أحداث يناير .. والتزييف!

> عبدالرحمن خبارة:

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
عندما سأل وزير الإعلام الفرنسي في حكومة ديجول عام 1958م الزعيم الصيني شون لاي: كيف تقيمون ثورة صن يات صن في الصين؟ أجاب رئيس الوزراء الصيني بابتسامة ودهشة: إن الوقت لا يزال مبكراً ولم يحن بعد فلم يمر على ثورة صن سوى 35 عاماً فقط.

< وفي مقال للدكتور عبدالعزيز المقالح - لا أذكر أين نشر - يقول: إننا نحتاج لمرور أكثر من خمسين عاماً لتقييم أحداث ثورة 1948م في صنعاء.. فلا يزال الكثير من الذين شاركوا فيها أحياء، ومن الصعوبة البحث عن تقييمات موضوعية هادفة.

< وفي كتاب صدر لمجموعة من الذين شاركوا في أحداث السبعين يوماً في صنعاء جاءت شهاداتهم متناقضة وكل ادعى بدوره وكأنه الوحيد الذي قاد الأحداث.. وهكذا كان قبله زعماء شاركوا في ثورة 26 سبتمبر اعتبر بعضهم أنه الوحيد القائد للثورة ومفجرها.

< والحقيقة مرت ومازالت تمر في اليمن أحداث مأساوية وكانت أحداث يناير التي لم يمر عليها في اليمن الجنوبية سوى 21 عاماً.. من الصعوبة بمكان تقييمها و عزلها عن المآسي التي مرت في شطري اليمن سواء أحداث 8 أغسطس 1968م في صنعاء أو الانقلابات الدموية في كلا الشطرين طوال العقود الأربعة الماضية وحتى في إطار اليمن الموحد (حرب 1994م).

< ومن سخرية الأقدار أن تتم في جامعة عدن ورشة لمدة ساعتين تجري فيها محاولات يائسة - مع تقديرنا للمشاركين - لتقييم أحداث 13 يناير عام 1986م وكأنها الوحيدة التي تمت وتتم في اليمن.. في الوقت الذي مازالت تركة حرب 1994م لم تحل بعد ولا يزال الآلاف المؤلفة من عسكريين ومدنيين خارج أعمالهم ناهيك عن مورثات كثيرة من نهب الأراضي إلى نهب المال العام إلى الفساد إلى غياب المواطنة المتساوية بين ظهرانينا.

< عندما تصل اليمن إلى مصاف الدول الغربية وعندما تسود الديمقراطية الحقيقية وعندما يجري الاعتراف بالآخر بحق وعندما لا يتم تزييف إرادة الناس.. وهذا يحتاج إلى العشرات من السنين.. يمكن للأجيال القادمة وفي ظل المساواة الحقة في بلادنا عقد ورشاتهم وندواتهم لتقييم تاريخ مآسي اليمن.. وبعيداً عن تصفية الحسابات السياسية الضيقة الأفق والبليدة!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى