الحب في عصر العولمة

> «الأيام» ماجد علي الداعري/ الضالع

> الحب شعور وميول ورغبة في الالتحام بطرف آخر والغوص في أعماقه وخلجات فؤاده، والعولمة جنون من نوع آخر أصاب العالم أجمع .. جنون يختلف بالطبع عن جنون البقر الذي أصاب أبقار دول محددة، يختلف عنه في تبني العالم له وسعيهم الحثيث نحوه وتطبيقه بكل حذافيره وعلاته، بينما جنون البقر جاء بغير إذن أو موافقة من قبل تلك الأبقار المسكينة أو سلطات تلك الدول المغلوبة على أمرها .. وفي ظل كل هذا التغير الرهيب الذي طال كل شيء في حياتنا نتيجة ذلك الجنون المحبب ترى كيف أصبح الحب ؟

الحب ذلك المسكين الذي نحمله كل يوم آلافاً من الاخطاء والجرائم التي يرتكبها المجرمين والمخادعين والظالمين والمفسدين باسم الحب وتحت شعاره، وهو بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، والأسوا جرماً أن تلك الجرائم والحماقات والنزوات المراهقة ترتكب بحق الحب وتحت اسم الحب ومواكبة لعصر التطور والتقدم والتكنولوجيا وتماشياً مع روح العصر ومتطلبات العولمة، التي فتحت الباب على مصراعيه لتقبل كل شيء كيفما كان وإلا فإننا سوف نتهم بالعجز والتخلف عن ركب الحضارة ولا أدري أي حضارة تلك التي تزاحم العالم من أجلها ونحن قوم نفتح كل يوم أفواهنا وآذاننا وعيونا لما سيأتينا من الخارج بل ونلبس ونأكل ونشرب ونصحو ونقص الشعر ونسرحه تقليداً لغيرنا وأعداء أمتنا وديننا وخاصة مع وجود النظام العالمي الجديد وأجندة العولمة التي قلبت موازين الحياة رأسا على عقب حتى غدت المحرمات حضارة والإباحية ثقافة واللا إنسانية حرية والفساد وطنية والإخلاص وثنية والأخلاق حيلة أو وسيلة والكذب مذهب والنفاق عقيدة، وغدا الحب ذلك المسكين وسيلة أو طريقة للكذب وممارسة طقوس الخديعة والرذيلة تحت سمائه الطاهر، ومع كل ما كان في قلبي من عداء قديم للحب والمحبين إلا أنني وبصراحة قد صرت أنظر اليه اليوم بعيني الرحمة والشفقة لمسلمي اليوم في نظرة امريكا في ظل هذه الديموقراطيات الهشة والايديولوجيات المفخخة والأنظمة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى