انقلوا وزارة الشباب والرياضة إلى عدن

> «الأيام الرياضي» أحمد سالم شماخ:

> بكل فخر واعتزاز كيمني وكعربي شاهدت إنجاز إخواننا في دولة قطر الحبيبة في إعجازهم الافتتاحي واستضافتهم لدورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة (أسياد)، وهو ما يتشرف به كل عربي وتعجز دول تتجاوز في حجمها وإ مكانياتها عشرات المرات دولة قطر ولكنها الهمم العالية والتفاني والإخلاص متى سخرت بصورة صحيحة تأتي بالمعجزات.. ولعل ما كدر صفو الفرحة وسبّب الغصة في حناجر اليمنيين وأطفأ بسماتهم ما أعلنه مذيع الحفل أن اليمن بمساحتها المتجاوزة نصف مليون كيلومتر مربع وبسكانها الاثنين والعشرين مليون وتاريخها العريق لم تفز إلا بميدالية «برونزية» يتيمة في الاربعة عشر دورة السابقة.. إنجاز يخجل كل يمني من ذكره.. وزاد الطين بله ما حملته وسائل الاعلام من منع كثير من شبابنا عن المشاركة لتعاطيهم منبهات (القات) وما بلغنا أن الشاب الذي فاز بالبرونزية اليتيمة تعرض للمرض ولم يجد من يقف بجانبه من المسؤولين أو غير المسؤولين.

منذ قيام الثورة السبتمبرية المباركة والاكتوبرية الخالدة ونحن نسمع عن وزارات الشباب والرياضة تعج بالوزراء ووكلائهم والمديرين والموظفين والميزانيات والامتيازات وضرائب للشباب على القات والسجائر تبلغ المليارات واتحادات رياضية يعجز القلم عن حصرها وأندية برؤساء حقيقيين ورؤساء شرف شيء بانتخاب وشيء بتزكية وتباتيك وحكايات تتواضع أمامها أساطير ألف ليلة وليلة.أين ذهبت كل تلك الجهود إن صح وبذلت فعلاً؟..أين ذهبت كل تلك الأموال الخيالية إن صح وصرفت على الشباب والرياضة؟.. أين .. وأين .. وأين .. بكل تأكيد هناك فساد، وبكل تأكيد هناك متسلطين هزموا كل المجتهدين، وبكل تأكيد هناك زنط وفخفخة ومباهاة فارغة.. ولكن كل هذا- ومن وجهة نظرنا المتواضعة- ليس السبب الكامل.. ما نراه أن الموقع الحالي لوزارة الشباب والرياضة هو السبب الرئيسي والموقع خطأ في خطأ.. صنعاء مناخها يعج بالمناكفات والمشاحنات السياسية، يفوح برائحة الفساد والمحسوبية، وتتلاطم فيه المصالح العملاقة والتجمعات.. إلى آخر المشوار .كل هذه عوامل تخلق جوا خانقا لا يسمح بالإبداع الشبابي أو الرياضي ويخنق كل موهبة في المهد ولا يمنح المسؤولين (الشرفاء طبعاً) الفرصة للعمل الصالح الجاد.. فما هو الحل يا ترى؟ .. مرة أخرى من وجهة نظرنا المتواضعة نرى أن الحل يكمن في نقل وزارة الشباب والرياضة بقضها وقضيضها إلى عدن، حيث يجد الإبداع له ملعباً والشباب الخلاق مناخاً صالحاً، وتقل أو تكاد تنعدم الأجواء المكهربة والعابقة بالسموم.. قد ينظر بعض «المتضررين» إلى الفكرة بأنها تـأتي من منطق مناطقي أو ما شابهه، لا والله إنها تنبع من قلب حزين على حجم اليمن أن يكون هذا وزنه في العالم.. اليمن وطن الجميع لا فرق بين صعدة والحديدة ولا تعز وشبام ولا عدن وصنعاء فحيث ما تكمن مصلحة اليمن واليمنيين فيلزم الأخذ بها... قد تكون الفكرة «بعيدة المنال» وثقيلة الوزن ولكنها بكل تأكيد تستحق أن تدرس بجدية فلربما وجدنا فيها حل الكثير من مشاكل اليمن سواء كانت رياضية أو تعليمية أو اقتصادية أو إبداعية.. تجربة يخالجني شعور صادق وطاغ أنها ستؤتي ثمارا وخيرات وفي غضون سنوات قليلة جداً سنرى اسم اليمن يحلق في سماوات المحافل الإقليمية والدولية فلدينا من الشباب والكوادر ما لا يتوفر عند كثير ممن سبقونا ويكفي أن نعلم أن ما يقارب سبعين بالمئة من سكان اليمن تحت سن العشرين..إن الانجازات الرياضية في المحافل الدولية تعكس الكثير عن البلد وشعبه ونظامه وتقرب ذلك البلد من قلوب شعوب العالم وصدقوني لو قلت إنه لو كانت لنا إنجازات وإبداعات على مستوى الشباب والرياضة والفن والثقافة لضاقت الهوة بيننا وبين إخواننا في مجلس التعاون كثيراً كثيراً ولوجدنا كل قلوب أشقائنا تهفو إلى احتضان وضم هذا الشقيق المتميز.. العالم لم يعد اليوم سياسة وحروب وقوات عسكرية واستثمارات فقط.. بل العالم اليوم يمثل فيه التميز والإبداع الرياضي والثقافي والفني اهم عنصر يجذب القلوب ويحقق المنزلة الرفيعة..هناك جملة غفلت عن ذكرها إلا وهي أن هذا المقترح مشروط بشرط ضروري وهام هو ألا يواجه متى ما تنفذ بسطوة المركزية أو حرب ذوي الأفكار المناطقية، وهذا ممكن جداً إذا خلصت النوايا، وأكثر ما يجعلنا نتفاءل هو ما يكنه قائد وملهم الشباب المشير علي عبدالله صالح من حب واندفاع نحو ما فيه مصلحة شباب اليمن بل وكل فئاتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى