يوم من الأيــام .. عمر الجاوي وشهادة الزمن

> علي هيثم الغريب:

>
علي هيثم الغريب
علي هيثم الغريب
لا تزعل يا عمر، لأننا قليلو الكتابة عن حياتك و مبادئك السامية و سيرتك العطرة.. لكن اعلم أنك قريب منا جداً، بل أقرب من بعض الأحياء الذين يعيشون حولنا.. هكذا حلت الذكرى التاسعة لرحيلك. وقد شاهدنا خلال هذه الفترة عدداً لا يحصى ممن يدعون المعارضة ورفض الظلم.. لكننا نشعر الآن أن أقربهم إلى قلوب الناس هم أصحابك أمثال د.عبدالرحمن عبدالله ود.علي عبدالكريم وغيرهما من المتمسكين بالمثل التي جمعتكم. وهم مبعث فخر لهذا الوطن وكبريائه.. نعم يا شيخ الأحياء لقد دافعت عن حقوق الإنسان تحت جناح الرقابة الأمنية القاسية و عندما تنفسنا الصعداء بعد الوحدة، ظهر الظلم وتلونت الشعارات بألوان جديدة.. ووضعنا الزمن الماضي و الحالي في ظروف أصعب مما سبق.. تذكرنا كتاباتك في أيام الركود و كيف كانت أصدق و أشرف من كل كتاباتنا الحالية في ظل «الهامش الديمقراطي».. انكسرت القلوب قبل الأقلام والمتقاعدون يشحنون أمام مكاتب البريد، يائسين و متلهفين يريدون معرفة ما إذا كانت أسماؤهم في كشوفات الرواتب.. والمطرودون من «بقعهم» دون رحمة ولا شفقة ينتظمون في طوابير أمام لجان المعالجات لعل وعسى أن تعود أراضيهم .. آه يا عمر، وكأن كل شيء قد حدث فجأة.. بعد أن ملأ الحزب الاشتراكي المسبح العميق بالماء ونحن لا نجيد السباحة فكان الغرق.. ومن نكدنا يا فقيدنا الغالي، أن الحكومة صمم انشغالها عن أولئك «الخردة» والذين قد غلوا بالأصفاد، خوفاً من أن يبعثوا من جديد.. فيا للعجب!

لقد تركت يا عمر رنة حزن عميقة في قلوبنا، تلك القلوب التي ترقص في كل المناسبات رقصة الطير المذبوح.. نسأل الله العلي القدير أن يجزيك خير الجزاء .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى