خلافات حول تقدير حجم نفوذ القاعدة في جنوب أفريقيا

> جوهانسبرج «الأيام» مايكل جورجي:

> كان إمام مسجد ريفي محلي وابن عمه طبيب الأسنان يعيشان حياة عادية على ما يبدو في جنوب أفريقيا,ثم ظهر الاثنان على شاشات واشنطن التي ترصد تنظيم القاعدة مما أطلق صفارات الإنذار من واشنطن إلى بريتوريا وهي دولة نادرا ما يقترن اسمها بأسامة ابن لادن أو الإسلام المتشدد.

فهل من المستبعد أن يؤدي وصول عقيدة تنظيم القاعدة القوية إلى تشكيل خلايا متشددة في جنوب أفريقيا حيث يعد شيوع الجرائم وعدم المساواة الناجمة عن نظام الفصل العنصري واستضافة منافسات كأس العالم لكرة القدم عام 2010 قضايا ساخنة.

وينفي طبيب الأسنان جنيد دوكرات الذي يقدم خدمات اجتماعية في أحد احياء جوهانسبرج العاصمة المالية لجنوب أفريقيا وابن عمه رجل الأعمال وإمام المسجد الاتهامات الأمريكية بتمويل القاعدة وتجنيد اعضاء لها واتهما الولايات المتحدة بملاحقة المسلمين.

ويقول خبراء أمن إن البلدات في جنوب أفريقيا لا تشبه الأحياء الفقيرة في العالم العربي حيث يقال إن دعوة أسامة بن لادن تجتذب الشبان المحبطين والعاطلين عن العمل الذين يتزايد سخطهم على حكوماتهم المتسلطة المدعومة من الولايات المتحدة.

يرفض آخرون القول بأن الفقر المنتشر على نطاق واسع في جنوب أفريقيا يدفع المسلمين إلى أحضان القاعدة.

ويضيفون أنه في النهاية فإن كثيرا من الناس المتعلمين والأثرياء نسبيا أصبحوا اعضاء في القاعدة مثل هؤلاء الذين حولوا طائرات إلى صواريخ انتحارية في هجمات 11 سبتمبر ضد الولايات المتحدة.

وعلى كل حال أصبحت جنوب أفريقيا موضع تدقيق من قبل واشنطن وأدرج اسما جنيد وفرهاد دوكرات على قائمة وزارة الخزانة الأمريكية لداعمي القاعدة. وسيجري تجميد أصولهما المرتبطة بالولايات المتحدة إن كانت لهما أصول هكذا.

وقال ماجنوس رانستورب من كلية الدفاع الوطني السويدية إن من المستبعد أن تصبح القاعدة مصدر قلق رئيسيا في جنوب أفريقيا. لكنه لم يستبعد وجودها. وأضاف "من المحتمل أن يوجدوا فقط على الهامش." ويفترض مسؤولون أمريكيون ان اعضاء القاعدة ينشطون في الصومال والسودان وشمال أفريقيا ويقولون ان أنشطة جمع التبرعات التي يقوم بها التنظيم أصبحت مصدر قلق كبير في جنوب أفريقيا ونيجيريا ومنطقة الصحراء الكبرى. وفي دولة تعد من أكثر دول القارة الأفريقية استقرارا وثراء فإن الغالبية الساحقة من الطائفة المسلمة في البلاد والتي تضم 600 ألف مسلم معتدلون.

فما الذي يدعو القاعدة إذا إلى استثمار وقت في التجنيد في بلد لا توجد به أرض خصبة واضحة لتفريخ إسلاميين متشددين بينما يشنون حروبا مقدسة ضد الجيش الأمريكي القوي وحلفائه في العراق وأفغانستان وينشرون دعوات للجهاد في ارجاء العالم من خلال الانترنت.

ويقول بعض المحللين إن أنصار القاعدة في دول مثل باكستان ربما تسللوا إلى جنوب أفريقيا وارتبطوا بسكان محليين واستخدموا الدولة كبوابة خلفية للأهداف الغربية.

وقال نيكولاس برات من مركز جورج سي. مارشال الأوروبي لدراسات الأمن إن القاعدة قد تنظر إلى الطائفة المسلمة المتنوعة في جنوب أفريقيا لاعتبارات معينة.

واستطرد قائلا "القاعدة تبحث باستمرار عن جوازات سفر تجعل اعضاءها قادرين على التنقل تماما وتجنب أن يكونوا موضع اشتباه. ومن المنطقي بالنسبة لهم أن يجذبوا اثنين من جنوب أفريقيا من جالية مسلمة متنوعة." وأضاف أن جنوب أفريقيا تتيح أيضا حدودا غير محكمة.

وتقدم جنوب أفريقيا ببنيتها التحتية وشبكة اتصالاتها الحديثة صورة للاستقرار كما أنها لا تحتل مكانا متقدما في قائمة اهتمامات المخابرات الأمريكية.

ومضى يقول إن المسلمين الملتزمين من ذوي اللحى الطويلة والعمائم والجلاليب البيضاء الذين يتوافدون بالمئات على مسجد فرهاد دوكرات الشاسع والحديث ليسوا بالضرورة من مؤيدي القاعدة لكنهم غالبا عرضة للتأثر بالأيديولوجيات.

وأضاف "القلق الحقيقي هو في فترة الحضانة عندما ينجذب الشبان المتدينون بوضوح والمسالمون للقاعدة." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى