يوم من الأيــام .. تجربة الخطاب الإعلامي للسلطة والمعارضة.. والإعلام الرسمي!

> محمد سعيد سالم:

>
محمد سعيد سالم
محمد سعيد سالم
الممارسة الإعلامية، ومستوى حرية التعبير، اللذان عاشت لحظاتهما اليمن، في فترة الدعاية الانتخابية لمرشحي التنافس على المقعد الرئاسي ، وما اتصل بها على صعيد الانتخابات المحلية، جسدت (حالة نوعية غير مسبوقة) في تاريخ العمل السياسي و الوطني في بلادنا، قبل الوحدة و بعدها.

- تفاصيل هذه الحالة، وأسبابها، ومعادلاتها، وبشيء من الإنصاف، تعود إلى الإرادة الجماعية لدى الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة (اللقاء المشترك) ، لتقديم صورة أكثر تطوراً ضمن (شريط المشروع الديمقراطي) لدولة الوحدة، الذي بدأ قبل 16 عاماً!!

- شهد الشعب ، وجماهير الأحزاب المختلفة في فترة الدعاية الانتخابية (حالة طارئة)، ولكنها على قدر من المهنية وحرية التعبير ،كانت مجرد خواطر وأحلام في الذهنية الشعبية، وعبارة عن شعارات لا يثق بها أحد ، تتردد في خطاب الحزب الحاكم طوال الفترة الماضية ، حتى منحها الرئيس علي عبدالله صالح إشارة المرور إلى (ملاعب) التنافس السياسي ، ويضع حق المعارضة في التعبير عن برنامجها الانتخابي أمام آفاق أوسع للوصول إلى الجماهير .

- أبرز ما ميز تلك الحالة النوعية في حرية التعبير المعاكس لخطاب السلطة، أن وسائل الإعلام الرسمية ، التي ظلت خلف جدار عازل ، يمنع أحزاب المعارضة من الوصول إلى الناس،كانت متاحة لها بما يتوافق مع نصوص الدستور والمواثيق الدولية، و المعايير العالمية لقواعد التنافس (الديمقراطي) و التداول السلمي للسلطة.

-لكن، منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات، عادت الممارسة المهنية والإعلامية في وسائل الإعلام الرسمي إلى سابق عهدها! و استعاد المواطن شعوره بأن تلك (الحرية النوعية)، رغم ما عليها من ملاحظات وتحفظات، كانت مجرد (آلية مؤقتة) تتجاوب مع ضرورات إقناع(الخارج) بوجود تحولات جوهرية في مشروع التنافس الديمقراطي على السلطة، عبر الانتخابات.

-و يمكن أن يتنامى هذا الشعور لدى المواطن ، إذا لم يحدث جديد في دور وسائل الإعلام الرسمي بحيث تتوازى توجهاته مع توجهات الأخ الرئيس في تحديث المجتمع ، و تنفيذ برنامجه الانتخابي الكبير، وفي مقدمته مكافحة الفساد، الذي وقع الرئيس قانون مكافحته، على عتبة الوقوف بعرفة وأفراح عيد الأضحى المبارك، باعتباره آلية بالغة الأهمية في تأهيل كفاءة اليمن في مختلف المجالات، وعلى مستوى كل الطاقات!

-توجه الرئيس نحو تأهيل اليمن، دون (شراكة) من خلال دور خلاق للمعارضة، عبر خطاب إعلامي موضوعي يطرح الأفكار أو البدائل، ويجد فرصته كافية و مناسبة في عودة (المهنية المتوازنة) لوسائل الإعلام الرسمي، التي كانت عليها وقت الدعاية الانتخابية، قد يفتقد(البريق و التأثير) اللازمين لتكوين (صورة مشرفة) عن التطور الديمقراطي في اليمن، وعن(تجربة حكم) حققت الاستقرار و الكثير من الأمن و الأمان، بينما ظلت (المساواة) الغائب الأكبر في مكونات إدارة التنمية الشاملة ،بل ومن معوقات هذه التنمية!!

- الفترة القادمة، بكل تحدياتها، تحتاج إلى خطاب إعلامي وطني صادق ومسؤول، في صحف المعارضة أو صحف الحزب الحاكم ، أو في دور وسائل الإعلام الرسمي ، بعد وضعه على قائمة الأهداف الوطنية الجماعية، التي تخاطب المواطنين ليكونوا(شركاء)في التنمية، وليبدأوا مرحلة جديدة في مقاومة الإحباط، والتحول إلى قوة منتجة، قادرة على المشاركة في تأهيل اليمن!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى