وجهة نظر زول

> «الأيام الرياضي» شيخ الدين عبيد عثمان:

> السياحة و الرياضة وجهان لعملة واحدة،وقد حبا الله هذا البلد الحبيب أرضاً معطاءة وطبيعة ساحرة خلابة بجباله العالية الشامخة وأوديته الخضراء اليانعة وسهول مترامية الاطراف ، والتي ما فتئت شواطئها تنام و تصحو على أحضان أمواج البحر في عناق وفي غزل ،وكما قلنا أن من أهم البنيات الأساسية لتطور العمل الرياضي في هذا البلد هي الملاعب والاهتمام بتوفيرها ، وعلينا أن ننظر للمستقبل فبإكمال هذه الملاعب والاستادات بالمواصفات الدولية،كما أقرتها الفيفا مضافاً اليها ما حبا الله هذه البلد من طبيعة خلابة تسر الناظرين ، وتجذب عيون السياح من كل بقاع الدنيا ، وما للإنسان اليمني من طبع ولوف وأخلاق ، على اليمن أن تلعب دوراً طليعياً في المنطقة ، ويمكنها مستقبلاً أن تقيم على أرضها المنافسات العربية والخليجية والآسيوية،وإن لم نكن مبالغين اوحالمين لإقامة و استضافة المنافسة الكبرى ،وأعني بها كأس العالم ولو بعد حين.

قبل نيف من الزمان حين كانت الصين تنام و تصحو على سحب دخان الأفيون والحشيش والكوكايين أطلق زعيمها الخالد ماوتسي تونج صرخته المدوية الثورية لمحاربة المخدرات بترياق الرياضة ، فأنشأ في المدن و القرى الميادين الرياضية بشتى ضروبها،واكتظت الساحات بطاولات كرة المضرب وكرة الطاولة،فأفاق الشعب من سباته وغيبوبته وبنى بذلك الصين العظيمة، فانطلق الإنسان الصيني الى البناء والتنمية ،وتربع أبطال الصين على عروش البطولات الآسيوية،وحصدوا الميداليات،حتى كادت أن تصير حكراً عليهم.

وكما الأفيون والكوكايين يظل (القات) هو عدو الشعب وعدو الرياضة الأول في اليمن،وقد كثر الحديث عن أضراره ومآسيه الاجتماعية و تأثيره المباشر على الاقتصاد و التنمية سلباً،لاحتكاره مساحات زراعية كبيرة أضرت بمنتجات كان اليمن يعرف من خلالها عالمياً..وأصبح القات وللحقيقة المرة شراً لابد منه ..كثيرون في هذا البلد ولا أعفي أنا نفسي منهم- معشر المخزنين- لايعجبهم بل ويستاؤون من الحديث عن القات بمكروه..ولكن هل نترك الحديث التنظيري،ونجعل من هذه الآفة مصدر خير وبركة ولو بعد حين.

كما يعلم الجميع أن تكاليف انشاء الملاعب كبيرة وكبيرة جداً،ولايستطيع اي بلد تفوق اليمن أن يقوم مثلاً بإنشاء ستة استادات كبيرة وبالمواصفات العالمية دفعة واحدة ،حيث تبلغ تكلفة الأستاد الواحد ما يزيد عن العشرين مليون دولار امريكي اضافة الى ذلك و كما أسلفنا الذكر فإن اليمن و بوضعها الحالي ، وحتى يمكنها أن تستضيف منافسات عربية وخليجية وآسيوية ودولية يلزمها ثلاثة استادات دولية اضافية أخرى مع تحديث و توسيع الأستادات القائمة مع توفير الملاعب والساحات الجانبية،فإننا نرى أن تقوم الوزارات المعنية بالرياضة و الاتحاد بوضع ضريبة معتبرة على منتجي و بائعي القات تسمى مثلاً«المساهمة الرياضية الضريبية» على أن يصب هذا العائد في أحد البنوك الاستثمارية ولمدة خمسة أعوام ،على أن لايصرف منه لأي جهة مهما تطلب الأمر شيئاً.

وبهذا وبعد خمسة أعوام نكون قد بدأنا في وضع اللبنة الاساسية للبناء،ونكون بهذا أيضاً قد اصطدنا عصفورين بحجر واحد، وتلقائياً سوف يلجأ (المقاوتة) لرفع أسعارالقات ليصبح صعب المنال لعامة(الموالعة و المخزنين)،وحيث أن القات سلعة تسويقية غير قابلة للتخزين، فتلقائياً ،ورويداً رويداً سوف يلجأ المقاوتة والمنتجون في خفض إنتاجهم الزراعي،خوفاً من (البوار)،وتكون الرياضة قد لعبت دوراً ايجابياً في محاربة هذا البلاء كما فعلت الرياضة بأصدقائنا الصينيين في بناء الصين العظيمة .

روائي صحفي سوداني مقيم بالحديدة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى