> قال ضابط أمريكي كبير أمس الأربعاء إن صدام حسين شكر سجانيه الأمريكيين وهم يرسلونه إلى حتفه يوم السبت الماضي لكنه فقد بعض رباطة جأشه عندما سلموه إلى العراقيين الذين سيقومون بإعدامه.

وقال الميجر جنرال وليام كولدويل في مؤتمر صحفي في بغداد "صدام... كان معتدا بنفسه كدأبه دائما وكان ودودا كما كان دائما مع حراسه من الشرطة العسكرية الأمريكية."

وقال كولدويل ان صدام "شكرهم على الطريقة التي عومل بها وقال لهم وداعا."

وأضاف أن من الواضح أن صدام علم أنه يوشك أن يموت عندما وضع قبل ساعة من الاعدام الذي تم في الفجر على هليكوبتر عسكرية أمريكية نقلته إلى سجن يديره العراقيون في شمال بغداد في رحلة استغرقت عشر دقائق.

وقال كولدويل ان "حالته تبدلت في هذا السجن عندما تولى الحراس العراقيون السيطرة عليه."

عند هذه النقطة ترك الجنود الأمريكيون صدام الذي حرسوه ثلاث سنوات لمصيره في أيدي أعدائه الذين أدى تقاعسهم عن منع المراقبين من استفزازه على منصة الإعدام وتصوير العملية إلى تأجيج توترات طائفية وأزعج واشنطن.

وقال كولدويل "لو كنا مسؤولين عنه فعليا في تلك المرحلة لفعلنا ذلك بطريقة مختلفة."

وقال منقذ الفرعون الفتلاوي مساعد المدعي العام لقضية الدجيل الذي حضر الإعدام إن صدام بدا "خائفا" في البداية عندما أتى به حراس عراقيون إلى غرفة بحوار حجرة الاعدام. لكنه استرد اتزانه بعد قراءة تفاصيل إدانته بجرائم ضد الإنسانية.

ولم يعط الفتلاوي الذي كان يتحدث على قناة الجزيرة الفضائية تفسيرا للتغيير,وربما يكون صدام اطمأن من اتباع الاجراءات القضائية إلى أنه سيعدم بالفعل وفقا للقواعد القانونية ولن يواجه عنفا قبل الاعدام.

وظلت القوات الأمريكية تحتجز صدام منذ القبض عليه قبل ثلاث سنوات لأسباب منها القلق إزاء معاملته على أيدي مسؤولين عراقيين عانوا خلال ثلاثة عقود له في السلطة.

وقال كولدويل ان صدام "تحدث بصورة جيدة إلى شرطتنا العسكرية كما كان يفعل دائما... وودع مترجمه". ووصف كولدويل "الأسلوب الودي" لصدام الذي دعمته الولايات المتحدة يوما لكنها ذمته لاحقا كمستبد وجزء من "محور الشر".

وقال طبيب عسكري أمريكي اعتنى بصدام في السجن هذا الأسبوع إنه كان مستعدا لنهايته ولم يشك أبدا حيث أمضى أيامه الأخيرة في الكتابة ورعاية النباتات وإطعام الطيور.