المعتقل اليمني محمد أحمد الأسدي العائد من جوانتانامو يروي تفاصيل رحلته الكاملة .. أفرج الأمريكان عني لأنهم لم يجدوا تهمة ضدي واقتنعوا بحجتي

> «الأيام» متابعات:

>
محمد أحمد الأسدي
محمد أحمد الأسدي
يمني عائد من جونتانامو يحكي تفاصيل رحلته الكاملة ويكشف عن اضراب غير معلن لزملائه في كوبا.. هذا ما كشفه المعتقل اليمني محمد أحمد الأسدي (26 عاماً) وذلك في حوار أجراه معه الزميل ناصر الربيعي في موقع «نيوز يمن»، فيما يلي نصه كما جاء:

< لماذا أفرج عنك الأمريكيون؟

- قالوا لنا هذا إكرام لكم انتم الستة. استمروا لفترة طويلة يقولون اليمنيين موضوعهم صعب جدا، وبعد ذلك قالوا خروج الستة يعتبر لكم كرامة. الأمر لم يأت من داخل إدارة المعسكر، لان الأمر صعب جدا من يستطيع الخروج من هذا المكان.

في البداية اللجنة الأولى أعطوني فيها صفة مقاتل عدو قبل 3 سنوات. اللجنة الثانية قبل سنتين و نصف قالوا أني لا أشكل خطرا، ولا أشكل اخطر هذه أخذوها وقالوا نعطيك النتيجة فيما بعد و لم يعطوني النتيجة إلى أن جاء يوم الخروج بعد سنتين ونصف أعطوني القرار في ورقة انه تقرر انك ترسل إلى بلادك.

< متى قالوا انك لم تعد تشكل خطرا؟

- في تاريخ 10/4/2004، و جلست هذه المدة كلها إلى أن أتى أمر الخروج . طبعا هم يقولون أن الأشياء التي أخرت خروج اليمنيين خاصة هي هروب الـ 23 هنا في اليمن و هم لم يطمئنهم الوضع الأمني هنا في اليمن وقالوا إرسالكم الآن صعب، الأمن ضعيف في اليمن.

< هل اشترطوا عليكم أن تصلوا إلى السجن في اليمن؟

- هذا كان اتفاق بين الحكومة وبينهم.

< أن تصلوا إلى السجن؟

- تقريبا كان هكذا، لكن ما بعد السجن وكم يجلسوا بالسجن، لا اعرف هل كان هناك اتفاق لمدة معينة.

< ماذا حدث بعد أن جاء القرار انك لم تعد تشكل خطرا؟

- سألتهم لماذا قررتم إخراجي من السجن؟ قالوا لأنك لم تعد تشكل خطرا وأعطوني ورقة أوقع عليها وفيها؛ إذا انضممت إلى القاعدة أو دخلت مع طالبان في عمل أو عملت كذا أو كذا فإن للولايات المتحدة الحق في إلقاء القبض عليك مرة أخرى. هذا بمثابة تعهد، لكني رفضت التوقيع على هذا التعهد.

< لماذا رفضت؟

- سألتهم لماذا قررتم إخراجي من السجن قالوا لأنك لا تشكل خطرا، قلت إذا أنا الآن حالي في السجن كحال أي شخص خارج السجن أصبحت بريئا، وقلت لهم أنا لم افعل هذه الأشياء حتى أتعهد أنني لا أعود لها مرة ثانية.

لم أوقع على شيء، هم وقعوا عليها وقالوا هذه سترسل إلى بلدك، حاولوا معي طبعا لكني رفضت التوقيع لأنني بريء. والآن وضعي مثل أي شخص في الخارج. قلت لماذا لا تأخذوا تعهدات من الناس الذين في الخارج الذين لا يشكلون عليكم خطرا، لماذا أنا فقط أوقع على التعهد؟

< متى كان هذا النقاش بينك وبينهم؟

- طبعا هذا أول إجراء كان قبل أسبوع تقريبا من وصولنا اليمن في 10 ديسمبر 2006. قررت اللجنة إرسال الورقة إلى البلد ومن ثم فحص طبي و بصمات، وفي الأخير مقابلة مع محققين أمريكيين في اليوم الثاني. في المقابلة سألوا ماذا ستفعل عندما تعود وأسئلة مستقبلية عن عملي وأجبت على الأسئلة بما يناسب.

وفي اليوم الثالث بدأت مقابلات مع الصليب والمحامين. كان قبل الخروج أي مجموعة تخرج يلتقون مع الصليب والذي معه محامي يقابل المحامي أو يتصل له اتصال من أي مكان. طبعا، أنا لم اتصل بمحامي لأني أقنعت المحامين من البداية أن هذه القضية لا جدوى منها قضائيا. لا جدوى من أن تكسب القضية عبر المحكمة هذه قضية سياسية. قلت لهم المحامي أمريكي والقاضي أمريكي والسجان أمريكي والخصم أمريكي.

بعده جلسنا يومين إلى ليلة الجمعة وبعدها سافرنا في الليل و بعد 15 ساعة نزلنا في مطار لا ادري أين لكن كان برد شديد جدا بعضهم يقولون الأردن لا ادري وبعدها وصلنا إلى صنعاء.

< الإخوة الذين مازالوا هناك هل التقيت بهم هل ودعتهم؟

- لكل دفعة تخرج ترتيب معين، يغيروا الترتيب في السفريات، مرة يعملوا جميع الإجراءات و يأخذوهم من داخل العنابر ويكون معهم فرصة يودعوا البقية.

أنا نقلوني مع المسافرين جميعا إلى عنبر لوحدنا، كان في عنبرنا 13 سعودي و3 يمنيين و7 أفغان و2 كزخيين و2 ليبيين وكان في ناس غيرهم في العنابر الثانية ومعسكر آخر المعسكر الرابع وجمعوهم بعدها بباص. العنبر الذي كنا فيه كلهم مسافرين. كانوا العدد كامل تقريبا 34.

< هل ودعت البقية؟

- العنابر متجاورة في مكان الخروج نتكلم من خلف الشبك، طبعا، الكلام ممنوع لكن بالخفية، حتى الصليب كلم العنابر البعيدة واخبرهم ببعض الأسماء. وقبل أن نغادر، كان الشباب ينفذون اضرابا جديدا عن الطعام بسبب سوء المعاملة وخاصة الإساءات التي يتعرضون لها أثناء الصلاة وقراءة القرآن. الجنود وفرق ما يسمى بفرق مكافحة الشغب تدخل من وقت إلى آخر حتى وقت الصلاة. يفتشون القرآن، ويفتشون العورات بهدف الضغط النفسي على الشباب. وقد ساءت المعاملات مؤخرا في الطعام والملابس والأدوية والبطانيات. تصور أنهم يأخذون الملاية وهي بطانية خفيفة وقت الفجر أثناء شدة البرد.

< هل أوصاك اليمنيون لحظة الوداع من خلف الشبك بشيء؟

- في ناس وصوا سلام إلى أهلهم وفي أيضا غير اليمنيين في توصيات منهم إلى أهاليهم نبلغهم السلام. هذا ما يمكن أن يعملوه. يقولوا لي إذا أنت قريب من البيت زورهم وطمئنهم إذا هم بعيد اتصل لهم هكذا.

< هل كانوا يتمنون الخروج مثلك؟

- بالطبع، لكنهم يدعون لنا بالخير.

< هل تعرف لماذا أفرج عنك فقط من بين الستة اليمنيين الذين وصلوا مؤخرا من جوانتانامو؟

- نعم سلطات الأمن هنا وجدوا انه ما عندي شيء وجدوا أن ملفي نظيف في اليمن، والرئيس ابلغهم أن الذي ما عنده شيء يخرج . وأحب هنا أن أتقدم بالشكر الجزيل - بعد الله سبحانه وتعالى - إلى الأخ رئيس الجمهورية والحكومة والمختصين في الجهات الأمنية على سرعة الإجراءات للإفراج عني والعودة إلى أهلي الذين لم يكونوا يتوقعون الإفراج عني بهذه السرعة، وأن أعيد معهم.

< هل كتبت تعهدا من أي نوع للسلطات اليمنية قبل الإفراج ؟

- هنا إجراء رسمي مثل أي شخص دخل وخرج. تعهدت أني ما أشارك في كذا أو أدخل في كذا. طبعا أمر الخارج لا يهمهم هنا، وهم هنا بالنسبة لي معهم، مافي أي شيء معهم ضدي. التعهدات إنه ما أشارك في جماعات إرهابية أو مسلحة.

< بماذا تفكر الآن أن تفعل وقد صرت حرا طليقا؟

- أنا الآن أفكر بمستقبلي من جديد، أفكر بالوظيفة والزواج. أي أعيش من جديد. (عمره 26 سنة وحاصل على الثانوية العامة).

< هل تعرضت للإساءات في معتقل جونتانامو أثناء التحقيق؟

- كنت من اقل الناس تعرضا للإساءات.

< و السبب ؟

- السبب والله أعلم، أنهم بناء على المعلومات التي يجمعونها من أماكن متعددة عن الأشخاص وجدوا أنه ما عندي شيء فعلا حتى أنه في أحد التحقيقات قلت لهم أنا ذهبت للجهاد في سبيل الله وهذا شيء يهمكم، قالوا لي أنت قاتلت الأمريكان، قلت لهم أنا دخلت قبل أن يأتوا الأمريكان. التهمة التي كانت عندهم انك في افغانستان كنت تقاتل التحالف الشمالي فهؤلاء حلفاؤنا فكانت الحجة انتم أتيتم بعد ما دخلت أنا. أنا كنت واقف على الخط أمام هؤلاء قبل أن تدخل أمريكا إلى أفغانستان فكيف حكمتم أني قاتلت حلفائكم.

هذا من تعريف المقاتل العدو "هو الذي يقاتل أمريكا أو احد حلفائها" وكانت هذه النقطة لهم وكان هذا الرد مقنع لهم، لأنني دخلت قبل أن تأتوا انتم فكيف تحكم علي أنني قاتلت أحد حلفائكم .

حتى قالوا لي رأيت أمريكان، قلت ما رأيت أمريكان، كله قصف ما رأيت جندي أمريكي في أفغانستان. هذا كان الواقع بعد أن خرجنا نحن من افغانستان ودخلنا السجن هم بعدها نزلوا إلى الأرض وحصل القتال بينهم وبين بقية الناس الموجودين.

ما عندهم شيء يثبتوه علي وتكون تهمة لي، كأن أكون قتلت أمريكي أو عملت كذا ويقدموني للمحكمة. هذه المحاكم ولجان تشكيل الخطر وكذا، كلها فقط، إني أخاف أنك تفعل شيء، ايش يجعلني اضمن أنك ما تفعل لي حتى لو كنت بريئا.

< هل شعرت أن المحققين كانوا مهتمين بالحقيقة؟

- هم يهمهم الحقيقة لكن ما يقتنعون بكلام الشخص حتى ولو كان صادق بأنه ما قاتل أو دخل لأجل أي شيء غير الجهاد. ما كانوا يقتنعون بهذا الشيء. هم عندهم فكرة أي واحد عربي في أفغانستان أو باكستان هو إرهابي.

< هل يفرقون بين مجاهد وإرهابي؟ أم أنهم يفهمون أن المجاهد هو الإرهابي؟

- نعم هذا ما فهمت منهم أو بشكل عام المسلم، لأنهم كانوا يقولون لنا أن الذي عمل هذه الأحداث هم المسلمون.

< أسئلة التحقيق حول ماذا تدور؟

- التحقيق يبدأ دائما عن قصتك. اسرد قصتك. بالنسبة لي كان التحقيق معي كل شهر وفي فترات كان كل أسبوعين لكن الغالب كل شهر.

< هل خلص التحقيق إلى نتيجة، هل أقنعتهم بشيء؟

- كانوا كل مرة يفتحوا التحقيق يقولوا لي بس أعيد القصة أنا قلت لهم أن قصتي ما تحتاج. وكل مرة يجيني شخص ثاني يقول لي أنا من منظمة مدري أيش أريد القصة أنا عندي أسئلة معينة وبعض الاستفسارات في القصة، فلما وجدوا أن القصة تتكرر كل شهر اقتنعوا. آخر مرة جلست أكثر من سنتين ونصف ما في عندي تحقيق نهائي إلى أن خرجت.

< وهل لنا أيضا أن نسمع القصة، كيف غادرت اليمن إلى أفغانستان وحدث ما حدث؟

- كان ذلك من أيام فلسطين.. الاّنتفاضة.. كانت الأيام مشتعلة وكان الناس في حماس ومظاهرات كانت هذه من أسباب تحمسي لهذا الشيء. اتجهت إلى أفغانستان تقريبا كان وصولي إلى أفغانستان قبل أحداث 11 من سبتمبر. ذهبت إلى مكان القتال في الخط الأول لم نكن في مقدمة الخطوط الأولى كنا في الخلف. بحيث كنت أشارك مثل أي واحد يشارك في الجهاد. حصل ظروف تقريبا بعد شهر ونصف، جاءوا ناس كانوا موجودين في هذا المكان كانوا سعوديين تقريبا وضحوا لي الوضع في هذا المكان لأني ما كنت اعرف شيئا في البداية لأني خرجت من اليمن وأنا ما اعرف عن أفغانستان شيئ، إلا ما سمعت.

كانوا يقولوا لي أشياء أنا ما فهمتها جيدا ومن أهم ما قيل لي أن الناس الذي أمامك هؤلاء الذين نقاتلهم -التحالف الشمالي- هؤلاء مسلمين وهؤلاء عندهم يرفع الأذان. قالوا لي أنت واقف الآن أمام مسلمين. من هذا الباب تركت هذا المكان. استمررنا فترة وكانوا يزوروني في هذا المكان كان عندهم تجمع بسيط. اجتهاد شخصي منهم جموع بسيطة يمكن عشرة. كانوا يجمعون أموال من الخليج ومن المناطق القريبة ويساعدوننا بها الناس الذين حولهم. عندهم دعم من حركة طالبان بيت ومكان يجلسون فيه وتسهيلات بعض الأمور بالتنقل داخل المدينة وخارجها.

وخروجهم ودخولهم إلى أفغانستان بحيث أنهم يساعدوا الناس القريبين منهم الأفغان المتمردين بأي شيء بالمال.

ما كانوا جمعية رسمية كانوا ناس عاديين كأي اجتهاد شخصي. طبعا جلست معهم فترة شهر ونصف في المكان هذا وبعد ذلك جلست معهم 6 اشهر قريب من هذا المكان. إلى أن بدأ القصف على كابول بعد أحداث 11 من سبتمبر ونحن ما زلنا في هذا المكان.

وبعدها قرر الجميع الانسحاب من هذا المكان ولا ادري ماذا حصل بالضبط كان هناك ترتيبات معينة بين الطلبة وبعض حلف التحالف الشمالي، ما انسحب الناس جميعا، كان في لخبطة جاءهم أمر الانسحاب متأخر قليلا فاضطر الناس للانسحاب وكان الانسحاب قبل المغرب منهم من دخل إلى كابول ومنهم من دخل إلى مناطق أخرى.

نحن انسحبنا بجهة جلال أباد كنا نود الذهاب إلى كابول لكن قالوا لنا الوضع صعب الآن. أصحابنا موجودون اغلبهم بكابول وممكن يحصل شيء في المدينة، ممكن تقتلوا كلكم. فاتجهنا اتجاه جلال أباد وكان عندنا سيارات فدخلنا المدينة متأخرين كثير بالطريق في عدة أماكن.

أمريكا خلال شهرين اشترت ناس ورتبوا أمورهم كلها فكنا نصل إلى مدينة معينة يسألونا طلبة أم ماذا؟ هذا يعني انه حصل خيانة كنا نتعرض لبعض نقاط التفتيش والتوقيف. احتجزونا مرة عشرة أيام أو أكثر يعني شهر رمضان كله إلى أن وصلنا في آخر 3 أيام من رمضان إلى الجبال. بحيث أنها تكون مخرج لنا لأنهم لم يجدوا مخرج آخر. قالوا لنا عندكم هذا المخرج فقط. كان في ترتيب لمجموعة كبيرة ليخرجوا من هذا المكان وخرجنا من ذلك المكان طبعا. كان في الترتيب أن نصل إلى الحدود إلى مدينة بيشاور هناك في قرى للسنة وقبائل متفقين معهم أن يوزعوا هؤلاء الناس على البيوت ويبدأ من هناك الترتيب لهم للسفر إلى بلدانهم فما ادري انه كان هناك خيانة من الدليل وتعاون مع الحكومة الباكستانية أو انه حصل خطأ فعلا ما ادري.

لكن دخلونا قرى الشيعة فكانوا مجهزين لنا كل شيء ومرتبين لنا كل شيء. استقبلونا في الليل، وصلنا تقريبا ثالث أيام عيد الفطر الساعة 2 في الليل فرحبوا بنا وأعطونا أكل وكان في ناس معنا معهم سلاح فأخذوا أسلحتهم بحيث أنهم قالوا لو رجعتم مرة ثانية نعطيكم أسلحتكم وقالوا سنساعدكم ونخرجكم لكن ما نستطيع والميليشيا موجودة ولذا نأخذ منكم السلاح الآن وإذا رجعتم نرد لكم السلاح.

نمنا عندهم إلى بعد الفجر وبعدها صعدنا معهم إلى قراهم في الجبال. هناك فطرونا وغدونا وذبحوا لنا وهم كانوا شيعة ونحن ما ندري و كان منهم كثير مغتربين في البحرين والكويت وكان عندهم كفالات كثيرة منهم من يتكلم عربي لا بأس فيه.

فأمنونا و قالوا لنا انتم هنا كأنكم في بيوتكم لا تخافوا سنساعدكم ونخرجكم. يعني كانت الخطة مرتبة بينهم والله اعلم، كانوا يخدمونا بشكل كبير جدا حتى أنهم كانوا يخلعون لنا الأحذية من أرجلنا ويغسلون لنا أرجلنا، ويحضرون لنا الأكل والخبز والماء يعني خدمة عجيبة، تعشينا عندهم ونمنا إلى الساعة 2 تقريبا بعدها قالوا انزلوا الآن نوزعكم على القرى في الليل حتى لا يشوفوكم الميليشيا والجيش الباكستاني.

فنزلنا على هذا الأساس وكنا مجموعة وصلنا إلى مسجد كبير فجمعونا كلنا في المسجد ثم بدأ الشباب الموجودين يشكون في الموضوع لأنهم أدخلونا واقفلوا الأبواب وكان في ناس مسلحين واقفين على الأبواب لكن لابسين مدني وكانوا من الجيش الباكستاني. حتى انه كان في ضباط لابسين مدني لكن لم نعرف إلا فيما بعد. كان احد منهم عنده كشاف يمر علينا ونحن جالسين بالكشاف من اجل يشوف هل في احد كبير من الناس الذين يبحثون عنهم.

فاختلف الناس في هذا المكان وهربت منهم مجموعة قليلة من داخل المسجد، والقليل منهم وصلوا وعملوا معهم مقابلة في الجزيرة ومنهم هربوا ومسكوهم مرة ثانية في الطريق. فبدأ الترتيب عندهم 10 بـ،10 نخرج يوصلونا إلى داخل المدينة لان كنا الآن على الحدود كنا في بيشاور على القرى والقبائل.

آخر شيء أننا استخرنا الله في هذا الأمر ولم نكن نعرف ما الذي سيحصل. بعض الشباب قالوا حتى لو كانوا الجيش هم وعدونا أنهم سيوصلوننا إلى السفارات اقل شيء لأننا خرجنا بطريقة غير رسمية، يسلمونا إلى السفارة والسفارة تتصرف. بعد ذلك سلمونا للجيش الباكستاني، حملونا على السيارات. في الطريق قالوا لنا أنهم سيسلمونا للسفارات، فنقلونا إلى قسم شرطة في المدينة. ومن قسم الشرطة هذا بدءوا ينقلونا بالحافلات على أساس يأخذونا إلى مدينة إسلام أباد من هناك يوزعونا على السفارات فهم أخذونا إلى سجن كوهاتو ونحن لا ندري.

في الطريق انقلب الباص الأول ونحن كنا في الباص الثالث. الجيش الباكستاني ارجع بعض الناس الذين هربوا من الباص الأول وكان في بعض الجرحى وكان في بعض الناس الذين هربوا من الباص اشتبكوا مع الجيش وقتلوا. سمعنا أن الناس الذين كانوا داخل الباص أرادوا أن يهربوا لأنهم عرفوا بالخيانة وكانوا مقتنعين أن هؤلاء الناس سيسلموننا للأمريكان. هذا كما سمعنا لأنه رجع بعض الناس إلينا في السجن الذي كنا فيه فحكوا لنا القصة.

بعدها حجزونا في غرفة صغيرة لمدة ثلاثة أيام تقريبا 50 واحد. بعد الحادثة طلبوا القوات الخاصة في ثالث يوم غيروا الجيش العادي بالقوات الخاصة. فاستلموا المكان بالليل وشددوا الحراسات وفي اليوم الثاني بدءوا ينقلونا على الشاحنات يرصوننا في نفس المكان الأول لكن بإجراءات أمنية أشد حتى أنهم ربطونا بالحبال للخلف وبعض الناس تعليق بالشاحنات وربط الأرجل.

طبعا كان كل الذين شغالين من الجيش اغلبهم شيعة من أبناء القرى الحدودية فأخذونا بالشاحنة وجلسنا تقريبا 16 ساعة من ذاك المكان إلى أن وصلنا إلى السجن في بيشاور سجن كوهاتو وجلسنا فيه تقريبا 15 يوم. شددوا فيه الإجراءات الأمنية وأضافوا فيه أسلاك شائكة على المداخل تقريبا كان توصيات من الأمريكان لأنه الأمريكان كانوا مشرفين على المكان هذا بطريقة غير مباشرة. بعد 10 أيام من الاحتجاز جاءتنا مجموعة من المحققين الأمريكان لا ادري من C I A أو من F B I . كانوا يأخذوننا على واحد واحد وسؤال واحد هو: قصتك؟ وكنت احكي القصة نفسها من بداية خروجي إلى أن وصلت إلى السجن، وفي أشياء زيادة سألونا عن من أخرجك ومن جهزك فقط ما كان عندهم أسئلة كثيرة هذا هو السؤال الرئيسي.

< هل تعرضت لإساءات في هذه الأثناء؟

- لا ، فقط بعض المضايقات من الجيش الباكستاني واخذوا منا البصمات في هذا السجن وبدءوا يمررونا على دفعات 25 بـ25.

الدفعة التي خرجت فيها انتقلت إلى السجن في مطار قندهار كان عندهم سجن في مطار قندهار، وفي 1/1/2002 أخذونا من السجن في باكستان بشاحنات إلى المطار وسلمونا إلى الأمريكان، فتشونا واخذوا ملابسنا وطبعا لبسونا بالسجن الباكستاني الملابس الجديدة التي نسافر بها -ملابس السجن الزرقاء- وقيدونا ونقلونا بالشاحنات إلى المطار ونزلنا في المطار. سلمونا إلى الأمريكان يد بيد وكان التسليم إلى الأمريكان في مطار قريب من السجن. اخذوا منا كل شيء، بقوا معنا الملابس التي ألبسونا الباكستانيين واخذوا أحذيتنا وجواكتنا والأمانات وبقيت معنا الملابس الزرقاء المتصلة السروال مع الفنيلة ونقلونا على طائرات الشحن الأمريكية العسكرية وضعونا فيها على شكل دفعات 25 بـ 25 داخل الطائرة، كان في تصوير استعراضات، بعض الجنود يجيء يمسك واحد يجلس جنبه ويتصور معه وكنا مغطيين رؤوسنا بالأكياس السوداء مقيدين للخلف يأخذوا صور تذكارية، واحد مثلا ماسك العصا وجالس على رؤوس الناس.

< كيف رأيت هذا وأنت مغطى الرأس؟

- الكيس هذا شفاف قليل لانهم اكتشفوا هذا فيما بعد كانوا يحطوا لصقات فوق الكيس، لكن بعض الأحيان اللصقات تجيء فوق ولصقة تحت فنشوف. الفلاش نشوفه واضحة جداّ.

ثم نزلونا في سجن قندهار كانوا أعدوه إعداد سريع فقط أسلاك شائكة على منطقة صغيرة داخلها فقط أخشاب وعملوا عليها سقوف مش مقفلة مفتوحة بس على أعمدة كل شبك فيه تقريبا 60 شخص. فلما وصلنا قندهار ضيفونا ضيافة محترمة كان اكثر الوقت الذي حصل فيه هذه الأشياء (الإساءات) كان وقت الاستقبال نزول الناس من الطائرات إلى المطار كان وقت برد شديد أولا. بعدها وضعنا على الصدور على أرض المطار.

كان أي حركة يشوفها من بعض الناس يجيء العساكر يطلعوا الناس ويدوسون على رؤوسهم كان يحصل أن بعض الناس يتحرك زيادة يسوي شيء فيزيدوه ضربا.

جلسنا فترة طويلة على هذه الحالة ساعات في ناس تعبوا وفي سقطوا بعدها بدءوا ينقلوننا على واحد واحد إلى الخيام في الطريق في إجراءات كثيرة. بالنسبة للتفتيش كانوا يأخذوا كل واحد إلى داخل الخيمة كان في أثنين ما شاء الله بيأخذوا الأخ ويرفعوه في الجو وينزلوه على رأسه و يبدءوا في التفتيش هذا طبعا مش تفتيش هذا ضرب وإساءة. وبعدها بتمسك مفتشة، لمضايقة الأشخاص وبعد التفتيش يدخلوه إلى مكان آخر فيه واحد عربي من أجل الترجمة مباشرة يسألوا أيش اسمك، تعرف أسامة بن لادن، شفت الملا عمر؟

في واحد اسمه ما أدري من... عمر، فقله أش اسمك فقال فلان عمر قال له إذا تعرف الملا عمر؟ هكذا أسئلة مفاجئة من أجل يعرفوا ردة الفعل بعدها عملوا الفحص الطبي من عينات اللعاب، الشعر طبعا الفحص الطبي هو إجراءات أمنية . التصوير أخذوا صور للناس وبعدها دخلونا إلى مكان مثل الفرادي وهو هنجر عادي ودخلونا كلنا وكل يوم تجيء دفعة جديدة.

< قلت إن الدفعة 25 شخص، كم يمني كان معكم أثناء تنقلك؟

- لا أذكر وأكثر الذين كانوا معي من السعودية . اليوم الثاني مباشرة جاءنا الصليب فقالوا لنا الأمريكان اتصلوا بنا وقالوا معنا أسرى تعالوا شوفهم، أعطونا وجبات الفطور وبعدها نقلونا إلى الشبوك التي فيها الناس جالسين جماعة كان عندهم شبكين كل شبك فيها 3 خيام مفتوحة مش مقفلة 3 أعمدة وسقوف مكان للنوم فقط ظلال فقط.

وكان كل شبك فيه 60 واحد بعدها بدأت تجيء مجموعات من الشمال وجرحى حق فرع جنكي. بعض الناس جلسوا في قندهار أسبوع وبعضهم شهر وبعضهم أكثر.

انا جلست أربعة أشهر، بعدها نقلونا إلى كوبا كان مجموعات قبلنا سافروا لكن لم نعرف إلى أين. كنا نسمع عن كوبا بس مش متأكدين بعض العساكر يقولوا لنا تذهبوا إلى كوبا وبعضهم إلى باكستان كان في أخبار متضاربة. لا تستطيع أن تسال أو تعرف. يأتون وينادونا بالرقم كذا وكذا الناس بيقوموا كلهم إلى جهة معينة. الأخ يجلس فيجوا يقيدوه ويضعوا الكيس على رأسه ويأخذوه أولا إلى مكان الحلاقة فيحلقوا كل الشعر وبعضهم يشوهوهم ويقصوا لهم بعض من الحاجب بعدها أخذونا إلى مكان ثاني جلسنا فيه فترة طويلة وكان يجيء بعض المحققين إلى بعض الشباب ويقولوا أنتم ستذهبون إلى جهنم ستذهبون إلى مكان لن تعودوا منه أبدا تهديد وتخويف بعض الناس الذين لم يتكلموا عندهم أو شكوا أنهم لن يعطوهم معلومات قالوا إذا أنت لم تتكلم هنا ستذهب إلى مكان ثاني تتكلم فيه. احد الإخوة سألوه تعرف الآن إلى أين أنت ذاهب قال نعم ذاهب إلى الجنة.

أخذونا بعدها إلى مكان صورونا فيه ثم أعطونا ملابس حمراء بدل الزرقاء التي كانت معنا.

< هل قالوا لك أنك ستذهب إلى مكان كذا..؟

- فقط سؤال واحد هل عندك قدرة على تحمل السفر، ستسافر. لا يوجد أي تحديد.

< ألم يهددوك انك ستذهب إلى الجحيم أيضا؟

- لا، لم يقولوا لي هذا الكلام وبعدها نقلونا إلى مكان ثان حيث ألبسونا النظارات السوداء الكبيرة لا ترى من خلالها والسماعات لا تسمع، التقييد للخلف وتقييد للرجلين إلى أن وصلنا الطائرة وبعدها غيروا القيد إلى الأمام مع سلسلة في الوسط حتى اليد ما نتحرك. السلسلة مربوطة بالقيد وبالكرسي والرجلين مقيدة ومربوطة بالأرض وكانت الرحلة تقريبا 24 ساعة متواصلة دون النزول في أي مكان سافرنا الساعة 10 من قندهار وصلنا اليوم الثاني بالعصر بعض الرحلات للي كانوا قبلنا قالوا نزلونا وغيروا الطائرة لكن طائرتنا كانت من دون توقف.

في الطائرة أعطونا حبوب ما أدري لأيش هذه الحبوب كانت حبة مخدرة الناس دخلوا في هلوسه، حتى الصلاة ما استطعنا الصلاة حتى في الطائرة كنت أشوف أشياء مش موجودة أشوف ناس مش موجودين جنبي أتكلم معهم.

بعدها حتى ما تفكر بشيء هم يخافوا من أن واحد يقوم يسوي لهم شيء داخل الطائرة، بعدها صبوا فوق رؤوسنا شيء ما أدري أيش هو مثل المادة المحترقة مثل الأسيت. على وسط الرأس كان في ألم شديد الواحد دائما يظل مشغول بهذا الألم.

وحين وصلنا إلى كوبا كل واحد شاف رأس الثاني مكان الشعر محروق لايوجد فيه شعر. وصلنا إلى كوبا جلسونا على الأرض ممدودين على أرجلنا وبعدها يدعونا على واحد واحد إلى العيادة يأخذوا عينات من الريق والـشعر وفـي عـندهم حـمـامات اغتسلنا فيها.

بعدها نقلونا إلى العنابر. مجموعتنا كانت وصلت بعد يومين من انتقال الشباب من المعسكر القديم الأول اكسترا الى المعسكر الجديد دلتا الذي هو العنابر الشبك نحن وصلنا مباشرة إلى هذه العنابر. بعدها جلسنا تقريبا ساعتين وبعدها خرجونا إلى تحقيق. وتوصلت التحقيقات حتى أفرج عني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى