خلايا جذعية في السائل الامنيوسي للجنين بديل واعد للخلايا الجنينة المثيرة للجدل

> شيكاغو «الأيام» ا.ف.ب :

> استخلص باحثون اميركيون خلايا جذعية من السائل الامنيوسي للغشاء المبطن للجنين داخل الرحم تتمتع بالصفات الاساسية للخلايا الجنينية التي يثير استخدامها جدلا كان يعيق تقدم الابحاث على الخلايا الجذعية الواعدة في مجال علاج امراض مستعصية.

وفي تجارب اولية على الفئران، تبين للباحثين في معهد الطب التجديدي في ويك فورست في نورث كارولاينا، ان الانسجة التي تشكلت من خلال زراعة الخلايا الجذعية الامنيوسية، تعمل مثل الانسجة الطبيعية حتى انها تمكنت من معالجة تلف في ادمغة فئران واعادت اليها وظيفتها، مما دفع العلماء الى الاعراب عن املهم في ان تحمل هذه الخلايا المزايا التي تنفرد بها الخلايا الجذعية الجنينية.

وقال انتوني اتالا مدير المعهد "نأمل ان تشكل هذه الخلايا وسيلة لترميم الانسجة وان تكتسب في الوقت نفسه وظيفة الاعضاء" البشرية.

وبدأ الباحثون اعمالهم قبل سبع سنوات عبر البحث عن هذه الخلايا داخل السائل الامنيوسي المأخوذ من نساء حوامل. كانوا يعرفون ان هذا السائل يحتوي على انواع مختلفة من الخلايا غير المكتملة النمو، لكنهم لم يكونوا متاكدين ان كان يحتوي فعلا على خلايا جذعية قادرة على النمو لتصبح خلايا متخصصة وظيفيا كخلايا القلب والدماغ والكبد والعظام وغيرها.

وبينت ابحاثهم ان نسبة صغيرة من الخلايا الموجودة في السائل الامنيوسي، اي نحو 1%/، هي خلايا جذعية حقا، وتتمتع كذلك بخاصيتين هما الاكثر اهمية بالنسبة للخلايا الجذعية الجنينية وهما قدرتها على التحول الى اي نوع من الخلايا الوظيفية، وقدرتها الكبيرة على التجدد.

واستغرق الامر عدة سنوات حتى تمكن باحثو ويك فورست وكلية طب هارفارد من تحفيز الخلايا كي تتحول الى خلايا عضلية وعظمية ودهنية وخلايا اوعية دموية وعصبية وخلايا كبد.

وقاموا بعد ذلك بتجربة هذه الخلايا الوظيفية المتأتية من خلايا جذعية امنيوسية المصدر لدى الفئران، فكانت النتيجة واعدة حيث بينت التجارب انها عملت مثل الخلايا الجذعية الجنينية في اصلاح التلف في الانسجة.

فعندما تم زرع الخلايا العصبية في دماغ فأر تم اتلاف جزء منه، نمت الخلايا المعدة في المختبر وعوضت الجزء التالف من الدماغ. وقال اتالا في مؤتمر صحافي عبر الهاتف "لاحظنا ان ذلك الجزء من الدماغ تعافى جزئيا".

وبالمثل، استخدمت الخلايا العظمية المتولدة من خلايا جذعية امنيوسية بنجاح في نمو انسجة عظمية لدى الفئران. كما لاحظ العلماء ان الخلايا العصبية تمكنت من افراز نواقل عصبية وان خلايا الكبد كانت قادرة على افراز البول، الذي ينتجه الكبد من النشادر.

ويفترض الانتظار عدة سنوات قبل ان يصبح من الممكن اجراء مثل هذه التجارب على البشر، لكن توفر هذه الخلايا الجذعية الجاهزة، والتي يمكن الحصول عليها من المشيمة ومن السائل الامنيوسي، ستسهل عمل الباحثين، كما اكد اتالا.

وقال ان "السائل الامنيوسي ملىء بمثل هذه الخلايا الجنينية"، ومع تسجيل اكثر من اربعة ملايين ولادة في الولايات المتحدة سنويا، سيكون من السهل جمع ما يكفي من العينات لملء بنك للخلايا الجذعية بما يكفي لتوفير حاجة البلد باكمله".

وقال "اذا كان لدينا بنك يحتوي على مائة الف عينة، يمكننا ان نزود 99% من سكان الولايات المتحدة بالخلايا الملائمة لهم وراثيا لزرعها",ونشرت نتائج الدراسة في مجلة نايتشر بايوتكنولوجي الاحد.

ورحب الفاتيكان الاثنين الماضي بهذا الاكتشاف الذي اعتبر انه يفتح طرقا "مقبولة اخلاقيا" امام البحث، خلافا للابحاث على الاجنة التي يعارضها.

وقال الكاردينال خافيير لوزانو باراغان رئيس المجلس البابوي للصحة، انها "خطوة الى الامام غاية في الاهمية ومقبولة اخلاقيا (..) ولا تشكل مساسا بالحق في الحياة"، في حديث لصحيفة لاستامبا الايطالية.

وقال "هذا اكتشاف على درجة كبيرة من الاهمية"، مضيفا "نحن نشجع الهندسة الوراثية عندما تحترم الحياة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى