مع الأيــام .. مو هب له؟!

> سلوى صنعاني:

>
سلوى صنعاني
سلوى صنعاني
«والعيد اجانا مو هب له، هب له دجاجة تلعب له»، تلك أهزوجة عيدية شعبية يرددها صغارنا والكبار ومنذ أجيال عديدة حفظتها ذاكرة العامة وعادة تغنى مع قدوم العيد، وعلى وجه الخصوص في عدن، ومعها أيضاً أهزوجة عيدية أخرى في منطقة الحوطة مفادها:«والعيد باكر يا عيدوه، كله عساكر يا عيدوه» وذكر عساكر فيها يعود إلى الفرقة العبدلية العسكرية التي تجوب شوارع الحوطة وحواريها منطلقة من قصر السلطان، وكلما مرت بحارة أو شارع ينضم إليها حشود الناس بكل فئاتهم. تلك الفرقة التي بعزفها الشجي والجميل تشيع الفرح والبهجة في النفوس تمثل ملمحاً شعبياً من ملامح العيد قد اختفى من حياتنا لأكثر من خمسة عقود من الزمن.

تلكما الأهزوجتان ترددهما العامة عند قدوم العيدين الفطر والأضحى، ومازالتا ماثلتين في النفوس تتقد بهما الذاكرة.وهنا أقف على حياض عيد الأضحى المتميز عن أخيه بتقديم الأضاحي، حيث كانت الأسر تقتني خروف العيد وتأتي به قبل العيد إلى المنزل ويشكل ثغاؤه المتكرر من كل منزل ايضاً ملمحا من ملامح العيد حتى أن ثغاءه يشكل أهزوجة مضافة إلى جملة الأهازيج العيدية ووجوده في المنزل يشيع الفرح لدى الصغار الذين يداعبونه ويهتمون بتقديم العلف والماء له حتى أنهم يحزنون لمفارقته حين يرونه مذبوحاً أمامهم.

هذه بعض من ملامح صورة العيد في زماننا الماضي، أما عيد اليوم فقد افتقد على مدى توالي المواسم الأخيرة خروف عيد الأضحى وأشياء كثيرة معه.

وأعتقد- ولا يخفى على أحد- أن السبب هو توالي وازدياد سعره من عام لآخر مع ضعف قدرات المواطن على شرائه نظرا للحالة المادية والحياتية المتدهورة والفقر الذي يرزح تحت خطه معظم العامة من الناس.

فيبدو أن أجيالنا التي تناقلت الأهزوجة «والعيد اجانا مو هب له، هب له دجاجة تلعب له» قد حملت نبوءة وصدقت نبوءتها بأنه سيأتي يوم على الناس لا يمكنهم من تقديم الأضاحي وستستعيض عن الخروف بتقديم دجاجة كهبة أو أضحية ليس «لتلعب له» ولكن «لتذبح له»، وحتى هذه الدجاجة قد ارتفع سعرها في الشهور الأربعة الأخيرة إلى 650 ريالا للدجاج الحي و500 ريال للدجاجة المثلجة، ولكن العيد كما يقول أجدادنا وجداتنا هو عيد العافية بحكم الشيخوخة وأمراضها الملمة بهم، ولكن الأخيرة وهي العافية نكاد نفتقدها لانتشار الأمراض الخبيثة وسواها.

ورغم ذلك سنعيش العيد ولن نفوت فرحته رغم أنف الجميع، وكل عام ونحن بخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى