المحطة الأخـيـرة .. قلنا ماشي مرق.. قالوا فتّوا!!

> علي عمر الهيج:

>
علي عمر الهيج
علي عمر الهيج
هل أحكي لكم فزورة؟ أتدرون ما الذي يعكر صفو هؤلاء الناس المفترشين فوق رمال الوطن؟ ما يعكر صفوهم هو ذلك السؤال المرير: هل تملك تلك الجهات الممركزة في القنوات العليا البرامج الحقيقية والرؤى المستنيرة لمعالجة الهاجس المعيشي الذي ظل وأمسى وبات كابوساً مؤلماً يكتوي به حشد هائل من الناس ذوي الدخل المحدود؟

الناس اليوم في الباصات والأرصفة والأحياء مبهورون متخبطون وسط الظلام لأن تلك الهياكل والبرامج الأجورية القادمة من غابات الدهشة، لم ترفع عنهم بعض الغبار، لكنها جعلتهم يتمرغون وسط الوحل فلم يعودوا يفهمون ما الذي يجري!

في عالم المفاضلة والفروقات ورصد النتائج هناك علوم اسمها علوم الحساب والمتواليات وعلوم الإحصاء والجداول التي يستطيع أي طفل أن يجري بواسطتها عملية حسابية لاستخلاص الناتج ومعرفة القياس ودرجة الانحراف.

أن تحشد الدولة طاقاتها وتقيم الدنيا ولا تقعدها بالإعلان عن بشرى وإضافة (متوالية ريالية عددية) فوق الراتب، ليفاجأ الناس بعد سويعات أن (متواليات ريالية هندسية) قد حطت فوق كل سلعة.. فهذه هي الفزورة بحذافيرها!

هل أحكي لكم فزورة؟ أتدرون ماهي السكينة؟

السكينة التي يتطلع إليها كل رب أسرة هي أن يذهب إلى المخبز مبتسماً هادئاً ويشتري رغيفا محترما بسعر مناسب ليعود إلى أطفاله محققاً لهم الشبع والستر.. السكينة هي أن يذهب المواطن إلى أي مستوصف فيجد الرعاية والدواء والقطن والأسرّة.. السكينة أن يذهب المواطن إلى ساحة القضاء ليخرج منها منشرحاً بسبب إنصاف القانون له ومنحه حقوقه كاملة. ليست السكينة أن تتلفظ الدولة بالرخاء، وسفن فضائية، وعسل ليحصد المواطن معها تراجعاً، وقاطرات أرضية بشرية تسحق الطماطم والأسماك والبصل.

يا سادتي العقلاء .. استشيروا عباد الله وخلقه في هذا العالم، وكيف تستطيع الدولة أن تجند طاقاتها، فتعلو معها صافرات الإنذار وتتوقف حركة المرور وتعلن المستشفيات حالات الطوارئ وينتشر رجال الأمن والمطافي وسيارات الإسعاف، وتتوجه الكاميرات والقنوات المتلفزة ووكالات الأنباء.. وكل ذلك من أجل إسعاف قطة صغيرة بيضاء.. دعستها سيارة مسرعة وأصابتها في رجلها اليسري بسبب السرعة في أحد الشوارع الراقية. استشيروهم حول ذلك.. فيما الآدمية تتكوم وسط أكواخ تفوح منها رائحة الجوع والفقر، ومصادرة الرغيف والسكينة.

استشيروهم لعل في فتواهم بلاغ شافٍ للناس أجمعين.. وكفى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى