83 شمعة لم تنطفئ

> عبدالرحمن خبارة:

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
لم تحظ امرأة في تاريخنا الحديث وفي اليوم الرابع عشر من رحيلها - رحمة الله عليها - ولما لها من مكانة في وجدان الناس بمثل هذا السيل من البرقيات والفاكسات والهواتف والمقالات من داخل اليمن وخارجها الذي مازال مستمراً، وكذا إجلالاً وتقديراً للناصشرين الزميلين هشام وتمام باشراحيل ولصحيفة هي الأكثر انتشاراً وتوزيعاً لا في عواصم المحافظات اليمنية وإنما تمتد إلى معظم مديرياتها قل أن تصلها صحف رسمية أو حزبية أو مستقلة صادرة في اليمن اليوم، كونها تملك نظاماً مؤسسياً (طباعة، توزيعا، مالياً، إدارياً) كما تمتلك العشرات من المراسلين يغطون الوطن طولاً وعرضاً ناهيك عن توزيعها في بعض البلدان العربية.

< واكبت الأم الفاضلة العزيزة الحاجة سعيدة محمد عمر الشيبة ورافقت زوجاً عصامي الطموح، ومثقفاً وسياسياً كبيراً وكان انتقاله من العمل الإداري (في الكيبل اندوايرليس) إلى العمل الصحفي حيث قاده بمهارة واقتدار وكانت «الأيام» يومذاك عام 1958م لها طابع مختلف ورسالة مختلفة حاملة هموم وقضايا الناس منذ صدورها .

< وأهمية «الأيام» تعود إلى فتح الفقيد الوطني محمد علي باشراحيل صفحاتها لكل التيارات السياسية والثقافية والفكرية والاجتماعية كمنبر حر تعددي منطلقاً من الشعار المعروف «دع مائة زهرة تتفتح ومائة مدرسة تتصارع والبقية للأفضل».. وذلك من خلال الحوار السلمي الموضوعي للوصول للحقيقة وإلى بر الأمان، إيماناً منه بأن لا أحد يملك الحقيقة وحده!

< ومسيرة الأم الفاضلة جزء من مسيرة زوجها الفاضل - رحمهما الله - كما أنها لا تنفصل عن مسيرة «الأيام» إذ واكبت الفقيدة هذه الصحيفة طوال سنواتها التسع الأولى، ومع صدور «الأيام» من جديد بعد الوحدة استأنست صدورها وكان الفقيد الزوج ما يزال حياً.. حيث قاد ابناهما المسيرة الثانية من حياتها أي طوال 16عاماً.

< ولم يكن الصدور الأول والثاني لـ «الأيام» خاليين من الإحباط والمشاكل والعراقيل.. فقد أصيبت الأم العزيزة بالحزن كغيرها من العائلة عندما انحرف النضال الوطني فبدلاً من توجيه البنادق ضد الدخيل الأجنبي، حيث رميت «الأيام» كسائر الصحف الأخرى آنذاذك بالقنابل شعرت كما قالت أن مستقبل البلاد يسير في طريق مظلم وليس في مصلحة الشعب.. وهكذا حتى بعد إغلاق «الأيام» بعد حرب 1994م.. كانت متفاءلة أن الإغلاق ليست إلا مؤقتاً.. وهذا ما تم فعلاً.

< عايشت الفقيدة صدور «الأيام» يومياً.. وكما قال لي الزميل العزيز رئيس التحرير كانت لا تعرف النوم إلا بعد قراءة الصحيفة وعند صدورها في الرابعة صباحاً يومياً.

< رحمها الله رحمة الأبرار.. وأدخلها فسيح جناته.. وشمعاتها الـ83 ستبقى مضيئة وناصعة..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى