صديقي الذي افتقدته كثيرا

> «الأيام» أحمد السقاف:

> هي أقدار كتبت علينا والموت قدرنا جميعاً تقدم أو تأخر، ولكني ما حزنت يوماً على فراق صديق أو عزيز، بقدر حزني على فراق زميلي وأخي محمد حمود أحمد، صاحب القلب الذي يسع الناس كلهم، ولم يحمل قطّ غلاً أو حقداً على أحد، بل على العكس كان خدوماً يسعى إلى إرضاء الجميع.

ورغم قصر المدة التي عرفته فيها إذ لا تتعدى الثماني سنوات، إلا أنني عرفته إنساناً نبيلاً جمعتني به صداقة أخوية لا تشوبها شائبة ولا تكدرها منافع الدنيا الزائلة. كنا دائمي الاتصال ببعضنا البعض نتدارس أمور الصفحة الثقافية التي تحمل هو في تلك السنوات عبئاً كبيراً في تحريرها بتغطياته الأمينة وكتاباته الرصينة.

كان - رحمه الله- دائم التردد على منزلي الصغير بالقطيع، حيث يسكن بعض أقاربه، حتى تعلق به أولادي وخاصة ابنتي الصغيرة التي تلقت في صباح يوم السبت الحزين نبأ وفاته، وحينها كنت نائماً بعد عناء السهر في الصحيفة كان المتحدث أولاً الشاعر محمد سالم باهيصمي ثم تلاه صديقي الأستاذ علي محمد يحيى، تأثرت ابنتي كثيراً، وحين أرادت إيقاظي لتنعى إليّ الخبر المشؤوم تهدج لسانها وربتت عليّ برفق قائلة: أبا مات صديقك، انتفضت لأستفسر منها من هو الصديق؟ قالت: محمد حمود. لم أصدق وأمسكت سماعة الهاتف لأتصل بالصديق علي محمد يحيى فأكّد لي الخبر، وقال: سأمر عليك لنحضر الجنازة والدفن.. فسارعنا أنا وهو لإلقاء النظرة الأخيرة على الفقيد الغالي وهو مسجى على الأرض ثم صلينا عليه بعد أن شيعت الجنازة إلى مسجد الرحمن وحضرنا مراسم الدفن ووداع الصديق الغالي والدموع لم تنفك تنهمر منا حزناً عليه.

أذكر آخر مرة رأيته فيها عند باب المؤسسة جاء لاستلام مكافأته الشهرية تقوده زوجته الصالحة، قال لي: هذه آخر مكافأة لي يا أحمد فلم أعد أقوى على الكتابة. حزنت يومها لفقده النظر على أمل في تجميع مبلغ لعملية يجريها في مستشفى المغربي بصنعاء ولكن القدر كان أسرع منا جميعاً.

رحم الله صديقي الذي افتقدته كثيراً وأنزل عليه شآبيب رحمته وأسكنه الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقاً إنه سميع مجيب الدعاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى