مدرسة علبوب صورة حية لأوضاع التعليم المأساوية في المناطق النائية

> «الأيام» احمد المدحدح:

>
المدرس الوحيد في المدرسة يقوم بتدريس الطلبة إلى جانب زميله مدير المدرسة
المدرس الوحيد في المدرسة يقوم بتدريس الطلبة إلى جانب زميله مدير المدرسة
يعاني طلاب مدارس التعليم الأساسي في عدد من المناطق النائية في مديرية أحور محافظة أبين عدة صعوبات تعيقهم عن مواصلة دراستهم في هذه المرحلة العامة من مراحل التعليم.

ومنطقة علبوب هي احدى المناطق الزراعية في مديرية أحور والتي تقع على بعد نحو 7 كلم جنوب غرب مدينة أحور.

وعلبوب لم تشهد منذ قيام الثورة اية مشاريع تنموية ضرورية باستثناء مدرسة وحيدة جرى افتتاحها عام 2002م، كثمرة من ثمار الوحدة اليمنية، وهي تتكون من ثلاثة فصول دراسية وملحقاتها.

ويبلغ عدد الملتحقين بالمدرسة 166 طالبا وطالبة منهم 43 طالبا فيما يبلغ عدد الطالبات 123 طالبة.

والمثير للانتباه عند زيارة هذه المدرسة ليس في كونها تتألف من ثلاثة فصول فقط، ولكن في الطريقة التي يتم بها توزيع الطلاب الملتحقين بها على فصول الدراسة الثلاثة.

فعلى الرغم من ان الدراسة في مدرسة علبوب تتم من الصف الأول حتى الصف الخامس أساسي، فقد لوحظ ان طلاب الصف الأول والصف الثاني يجري تدريسهم في فصل وطلاب الصف الثالث والرابع يجري تدريسهم في فصل، فيما خصص الفصل الثالث لطلاب الصف الخامس. وفي ظل هذه الوضعية الغريبة فقد لوحظ ان الدراسة في هذه المدرسة تجري بالتناوب وهي طريقة في التناوب لا تمت بصلة لما هو متعارف عليه في قطاع التعليم والتي تقسم العملية التعليمية داخل المبنى المدرسي الى فترتين إحداهما صباحية والأخرى مسائية، ولكن ما يجري هنا هو عندما تكون المادة الدراسية مخصصة للصف الأول، يتم اخراج طلاب الصف الثاني من الفصل للانتظار خارجه حتى تنتهي الحصة ويخرج طلاب الصف الأول من الفصل ليدخله طلاب الصف الثاني، وهكذا بالنسبة لطلاب الصف الثالث والرابع الذين يتجمعون في فصل واحد، ومن السهل على زائر المدرسة ان يلاحظ أعداد كثير من الطلاب والطالبات يجلسون على سلم المدرسة في انتظار خروج زملائهم من الفصل ليأخذوا دورهم.

والأكثر غرابة ان 166 طالبا وطالبة في هذه المدرسة يقوم بتدريسهم مدرسان، أحدهما هو مدير المدرسة.

طلبة وطالبات بانتظار المعلم يدعوهم للدخول بعد ان كان فصلهم مشغولا
طلبة وطالبات بانتظار المعلم يدعوهم للدخول بعد ان كان فصلهم مشغولا
يقول الأخ مهدي صالح لشغل، مدير المدرسة: «أنا المدير ومعي المعلم سالم عبدالله، نحن اثنان نقوم بتدريس طلاب المدرسة، وقد حاولنا دمج كل صفين في فصل واحد، رغم انه من المفروض ان يواصل طلاب الصف الرابع اساسي دراستهم في المدارس القريبة في منطقة امسبطي او المساني او الذهاب الى مدارس مدينة أحور عاصمة المديرية، ولكن بما اننا من أبناء هذه المنطقة ونعرف ان تلك المدارس بعيدة ولا توجد وسيلة مواصلات لنقل الطلاب، فلم نجد طريقة لمعالجة هذه المشكلة الا بالطريقة المعمول بها حاليا، تلافيا لتسرب الطلاب عن الدراسة التي كانت سائدة فعلا قبل افتتاح المدرسة حينما كانت الدراسة تتم حتى الصف الثالث اساسي ويدرس الطلاب تحت الأشجار».

واضاف:«قبل شهرين مثلا.. كان هناك تفكير بفتح فصل لتدريس طلاب الصف السادس ولعدم قدرتنا على التوفيق في عملية التدريس لكافة الفصول بسبب عدم توفر الكادر التدريسي، ألغيت هذه الفكرة واضطر عدد من الطلاب الى مواصلة دراستهم في مدرسة منطقة امسبطي والبعض الآخر توقف عن الدراسة، فيما توقفت عن الدراسة الطالبات اللاتي كن قد أنهين الصف الخامس لعدم قدرتهن على مواصلة الدراسة خارج منطقتهن، وفي الأخير عادت 7 طالبات منهن الى المدرسة ليواصلن الدراسة في الصف الخامس وتخلين عن مواصلة دراستهن في الصف السادس». وقال:«نرى ان تشجيع الطلبة والطالبات في منطقة علبوب وبقية المناطق الأخرى النائية على مواصلة دراستهم من الأمور الهامة، وهذا يتطلب توفير العدد الكافي من المدرسين والفصول الدراسية الإضافية، متمنين على مكتب التربية بالمديرية العمل على رفد المدرسة بالمدرسين، والتوجه نحو انشاء الفصول الإضافية لاستيعاب عدد الطلاب الملتحقين بالمرحلة الأساسية الذي يأخذ بالتزايد بصورة مستمرة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى