الإعلام العربي منقسم و يندد بالإعدام «الطائفي» لصدام حسين

> دبي الأيام ا.ف.ب:

> عكست التغطية الإعلامية لإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين الانقسامات الحادةوونقلت النهاية العنيفة لصدام إلى غرف المعيشة في العالم العربي من خلال اللقطات التلفزيونية للجلادين الملثمين وهم يحكمون حبل المشنقة حول عنقه.

وبثت قناة العربية الفضائية لقطات كثيرة لصدام في غرفة الإعدام بعد أن حصلت عليها فورا من التلفزيون العراقي الرسمي. وتلتها قناة الجزيرة بمجرد حصولها على اللقطات.

وقال خلف الحربي رئيس تحرير صحيفة الشمس السعودية إن هذا أول إعدام لزعيم عربي وهو يمثل مفاجأة للشعوب العربية.

وأضاف أن الناس يشعرون بالحيرة فقد كان إعدام صدام نهاية لطاغية لكنه كان أيضا أسير حرب قاتل الغرب.

ومن ناحية ظهر المعلقون على شاشة قناة الجزيرة ينتقدون حكم الإعدام الذي نفذ فجر السبت في الزعيم السابق الذي أطاحت به القوات التي تقودها الولايات المتحدة عام 2003. ومن ناحية أخرى ظهر الساسة الشيعة العراقيون على شاشة قناة العربية يبررون أول واقعة إعدام لزعيم عربي تذاع تلفزيونيا.

وقال الحربي إن العربية تمثل الاعتدال والحوار مع الغرب بينما تهتم الجزيرة بالشعارات الخاصة "بالمقاومة" التي تلقى ترحيبا أكبر في العالم العربي لكنه أضاف أن كليهما لا يعبران عن الحقيقة كاملة.

وانتقد أسعد أبو خليل وهو أكاديمي لبناني يحاضر في العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا كلا القناتين في مدونته على الانترنت قائلا "الجزيرة قاتمة وكئيبة بشكل مفرط بينما تغطية العربية احتفالية بشكل مفرط وزائفة." وعبرت الصحف في شتى انحاء المنطقة عن الاستياء في انعكاس للشعور العام. واجمعت الصحف المصرية، الحكومية والمعارضة، يوم الاحد على التنديد بإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في اول ايام عيد الاضحى.

وتصدرت صورة صدام يقف رابط الجأش وسجانيه يلفون حبل المشنقة حول عنقه الصفحة الاولى لجميع الصحف التي افردت عدة صفحات لهذا الحدث.

وعنونت صحيفة "الوفد" المعارضة "اميركا تستهزئ بمشاعر المسلمين: بوش يذبح صدام في عيد الاضحي".

وكتب محمد شردي رئيس تحرير الصحيفة، ساخرا "يبدو ان السياسة الاميركية تعلمت من الحكومات العربية فقررت ان يتم الاعدام صباح اول ايام العيد على اعتبار ان الحكومات العربية تختار دائما فترات الاعياد لاتخاذ القرارات المهمة لان الشعوب تكون مشغولة بالاعياد".

واعتبر في المقال الافتتاحي للصحيفة التي نشرت صورا لصدام من الارشيف يبدو فيها ابا حنونا وسط عائلته ان "اعدام صدام بهذا الشكل يؤكد مدى خوف اميركا والنظام العراقي الموالي لها من رئيس العراق السابق".

وعنوت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة "اميركا تقدم صدام قربانا للحرب الاهلية في العراق".

ونقلت الصحيفة، التي لم تعلق مباشرة على الاعدام، عن مفتي الديار المصرية السابق الشيخ نصر فريد واصل قوله "مات شهيدا لانه دافع عن وطنه ضد الاحتلال".

وعنونت صحيفة "روز اليوسف" الحكومية "سفالة اميركية: شنقوا صدام يوم العيد".

وكتب مدير الصحيفة كرم جبر "صدام لا يستحق الحزن" معتبرا مع ذلك ان "الشيء المؤسف هو الاصرار على تنفيذ الحكم في هذا اليوم المبارك".

واضاف "لقد تم اعدامه بطريقه انسانية لم يوفرها هو لغيره من عشرات الآلاف من العراقيين الذين قتلهم بكل صنوف الخوف والرعب والهلع".

من جانبه وصف عبد الله كمال رئيس تحرير الصحيفة اعدام صدام بـ"الاهانة".

وتساءل "عموما لا يمكن للادارة الاميركية ان تهرب من السؤال الاهم الذي يتم طرحه في ذهن كل العرب والمسلمين حتى لو كان بينهم شيعة عملاء وهو لماذا لم يتم اتخاذ نفس الاجراء او بعض منه تجاه مرتكبي مذابح صبرا وشاتيلا وقانا الاولى والثـانية؟".

من جانبها نشرت الصحيفتان الحكوميتان الاوسع انتشارا "الاهرام" و"الاخبار" صور اعدام صدام دون مقالات افتتاحية.

ويوم السبت بعد ساعات من اعدام الرئيس العراقي السابق اعربت الحكومة المصرية وجماعة الاخوان المسلمين عن الاسف لاختيار اول ايام عيد الاضحى لتنفيذ حكم الاعدام في صدام.

ووصفت صحف عدة في السعودية وقطر يوم الاثنين اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بـ"الطائفي" غداة بث صور مثيرة للصدمة عن عملية اعدامه شنقا.

ونددت صحيفة الوطن السعودية بـ"تغلغل الطائفية في كافة مفاصل الدولة، وبالذات في الاجهزة الامنية" ودعت حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى ان تقوم "بواجبها في اعدام ظواهر سلبية تمثل الخطر الحقيقي على العراق وفي مقدمتها العنف الطائفي المدعوم من وراء الحدود" في تلميح الى ايران.

واشارت الوطن الى "دور لمسلحين مشحونين طائفيا تدربوا خارج العراق قبل الغزو، وانضموا لقوات وزارة الداخلية والجيش ثم استغلوا هذه الاجهزة... لتنفيذ اجندات قوى اقليمية تريد ان تستغل لحظة الفوضى بالعراق لتقوية نفوذها بالمنطقة من جهة، وللعب بالعراق كورقة تفاوضية في صراعها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة من الجهة الثانية"، في اشارة واضحة الى البرنامج النووي الايراني المثير للجدل.

من جهتها استنكرت صحيفة الجزيرة السعودية ان يتم تنفيذ الاعدام في اول ايام عيد الاضحى.

واعتبرت ان "تنفيذ حكم الاعدام في يوم الاضحى المبارك في موسم الحج، وهي ايام تعتبر فرصة عظيمة للالتقاء بين الاخوة وتصفية النفوس... يضرب بقدسية هذه الايام عرض الحائط ويستخف بها ويستهين بمشاعر المسلمين بحيث يوظف العيد بطريقة سياسية رخيصة لا تخدم المجتمع العراقي، بل قد تزيده انقساما، وتحدث مزيدا من الاستقطاب المذهبي والعرقي مما يرفع وتيرة العنف ويقضي على آمال المصالحة الوطنية العراقية".

ورأت صحيفة الرياض السعودية "ان مرحلة صدام انتهت بدخول القوات المحتلة بغداد، ومن يعتقد ان بإعدامه بداية مرحلة جديدة ربما يكون صادقا بأن طلاقا، بدون رجعة سيتم بين الشيعة والسنة، ليس لان صدام بدون سوابق ولا جرائم، الا ان خيار التوقيت جاء كنوع من الانتقام والتشفي وتحدي مشاعر المسلمين".

اما صحيفة الشرق القطرية فكتبت تحت عنوان "العراق في المقصلة" ان اعدام صدام حسين "حدث ليس بالسهل على العراقيين تجاوزه او نسيانه خاصة بعد ان تم تسييسه، كما تم تصنيفه في دائرة الانتقام الشخصي والتشفي الطائفي لدرجة جعلت البعض يتحدث عن +اعدام على الهوية+ بعد الكشف عن فيديو اللحظات الاخيرة في حياة الرئيس السابق".واضافت الشرق "هذا المشهد تناقلته وكالات الانباء العالمية باعتباره صورة غير مشرفة لحكومة العراق الجديد".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى