حضرموت اليوم

> علي صالح باقي:

>
علي صالح باقي
علي صالح باقي
أكدت الشواهد دوماً أن الحضرمي كان وما زال نموذجاً لليمني العربي المسلم الذي يراعي الذمة، وحرمة الآخرين، ويتمسك بحقوقه، مراعياً ومحافظاً على حقوق الغير,ولذلك كان حضور أبناء حضرموت الثقافي والحضاري والإداري كبيرا في العالم العربي وفي البلدان التي هاجروا إليها، واستطاعوا أن يؤثروا بصورة مباشرة على الآخرين وأن يسهموا في صنع الحضارة وبناء تلك الأوطان.

وتؤكد الشواهد أيضاً أن أبناء حضرموت مثل غيرهم من مناطق اليمن كانوا وما زالوا أهل إنصاف وحق ومحبة ولهذا فهم لا يترددون في قول الحق وترتفع أصواتهم لتشيد وتنصف من قدم خدمة للوطن والمواطن، بل تستعد للدفاع والوقوف إلى جانبه إن تطلب الأمر ذلك.

ولهذا عندما برزت أصوات نشاز اختزلت المصالح الوطنية بمصالحها الذاتية الضيقة، وكالت التهم على القامات الوطنية، انبرت لهذه الأصوات النشاز معظم الأقلام التي ترى في مصلحة الوطن اليمني عامة، ومحافظة حضرموت خاصة خطوطاً حمراء يجب عدم تجاوزها البتة فمصلحة الوطن هي العليا.

هؤلاء الذين يحاولون قرع طبول الحرب، ويحاولون بشتى الطرق التهويل في كل شيء وأي شيء، وتهييج مشاعر الناس وحقنهم بالغضب، والتوتر والحقد - على الرغم أن صراع النماذج والرؤى قائم ومازال، وسيظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها- هؤلاء بتناولاتهم غير المسؤولة عرضوا مصلحة حضرموت للخطر وتحديداً الاستثمار بالمحافظة في محاولة للعودة بنا إلى سنين خلت ولكنها لن تعود.

محافظة حضرموت اليوم ليس كما حاول البعض تصويرها في تلك المقالات البائسة، محافظة حضرموت تنعم بالخير والعطاء المتدفق والأمن في صورة بديعة ترسمها السلطة المحلية بالمحافظة برئاسة العميد عبدالقادر على هلال محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي وزملائه بالمجلس.

ومحافظ حضرموت (عبدالقادر علي هلال) رجل نصفه نشاط وعمل دؤوب وجهد خارق خارج عن المألوف ونصفه الآخر دماثة خلق وطيبة وكرم ومحبة لكل الناس.

فعندما أصدر الأخ الرئيس قبل سنوات من الآن قراره بتعيين العميد عبدالقادر علي هلال محافظاً لمحافظة حضرموت كان يدرك تماماً تلك القدرات والإمكانات التي يمتكلها الرجل، وجاء قرار التعيين بعد تلك النجاحات التي حققها (الهلال) في محافظة إب، منها موقفه الصلب والجريء من السجون الخاصة التي كانت تعد من أعتى التحديات التي كانت تواجهه في تلك المحافظة.

وعندما تسلم العميد عبدالقادر علي هلال مهامه في محافظة حضرموت لم ينم على ورود ، بل كان يعي حجم المسؤولية والأمانة الكبيرة الملقاة على عاتقه في محافظة مساحتها تساوي نصف مساحة الجمهورية اليمنية تقريباً، وهمومها توازى ضعف هموم ومعضلات المحافظات الجنوبية والشرقية مجتمعة.

إذن كان الحمل كبيرا وكانت إرادة رئيس الجمهورية والمحافظ أكبر وأقوى وكانت همة المواطن في حضرموت بحجم الوطن، فتواصلت عطاءات الرئيس في حضرموت، واتسعت مساحات التنمية والعطاء والمتابعة الدؤوبة للمحافظ الخلوق (عبدالقادر علي هلال) بخطى ثابتة وبلا هوادة حتى غدت(سائلة العيقة) اليوم خوراً للمكلا يتراءى أمام أبناء المدينة متنفساً ضخماً ليحيل المدينة ويضعها في مصاف المدن الحديثة، وتضيق الفجوة بين مدن وقرى المحافظة في عهد المحافظ (الهلال) لتتسع مساحات البساط الأسود وتزدهر مدن كانت إلى وقت قريب مدناً وقرى محرومة من الطرق المسفلتة ومشاريع المجاري والإنارة والكهرباء والمياه كمدن الديس الشرقية، غيل باوزير، الشحر، غيل بن يمين، والريدة وقصيعر الخ.. والقائمة تطول وتطول وتسود مشاريع الطرقات وفتح الطرقات في مدينة فوه الجديدة وتوسعة الطرقات الرئيسة بشوارع مزدوجة أينما اتجهت بمواصفات دولية تربط مديريات المحافظة والمحافظة بمحافظات الجمهورية ودول الجوار، فضلاً عن مشاريع الكورنيش في فوه وخلف والمكلا.

لست من هواة المدح لأي مسؤول كان ولست من حملة المباخر أو من الضاربين على الدفوف ولست هنا مدافعاً عن أحد ضد آخر ولكن ما دفعني واستوقفني للكتابة هو مصلحة الوطن عموماً ومصلحة محافظة حضرموت وأبنائها ومحاولة إنصاف من يخدم حضرموت ومن يعمل للتغيير نحو الأفضل ووسط هذه التغييرات تتبلور تدريجياً ملامح تجربة التحديث، لتشمل مفاهيم بناء الإنسان في محافظة حضرموت وتطوير الإدارة والارتقاء بمستويات الأداء وهذا لعمرى ما تسعى إليه السلطة المحلية برئاسة المحافظ (عبدالقادر علي هلال) الذي يعمل ليل نهار وزملاءه في السلطة المحلية لخدمة محافظة حضرموت وأبنائها بنكران ذات ومحبة.

إننا لا نملك واليمن تقف على أعتاب القرن الحادي والعشرين إلا أن نقف وقفة تقييم لما أنجز على الأرض وما يتوقع إنجازه في حضرموت بدعم ومساندة وتوجيه الأخ الرئيس الذي أدرك مبكراً حجم التركة التي ورثتها حضرموت.

إن اليمن اليوم - وحضرموت جزء غال من اليمن - بحاجة إلى المزيد من المخلصين الأوفياء لا المغرورين بذواتهم الذين لا ينظرون إلى أي عمل إلا من زاوية واحدة هي زاوية المصالح الشخصية.

فالانحياز إلى المواطن والبعد عن التهويل والتجريح والاحتقان النفسي مهمة يجب ألا نحيد عنها. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى