مورينيو وتشلسي.. زواج.. فخصام.. فطلاق محتمل

> بيروت «الأيام الرياضي» ا.ف.ب :

>
جوزيه مورينيو وتوجيهاته لشيفا
جوزيه مورينيو وتوجيهاته لشيفا
تحيط بنادي تشلسي بطل الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم في الموسمين الماضيين اجواء ملبدة كثيفة الضباب مردها لا يعود الى تخلفه بفارق 6 نقاط عن مانشستر يونايتد المتصدر، او الى سلسلة الاصابات التي لحقت بأبرز لاعبيه مما اثر فنيا على نتائج الفريق في الفترة الاخيرة، بل الى التقارير الصاعقة التي تناقلتها وسائل الاعلام عن إمكان رحيل المدرب البرتغالي الفذ جوزيه مورينيو عن "ستامفورد بريدج".

وبدا لافتا انه على مدار الاسبوع الماضي حازت قضية بقاء مورينيو من عدمه مع تشلسي اهتماما واسع النطاق على صفحات الصحف البريطانية حيث انشغل الرأي العام بالاطلاع على حقيقة الامر بقدر طرحه التساؤلات وعلامات الاستغراب حول الصفقة الخيالية (250 مليون دولار) التي ستنقل كابتن انكلترا السابق ديفيد بيكهام من ريال مدريد الاسباني الى لوس انجليس غالاكسي الاميركي.

وبدأ الجميع يدرك ان الامر لم يعد مجرد شائعة بل حقيقة ملموسة تشير الى بداية ازمة فنية مرتقبة في تشلسي او احتدام معركة ضيقة النطاق تحديدا بين فريقين يضم الاول مورينيو والمؤيدين لبقائه ومنهم بعض اللاعبين، والثاني يجمع مالك النادي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش والمدير التنفيذي بيتر كينيون، الى المسؤول عن التعاقدات النروجي فرانك ارنيسن.

وبرز طرف آخر بشكل غير متوقع ضمن هذا النزاع يمثله قسم كبير من جماهير الفريق "الازرق" نادى بالإسم خلال المباراة الاخيرة امام ويغان بضرورة بقاء المدرب الذي كسر جميع القيود التقليدية في الكرة الانكليزية، بعدما خصه بتحية مميزة في فترات متلاحقة من اللقاء المذكور.

وأضحى فك الارتباط بين مورينيو والنادي اللندني معادلة مطروحة، وزواج البرتغالي بتشلسي الذي تحدث عنه ابراموفيتش بعدما تذوق الفريق طعم الفوز باللقب المحلي للمرة الاولى منذ نصف قرن، مهددا فعليا بالطلاق وخصوصا ان الخصام غير المعلن رسميا لم يتم نفيه بأي بيان من الطـرفين كما درجت العادة في حالات مماثلة.

وعززت التقارير المتداولة ردود مورينيو غير الاعتيادية البعيدة كل البعد عن عجرفته المعهودة، اذ لطالما اشتهر بتصاريحه النارية في المواقف المختلفة بينما اكتفى هذه المرة باعتبار ان مستقبله ليس مهما بل الاهم هو مستقبل النادي، مضيفا:

"انا شاب بالنسبة الى مدرب لكني عجوز في كرة القدم، سأبلغ الـ44 من العمر قريبا وهذا يعني اني اعيش كرة القدم منذ 44 عاما وقد رأيت امورا كثيرا في اللعبة لذا اقول انه في الكرة لا يمكن ان تكون صريحا مئة في المئة في بعض المسائل".

وتزداد المشكلة تشعبا، وقد بدأت عند تجاهل مورينيو دعوات اشراك المهاجم الاوكراني اندري شفتشنكو المقرب من ابراموفيتش اساسيا، وجاء الرد من ناحية القيمين غير السعداء على ما يبدو بانكفاء فريقهم وراء مانشستر يونايتد هذا الموسم، خصوصا ابراموفيتش الذي رفض تمويل اي صفقة في فترة الانتقالات الشتوية الحالية على ضوء تقرير من ارنيسن يفيده فيه بأن الفريق لا يحتاج لأي تدعيم، بينما لم يبخل الروسي منذ استلامه النادي عام 2003 في صرف 276 مليون جنيه استرليني من اجل التعاقدات.

وزاد الطين بلة ما أثير عن احتمال حدوث اتفاق جانبي بين ابراموفيتش والهولندي غوس هيدينك مدرب منتخب روسيا للحلول محل مورينيو، اذ معلوم ان الاول يغطي قسما كبيرا من اجر الثاني وكان وراء الاتفاق الذي نقله للاشراف على منتخب بلاده.

وتردد في مجالس ضيقة ان التواصل الروتيني بين ابراموفيتش ومورينيو انقطع تماما وبلغ نقطة اللاعودة، اذ أن حالة التوتر جعلت التواصل بينهما يتم عبر طرف ثالث، وقد ظهرت جليا الحالة المتردية في العلاقة بعدم ترك الروسي مكانه في المقصورة الرئيسية في "ستامفورد بريدج" للتواجد مع الفريق في غرف الملابس بين الشوطين في المباريات الاخيرة.

مالك تشلسي ابراموفيتش مع عائلته في احدى المباريات
مالك تشلسي ابراموفيتش مع عائلته في احدى المباريات
وتنحصر عملية "شد الحبال" حاليا بين كينيون الساعي دائما الى تحويل فريقه الاقوى على الساحة العالمية معتبرا ان احراز لقب دوري ابطال اوروبا دون سواه سيحقق له طموحاته، وبين مورينيو الذي سيمنحه اللقب المنشود الضحكة الاخيرة من دون أن يثنيه عن ادارة ظهره والخروج من النادي الى تحد آخر قد يكون في اسبانيا او ايطاليا حيث يبدو ان اندية ريال مدريد وميلان وبدرجة اقل انتر ميلان تترقب تطور الاحداث، بينما سيكلف اخراج البرتغالي من عرينه ابراموفيتش غاليا اذ عليه دفع تعويض مقداره 25 مليون دولار كما ينص عليه العقد الذي يربط المدرب بالنادي حتى عام 2010م.

ولا يبدو غريبا ما يحصل داخل أروقة تشلسي، اذ يدرك المتابعون عن كثب ان لحظة الفراق كانت منتظرة في اي وقت والدليل ان مورينيو نفسه اثار جدلا يوم احتفظ فريقه باللقب المحلي في ابريل من العام الماضي بقوله انه يفكر في ترك النادي: «انه أسوأ ناد يمكن لمدرب ان يشرف عليه.. يمكنك الفوز وتحقيق الانجازات، لكن هذا لا يكفي على الاطلاق".

وفي انتظار ما ستؤول اليه الامور برزت مواقف غير مسبوقة وغير متوقعة في آن معا، اذ جاهر كابتن تشلسي جون تيري بقيادته مجموعة من اللاعبين لرفع الصوت المعارض والمطالبة بإبقاء مورينيو، بينما تفاجأ الجميع بمواقف مدربي الاندية المنافسة وخصوصا "السير" الاسكتلندي اليكس فيرغوسون الذي لطالما دخل في مشادات علنية ومورينيو منذ ان كان الاخير مدربا في بورتو.

وقد أكد مدرب "الشياطين الحمر" انه سيصاب بخيبة أمل في حال رحل نظيره البرتغالي عن انكلترا، قائلا:

"سأفتقده، لقد استمتعت بمنافسته ولقائه بعد كل مباراة".

ولن يكون رحيل مورينيو عن تشلسي خاتمة القضية انما قد يفرز معطيات مثيرة للجدل عما يدور في كواليس النادي اللندني البعيدة عن الانظار والتي طالما اثارت علامات الاستفهام، وهذا امر آخر سيضعه ابراموفيتش وجماعته في حساباتهم خصوصا ان "الفم الكبير" (لقب اطلق على مورينيو بسبب تصريحاته النارية) لم يعتد على حفظ الاسرار التي يعرف منها الكثير ولو انه كان متواجدا معظم الاحيان على خشبة المسرح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى