الرشوة وباء فهل من دواء؟

> «الأيام» فهيم أحمد قشاش/عدن

> عندما تولى الحجاج بن يوسف الثقفي ولاية العراق في عهد بني أميه أصدر أمراً يمنع فيه التجول بعد مغيب الشمس، وفي أحد الأيام قبض على أعرابي قادماً من البادية وقد خيم الظلام على مدينة الكوفة فاحضروه بين يدي الحجاج، فسأله عن حاله.. فقال الأعرابي إني غريب وقد قدمت من البادية، ولا علم لي بما أنتم فيه، فنظر الحجاج إليه وقال: «والله إنك لصادق، ولكن في قتلك صلاح للأمة، اقطعوا رأسه».

هذه القصة أضعها أمام كل من يهمه مصلحة الوطن، وأناشد ولي الأمر باسم كل مواطن شريف يعيش على أرض اليمن، أن يبادروا بالقضاء على الرشوة وإصدار قرار يعاقب بموجبه الراشي والمرتشي والرائش، والتعميم على دوائر الدولة كافة لمنع الوسطاء من التواجد قرب الدوائر الحكومية والتحذير من التعامل معهم. فإلى متى بالله عليكم وظاهرة الرشوة تنخر مفاصل الدولة وتنتشر انتشار النار في الهشيم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لعن الله الراشي والمرتشي والساعي بينهما».

فكفانا ترك الحبل على الغارب ، والتغاضي عمن يريد الإساءة إلى الدين الاسلامي الحنيف. الرشوة تعم المجتمع اليمني من أقصاه إلى أقصاه في المحاكم والتربية والرياضة والضرائب والمرور والواجبات والمطارات وأقسام الشرطة والبنوك والنقاط والموانئ . فإلى أولي الأمر في هذه البلاد أقسطوا واعطوا كل ذي حق حقه، واصرفوا مرتبا شهريا لكل موطف بما ترونه يكفيه لأن يعول به اسرته لكي لا يضطر إلى خيانة الدولة بأخذ الرشوة من أجل تسيير أي معاملة بما لا ترتضيه شريعة الإسلام ، وبما لا يقره القانون. وبعد اعطاء كل موظف راتبا يكفيه اضربوا بيد من حديد، وطبقوا قانون رسول الله - صلى الله عليه وسلم- (من أين لك هذا؟) فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أول من طبق هذا القانون ، فقد جمع الناس ذات مرة وخطب فيهم فقال :

«ما بال الرجل أوليه ، ويأتي ويقول هذا لكم وهذا أُهدي لي، هلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته» وبناءً على هذا الحديث فكل ما يحصل عليه الموظف أو المسؤول من المواطنين فهو رشوة ويتحمل إثمها قبل الراشي والمرتشي الوالي لحديث « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» واللهم إني بلغت اللهم فاشهد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى