> عمان «الأيام» كمال طه :

العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني يجري محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس
العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني يجري محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس
اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس السبت عقب محادثاته مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في عمان ان هناك صعوبة في عقد لقاء مع رئيس الوزراء اسماعيل هنية في عمان في "المستقبل القريب"، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني.

وقال البيان ان عباس عرض للملك عبد الله الثاني "انه ونظرا للظروف الداخلية الفلسطينية الصعبة وللحراك الوطني الفلسطيني الرامي الى الوصول الى توافق حيال العديد من القضايا، فانه من الصعب عقد لقاء في عمان مع رئيس الوزراء اسماعيل هنية في المستقبل القريب".

واوضح عباس بحسب البيان "انه لا بد من تهيئة الظروف الداخلية الفلسطينية اولا قبل عقد مثل هذا اللقاء لتحقيق النتائج المرجوة منه".

لكنه قال ان الحوار الفلسطيني-الفلسطيني "سينطلق في غزة من خلال لجنة المتابعة"، مضيفا "اعتقد انه سيبدأ غدا ولمدة اسبوعين".

ووجه الاردن الشهر الماضي دعوة رسمية الى هنية لزيارة الاردن في محاولة لعقد لقاء بينه وبين عباس لتصفية الخلافات حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، بعد ان وصلت المحادثات بينهما الى طريق مسدود.

من جهته اعلن المتحدث باسم حماس اسماعيل رضوان في مؤتمر صحافي في غزة أمس استعداد الحركة "الفوري" للجلوس الى طاولة الحوار لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال رضوان "نؤكد استعدادنا الفوري للجلوس الى طاولة الحوار الوطني لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية على اساس وثيقة الوفاق الوطني بمشاركة كل الاطياف السياسية".

من جهة اخرى، قال البيان ان عباس اطلع العاهل الاردني على "تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية مؤخرا وعلى المساعي التي تبذلها القيادة الفلسطينية لحل الخلافات الداخلية والوصول الى توافق وطني".

وثمن عباس "الجهود التي يبذلها الملك لانهاء مظاهر الاقتتال الداخلي الفلسطيني والتركيز على مواجهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني"، مشيرا الى استمرار الجهود لتشكيل حكومة وحدة وطنية "ببرنامج قادر على انهاء الحصار".

وقال ان مباحثاته مع الملك "انصبت على زيارة وزيرة الخارجية الأميركية (كوندوليزا رايس) للمنطقة وأهمية تنسيق المواقف العربية لأنه من المهم التحدث بلغة واحدة ومضمون واحد مع الادارة الأميركية".

واشار البيان الى ان الملك عبد الله الثاني والرئيس عباس استعرضا خلال اللقاء "الجهود المبذولة عربيا ودوليا لتذليل العقبات التي تعترض اطلاق العملية السلمية وصولا الى خطوات محددة وملموسة على ارض الواقع تفضي الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني".

وفي هذا الصدد، اكد العاهل الاردني ان "اولوية الشعب الفلسطيني بجميع فئاته في هذه المرحلة يجب ان تنصب على تغليب مصلحة الشعب الفلسطيني على كل الاعتبارات من خلال تمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية حتى يتمكن المفاوض الفلسطيني في عملية السلام من المضي قدما على طريق استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفقا لقرارات الشرعية الدولية وصيغة حل الدولتين".

واوضح ان "مبادرة السلام العربية تعد اطارا عمليا ومنطقيا لحل النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي الذي يعد جوهر الصراع في المنطقة وصولا الى حل يعالج الصراع العربي-الإسرائيلي بجميع ابعاده".

ودعا الملك عبد الله الثاني الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى "اخذ زمام المبادرة واستغلال الزخم السياسي الذي ستشهده منطقة الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة مع جولة وزيرة الخارجية الأميركية وصولا الى نتائج ايجابية خلال الفترة القادمة تخدم تطلعات شعوب المنطقة في احلال سلام عادل وشامل يضمن الأمن والاستقرار للجميع".

ووصلت رايس ظهر أمس السبت الى تل ابيب في اطار جولة تشمل عددا من دول الشرق الاوسط تهدف الى دعم عربي للاستراتيجية الاميركية الجديدة في العراق.

ويفترض ان تلتقي رايس مساء وزراء الدفاع عمير بيريتس والشؤون الاستراتيجية افيغدور ليبرمان والخارجية تسيبي ليفني.

وحدت رايس من التوقعات المعلقة على زيارتها في ما يتعلق بعملية السلام، وقالت للصحافيين الذين يرافقونها في جولتها في الطائرة التي اقلتها الى المنطقة "لا احمل اقتراحا ولا خطة".

واضافت رايس التي كانت استاذة علوم سياسية في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا "لقد قرأت كثيرا عندما كنت استاذة جامعية حول الجهود السابقة للتقدم على صعيد المسألة الاسرائيلية الفلسطينية و(..) اذا لم نحضر جيدا لا تنجح الامور".

ومضت تقول "يجب عدم طرح خطة +صنعت في اميركا+. ثمة اطراف كثيرون معنيون ومن اجل احراز التقدم على المسار الاسرائيلي-الفلسطيني، يجب مساهمة كل الاطراف".

ويتوقع ان تلتقي الاحد في رام الله الرئيس محمود عباس. وستنتقل الى عمان مساء اليوم الأحد للقاء العاهل الاردني على ان تعود الى القدس للقاء رئيس الوزراء ايهود اولمرت,وتشمل زيارة المسؤولة الاميركية ايضا مصر والسعودية والكويت. (أ.ف.ب)