وداعاً يا ابن حضرموت البار اللواء عمر علي العطاس

> العميد/أحمد سعيد المحمدي:

> هكذا يمضي بط آخر على درب الخلود من أبطال ثورة 14 أكتوبر ليلحق بتلك النخبة الخالدة من المناضلين الذين تركوا بصماتهم ناصعة في تاريخ الثورة اليمنية.. إنه اللواء الركن/ عمر علي العطاس، نائب رئيس هيئة الاركان سابقاً، أحد العسكريين البارزين، ساهم في تحرير جنوب الوطن المحتل من الاستعمار في 30 نوفمبر 1969م، وساهم في إطار عمله في القوات المسلحة في تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 منتقلاً إلى صنعاء عاصمة دولة الوحدة للمساهمة في بناء القوات المسلحة لدولة الوحدة.

لم تكن معرفتي بالمرحوم عمر العطاس وليدة اليوم بل كانت منذ الستينات وهو في ريعان شبابه الذي أفناه في النضال المسلح دون كلل أو ملل، ساعياً مع رفاقه من جيل النضال وراء حلم الاستقلال حتى تحول الاستقلال من حلم إلى حقيقة في 1969م، ولم يقف عطاء المرحوم عند هذا الحد بل عمل جاهداً بعد الثورة ضمن المؤسسة العسكرية وتبوأ فيها عدة مناصب عسكرية حتى وصل إلى منصب نائب رئيس هيئة الأركان، ومن خلال هذا المنصب ساهم مساهمات إيجابية في تطوير القوات المسلحة بأصنافها المختلفة من قوات جوية وبرية وبحرية، وهذا الدور يعرفه زملاؤه في القوات المسلحة.

وما يعرفه عنه الكل أنه رجل شجاع ومقدام، له مساهمات فاعله حتى في المشاريع التنموية مثل مساهمته في مشروع طريق ميفع -حجر (الذي سيفتتح قريباً إن شاء الله) من خلال تقديمه للدراسات الميدانية للطريق وإقرارها من ضمن خطة الدولة قبل الوحدة، كما أن للمغفور له مساهماته في تطوير مديرية حجر وفي بقية المناطق في حضرموت والشاهد على ذلك مدرسة حصن باقروان حيث شكل المرحوم لجنة من أبناء المنطقة وجمع التبرعات لبناء المدرسة بجانب دور الدولة الرئيسي.

إن أهم ما يمكن الإشارة إليه في هذا الحيز الضيق هو صفات المرحوم عمر العطاس التي قلما توجد في الرجال، فقد كان رحمه الله مثالاً للصدق والأمانة والشجاعة في مواجهة المواقف الصعبة، والتحلي بالصبر، والامتثال للواجب، أما عن أخلاقه فقد كان مثالا للخلق الكريم والمتسامح.

ولعلمي بأن هناك قصوراً في ما أوردته من معلومات عن سيرة حياة المرحوم فإني أطلب من زملائه الذين عاصروه أن يسهموا بإكمال ما لم أستطع سرده عن نضاله إبان الكفاح المسلح.

وأخيراً أتقدم بخالص العزاء والمواساة باسمي واسم كل إخواني من أبناء المحمديين إلى أولاد المرحوم وإخوانه وزملائه وكل أبناء حضرموت.

ونعزي أنفسنا أيضاً على رحيل أخ لنا، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن ينزله فسيح جناته.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

عضو مجلس النواب سابقاً

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى