مدراء مدارس ومعلمون ومواطنون يتساءلون: لماذا لا تقام دورات تأهيل المعلمين في الإجازة الصيفية أو خارج الدوام المدرسي؟

> «الأيام» عمر فرج عُبّد:

> الدورات التأهيلية للمعلمين التي تقيمها وزارة التربية والتعليم تشكل نواة حقيقية في تأهيل المعلم وتطوير مستواه، وهي لفتة كريمة ونموذجية من قبل الوزارة تجاه المعلم، لكن هذه الدورات التي تقام في مختلف المديريات أو المدن تشكل عائقاً لدى طلاب المدارس خاصة أنها تقام في الصباح، أي وقت الدراسة، مما يحدث فراغا في الحصص وبعض المدارس تغلق بعض صفوفها نظراً لكثرة غياب المعلمين لانخراطهم في الدورة من أسبوعين إلى شهر، كما أن هذه الدورات متواصلة وتقام بين الحين والآخر خلال العام وقد انتهت مؤخراً دورة العلوم. «الأيام» تلقت شكاوى عديدة من قبل أولياء الأمور متسائلين لماذا لا تتم هذه الدورات في المساء أو العطلة الصيفية للمدارس بدلاً من أيام الدراسة؟ وهناك أصوات عالية غير راضية عن سياسة وزارة التربية والتعليم في إقامة الدورات في الصباح وأيام الدراسة وذلك من مدراء المدارس والمعلمين ومنظمات المجتمع المدني، فقمنا باستقراء الآراء حول الدورات التأهيلية التي تقام أيام الدراسة في مديرية غيل باوزير محافظة حضرموت.. فإليكم الحصيلة.

< يقول الأستاذ أحمد فرج عبدالغفار، مدرسة الملاهي للتعليم الاساسي بغيل باوزير: شهد العام الدراسي 2006- 2007م تنظيم العديد من الدورات التدريبية التأهيلية للمعلمين والمعلمات في مرحلة التعليم الأساسي ولكافة التخصصات، وللأهمية التي تحتلها هذه الدورات وتزويد المعلمين بالعديد من المعارف والمهارات والقدرات، إلا أنها شكلت عاملاً سلبياً على سير العملية التعليمية بالمدراس نظراً لأعداد المشاركين الكبيرة من المعلمين والمعلمات وبالتالي يحدث إرباك لخطط المعلمين والمدارس وربما الوزارة التي أدخلت تعديلات على التقويم المدرسي لهذا الغرض، ولهذا ينبغي إعادة النظر فيما يقام مستقبلاً وتنظيمها خلال الإجازة أو فترة ما بعد الدوام المدرسي كون هذه الدورات مدفوعة الأجر وحتى لا ينعكس ذلك على المنهاج الدراسي وبالتالي مستويات التلاميذ بشكل عام وطلاب الصف التاسع بشكل خاص.

< وتحدث الأستاذ فرج سالم المعشي، تربوي قدير، وقال: تحتل الدورات التأهيلية أهمية كبيرة في رفع مستوى أداء المعلم لعمله وهذا ما تتطلبه العملية التربوية والتعليمية لتواكب التطورات الجارية محلياً وعربياً ودولياً. وقد شهد عامنا الدراسي 2006م -2007م دورات تأهيلية متواصلة في مختلف المواد الدراسية، ولكن ما يلفت نظر المهتمين وبعض أولياء الامور لماذا تعقد هذه الدورات في أيام الدراسة؟ حيث تنخرط في هذه الدورات أعداد كبيرة من المعلمين على مستوى مدارس مديرية غيل باوزير وتظل حصص المواد الدراسية فارغة بسبب شحة المعلمين والتخصصات وهذا على حساب الخطة المنهاجية، وهذا ما يجعل المعلم بعد انتهاء الدورة يضغط على المنهاج وعلى حساب الطلاب ليواكب الخطة الدراسية وتنفيذها، وإننا نؤكد لكل القائمين على قسم التدريب والتأهيل بدءاً بوزارة التربية والتعليم ومروراً بمكاتب المحافظات وانتهاء بالمديريات، وضع العديد من المقترحات والتنسيق لعقد هذه الدورات في فترة الاجازة الصيفية أو يتم عقدها في الفترة المسائية، علماً أن المتدرب يتحصل على حافز مادي .. نأمل أخد ذلك بعين الاعتبار، وهذا يأتي من حرصنا على استقرار الدراسة بمدارسنا.

< أما الاستاذ سالم محمد جبل، مدير مدرسة الطليعة أساسي للبنات بمدينة شحير فيقول: مدرسة الطليعة للبنات إحدى المدارس التي نفذ فيها خلال بداية العام الدراسي 2006م- 2007م الترميم لأسقف عشرة صفوف مما عرض سير الدراسة للتوقيف مؤقتاً، وبعد انتهاء الترميم بدأت دورة المعلمين ولمدة أسبوعين في شهر رمضان، وبعد عيد الفطر بدأت دورة أخرى في مادة العلوم.. نأمل من الجهات المختصة في وزارة التربية والتعليم إعادة النظر في الدورات التدريبية والتأهيلية على أن تكون في إجازة الطلبة الصيفية.

< خالد محمد برعية، مدرس بمدرسة 14 أكتوبر للتعليم الأساسي بغيل باوزير وهي إحدى المدارس المحورية بالمحافظة يقول: بالنسبة الدورات نحن مع الدورات التي تعقد للمعلمين لتأهيل وتطوير مستواهم، لكن أنا ضد عقدها خلال العام الدراسي حيث تتم على حساب المنهج والدوام المدرسي والضحية هم الطلاب، فمثلاً باعتبار مدرستنا المدرسة المحورية بالمديرية فإن الدورات أثرت علينا وذلك من خلال الآتي: إخلاء فصول دراسية لجعلها قاعات للدراسة أي دمج الشعب الدراسية، وجود أكثر من خمسين معلما داخل حرم المدرسة يربك العمل داخل المدرس، أخذ المعلمين لمدة أسبوعين يخل ببرنامج المدرسة ويربك حصصها، تأخير الخطة المنهاجية مما يجعل المعلم يضغط الدورس على الطلاب.. إننا نطالب جهات الاختصاص بأن تجعل الدورات خلال الإجازة الصيفية، وأخيراً نشكر وزارة التربية والتعليم على الاهتمام بالتأهيل والتدريب المستمر.. ونأمل التجاوب من أجل طلابنا.

< ويقول الوالد سعيد سالم باشكيل، أحد الشخصيات الاجتماعية بمديرية غيل باوزير: إن كل ما نطمح إليه من خلال التربية والتعليم هو إعداد جيل مرتبط بوطنه وبواقعه في كل ما يرتبط بحركة الحياة، وهذا يأتي بتعليم الطلاب القيم وضرورة قبول تحديات الحياة ومراعاة مصلحة الناس، وللوصول إلى هذا المستوى من الطموح يجب إعداد الطالب من خلال وسائل التعليم ووصول الفكرة إلى عقول الطلاب بالشكل المطلوب، ومن أوليات هذه الأمور إعداد المعلم إعداداً وافياً من خلال الدورات واطلاعه على كل ما هو جديد وما يخص مادته ولا شك أن ذلك سوف يعكس في مساعدة الطلاب.

ولكن ومع كثرة الدورات التأهيلية للمعلمين والمعلمات التي تقام هذه الأيام بين الحين والآخر، وهو ما أسعدنا كثيراً، نأمل أن تقام في الإجازة الصيفية بدلاً من أيام الدراسة، وإقامتها في الإجازة الصيفية هو مطلب من الجميع وعلى وزارة التربية والتعليم ومكاتبها المختصة أن تسعى لتحقيق هذا المطلب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى