> «الأيام» جمال محمد الدوبحي/خورمكسر - عدن

لغتنا العربية أكثر لغات العالم جمالاً وبهاء، كما أنها لغة كريمة نزل بها أفضل كتاب ونطق بها أفضل مخلوق -صلى الله عليه وسلم-، فهي إذا وعاء علوم الدين وأداة علم الشريعة ومفتاح الفقه، وذخائر تراثنا وثقافتنا وحضارتنا ومعيار أساس في حفظ هويتنا وتحديد ذاتنا ومصدر عظيم من مصادر قوتنا فلا غرابة إذاً أن تكون لغة بهذه القوة، وهذه المقدرة وبهذه المنزلة مستهدفة من أعدائها.

ومن غير الحصافة أن نلوم أعداءنا فيـما يقومون به من طمس معالم لغتنا من أجل تحقيق أهدافهم، فيما نرى وبكل أسف وأسى من بني جلدتنا من ينادي بإلغائها أو تهميشها.

والناظر في عصرنا العاثر يجد من المشاهد المأساوية التي تزيد من إذابة ومحو معالم هذه اللغة وعلى أيدي أبنائها بالدرجة الأولى ما تعجز النفوس عن تصويرها، فتجد من يتهجم عليها ويهون من شأنها ويسخر من المشتغلين بها، ويكسرها يومياً في وسائل الإعلام المختلفة حتى لا تدري بأي لغة يتحدث أو يكتب هذا، ومن هنا استشعرت «الأيام» واجبها تجاه هذه الحملات المكثفة ضد لغتنا العربية فخصصت في هذه الصحفة التي بين أيديكم (الأدب الجديد) هذا العمود الأسبوعي (لكي لا نخطئ) للدكتور مبارك حسن الخليفة الذي يبذل جهوداً جبارة في خدمة هذه اللغة قلما يوجد لها مثيل.

وهذا العمود لهو دليل صالح على ما نقول، فالقارئ لهذا العمود والمتابع له ليدهش من غزارة الفوائد فهو غني بكل فائدة لغوية، ليس هذا فحسب بل طريقة عرض الفائدة بحد ذاتها شائقة ورائعة تجذب القارئ وهذا ما يمتاز به هذا العمود من غيره، حيث تجد أساليب مختلفة متنوعة متجددة تقدم الفائدة والمعلومة اللغوية بطريقة سلسلة وجذابة ليس هذا فقط بل إن هذا العمود شكل حلقة وصل بين قراء «الأيام» الأجلاء وبين لغتهم، بعد ما تكرم شيخنا المبارك بعرض بريده الالكتروني ليجيب بصدر رحب عما يشكل على القراء في أمور لغتهم دون إسهاب ممل، أو إيجاز مخل، وبالجملة فهذا العمود مرجع لغوي شامل كامل ميسر يستفيد منه الصغير والكبير والمبتدئ والمتمكن.