كـركـر جـمل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
استمتعت بما رأيت - من خلال الفضائية اليمنية - مع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.. مساء الثلاثاء الماضي.. وهو يزور ميناء دبي.. كان الرئيس في زيارة رسمية للإمارات العربية المتحدة.. وقد انتهز فرصة وجوده هناك وقام بزيارة خاصة إلى ميناء دبي وجبل علي.

< ولابد أن الرئيس علي عبدالله صالح استمتع أيضاً بما شاهد في ميناء دبي.. والمنشآت الحديثة في تسيير العمل في الميناء.. فالميناء حديث ونظيف.. والآلات تشتغل وتدور بنظام إليكتروني دقيق.. والكوادر المؤهلة والمتخصصة تشرف على إدارة العمل في الميناء.. بدون أي تدخل أو فضول من أحد.. والحمد لله ليس عندهم شيء من الأمن القومي ولا الأمن السياسي ولا الأمن المركزي ولا الأمن العام أو الخاص ولا بوليس النجدة ولا الجيش داخل حرم الميناء.

< ولابد أن نعرف أيضاً أن ميناء دبي (صناعي) لا (طبيعي).. أي أنه من صنع الإنسان بعزم وتصميم من قيادة رشيدة وإرادة سياسية قوية في دولة الإمارات.. وكان يجب أن نفعل مثلهم في ميناء عدن.. وهو ميناء (طبيعي) وكان يعتبر ثالث ميناء في العالم أثناء الإدارة البريطانية.. ولابد أن نتذكر إن كنا قد نسينا بأننا كنا نقول لأنفسنا.. إذا خرج الإنجليز من عدن سوف نبني ونطور ميناء عدن أكثر.. وخرج الإنجليز وبقينا نواجه أنفسنا بعد الاستقلال وبعد الوحدة.. فماذا فعلنا بميناء عدن؟.. لا شيء.. دمرنا كل شيء فيه وتركناه جثة هامدة لا حياة فيه.. ولا أحد فعل ذلك بنا.. كل الذي فعلناه.. فعلناه بأنفسنا لأنفسنا.

< إن ميناء دبي يمكن اعتباره نموذجا طيباً.. فلماذا لا نفعل مثله؟.. إنه نموذج للاختيار.. وهذا الاختيار معناه أن نعمل شيئاً قريبا منه أو مثله.. وليس هذا العمل مستحيلاً.. لأن ميناء عدن هكذا خلقه الله سبحانه وتعالى ليكون ميناء عالمياً.. والذي عمله الإنجليز فقط أنهم جهزوه بما يحتاج إليه من حفر وتوسعة ومخازن وحركة دقيقة وخدمات سريعة ومنطقة حرة.. وفوق ذلك إدارة حكيمة وكوادر مؤهلة ومدربة في بريطانيا على العمل في الميناء بكفاءة عالية واقتدار عظيم.

< إننا يجب ألا نكتفي بالإعجاب بما وصل إليه ميناء دبي.. أو الحسرة على ماوصلنا إليه.. أو الذي لم نصل إليه.. بل علينا أن ندفع دفة العمل وعجلة التطور إلى الأمام.. ويجب ألا نسلم ميناء عدن العظيم لأي شركة خارجية تستفيد منه.. نحن أحق به من غيرنا.. إننا نعرف أن شركة دبي العالمية تقوم بإدارة أكثر من خمسين ميناء في العالم.. ولكن هل الامتيازات التي وقعتها مع هذه الموانئ العالمية.. هي الامتيازات نفسها أو بعضها التي حصلنا عليها؟

< إننا قادرون على بناء وإدارة ميناء عدن وجعله أفضل من أي ميناء عالمي آخر.. إذا وجدت (الإرادة السياسية) فقط.. ولا بأس من الاستعانة بإحدى الشركات الاستشارية العالمية المتخصصة في تجهيز الموانئ.. أما المال فعندنا الكثير منه إذا وجدت (الأمانة).. ويكفي أن نطلب إلى بعض البيوت التجارية الكبيرة في بلادنا أن تساهم مع الدولة بضمانات كافية تحمي حقوق المستثمرين في بناء وإدارة ميناء عدن.

< يكفي ميناء عدن 30 عاما من الإهمال المتعمّد والدمار المنظّم!!<<

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى