الحكومة الاستيلاء على بلدتين مضطربتين. وفي اديس ابابا اكد رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي ان "قواتنا وقوات الحكومة الصومالية وجهت ضربة قوية لقوات الارهاب الدولية في محيط بيداوة والتي هي الآن في حالة تقهقر كامل". واضاف رئيس الوزراء الاثيوبي ان المعارك بين قوات المحاكم الاسلامية الصومالية وقوات الحكومة الانتقالية المدعومة من اثيوبيا اوقعت منذ 20 ديسـمبر اكثر من الف قتيل وثلاثة آلاف جريح.

وقال زيناوي خلال مؤتمر صحافي في اديس ابابا "يبدو للاسف، حسب المعلومات التي نتلقاها ان الطرف الآخر تكبد خسائر فادحة، لقد علمنا ان اكثر من ثلاثة آلاف جريح موجودون في مستشفى مقديشو".

واضاف ان "عدد القتلى يتجاوز الالف بكثير"، موضحا ان بين القتلى "عدد كبير من غير الصوماليين، ونأسف لمقتل صوماليين وليس لمقتل الآخرين".

وفي رد على سؤال وكالة فرانس برس حول عدد الضحايا في الصفوف الاثيوبية قال زيناوي ان الهجوم المضاد الذي بدأ في الصومال منذ الاحد "لم يكن جولة صحية وانه تسبب في سقوط ضحايا" دون المزيد من التفاصيل.

واكد ان "ثلاثة الى اربعة آلاف جندي اثيوبي ينتشرون حاليا في الصومال بينهم 80 الى 90% دخلوها خلال الايام الخمسة الماضية اي تقريبا نصف ما تقول الامم المتحدة" في تقرير اعدته في نوفمبر وقدرت عددهم بنحو ثمانية آلاف رجل في الصومال.

واضاف زيناوي ان قوات المحاكم الاسلامية "اصبحت خارج اللعبة تماما" موضحا ان بلاده التي تدعم علنا الحكومة الانتقالية الصومالية ارسلت ""ثلاثة الى اربعة آلاف جندي اثيوبي".

وكانت المحاكم الاسلامية التي تسيطر على القسم الاكبر من وسط البلاد وجنوبها اعترفت بانها تراجعت غداة القصف الجوي الذي استهدف به الطيران الاثيوبي مطارين صوماليين احدهما في مقديشو.

وافاد سكان ومسؤولون اسلاميون ان الميليشيات انسحبت من مواقعها في محيط بيداوة (250 كلم شمال غرب مقديشو)، كما انسحبت من دنسور (120 كلم جنوب غرب بيدواة) وبرهكابا (60 كلم جنوب شرق بيدواة).

لكن رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الاعلى الاسلامي في الصومال الشيخ شريف شيخ احمد اوضح أمس ان الاسلاميين "بدلوا تكتيكهم العسكري" بعد استخدام اثيوبيا الطيران وانهم مستعدون "لخوض حرب طويلة ضد اثيوبيا".

واعلن رئيس الوزراء الاثيوبي ان اديس ابابا لا تستهدف العاصمة الصومالية مقديشو.

وقال زيناوي ان "مهمة قوات الدفاع الاثيوبية هي حماية اثيوبيا من المخاطر المحدقة بها" واضاف "انجزنا نصف مهمتنا، وما ان ننتهي من هذه المهمة، ولن يستمر ذلك طويلا، سننسحب" من الصومال.

من جهتها، اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان المعارك اسفرت عن سقوط اكثر من 800 جريح ونزوح "آلاف المدنيين الفارين من مناطق المواجهات".

وتبدي اديس ابابا قلقها من تصاعد النفوذ الاسلامي في الصومال وترى فيه شكلا من اشكال الارهاب وتعتبر ان من حقها الدفاع عن نفسها في هذا النزاع.

من جهة اخرى، اعلنت الحكومة الانتقالية الصومالية أمس انها مستعدة لمنح "عفو شامل" لمقاتلي المحاكم الاسلامية ودعتهم الى تسليم السلاح.

ومن جهة اخرى دعت منظمة المؤتمر الاسلامي أمس الثلاثاء القوات الاثيوبية الى الانسحاب "فورا" من الصومال محذرة من خطر اشتعال منطقة القرن الافريقي كلها.

واعلن امين عام المنظمة اكمل الدين احسان اوغلى في بيان انه "يعتزم إيفاد بعثة من منظمة المؤتمر الإسلامي قريبا لزيارة الصومال والبلاد المجاورة" وذلك بعد الهجوم العسكري الذي شنته اثيوبيا على الصومال العضو في المنظمة محذرا من "ان هذا التصعيد من شأنه أن يقوض التقدم الذي احرز حتى الآن تجاه تحقيـق سلم دائم واستقرار ووفاق في البلاد".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى