العلاقات بين لبنان وسوريا الى مزيد من التدهور وفرص تحسنها تبقى ضئيلة

> بيروت «الأيام» هنري معمرباشي :

>
صور لبنانيون اغتيلوا خلال الاعوام الماضية
صور لبنانيون اغتيلوا خلال الاعوام الماضية
لا تزال العلاقات بين سوريا ولبنان تشهد مزيدا من التدهور منذ اغتيال رفيق الحريري العام 2005، بعدما وجهت القوى المناهضة لسوريا في لبنان اصابع الاتهام الى النظام السوري بالوقوف وراء عملية الاغتيال هذه.

وادى الانسحاب السوري من لبنان في نيسان/ابريل 2005 بعد شهرين على اغتيال الحريري الى تزايد الخلافات بين البلدين، وبدا واضحا ان الحكم في دمشق لم يستسغ خروجه من لبنان بعد ثلاثين عاما على وقع هتافات "سوريا اطلعي برا" وتحت ضغط دولي خانق امن غطاءه قرار مجلس الامن 1559.

وغالبا ما توصف الاكثرية النيابية في لبنان اكان على مستوى القيادات السياسية في سوريا او على مستوى وسائل الاعلام، بانها "اكثرية وهمية".

والواضح ان الازمة السياسية الاخيرة القائمة في لبنان بين المعارضة والموالاة ساهمت كثيرا في تفكيك المؤسسات الدستورية وشل حركتها.

وقال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديث مع صحيفة "البلد" أمس الأول "لا يوجد مركز واحد للسلطة في لبنان بل مراكز سلطة".

فرئيس الجمهورية اميل لحود الذي ينتمي الى الطائفة المارونية المعروفة بحذرها التاريخي من الجار السوري يعتبر اقرب حليف لسوريا حاليا، شأنه في ذلك شأن مجلس النواب نبيه بري الذي ينتمي الى الطائفة الشيعية.

اما رئيس الوزراء فؤاد السنيورة السني والمقرب جدا من عائلة الحريري فهو متهم من دمشق بخدمة مصالح واشنطن وباريس الخصمين اللدودين حاليا لسوريا,ويزيد من حدة التوتر بين البلدين، الحملات الاعلامية النارية المتبادلة.

والزعيم الدرزي وليد جنبلاط هو الاقسى في هذه الحملات ويتهم مباشرة النظام السوري بقتل والده كمال جنبلاط وقتل رفيق الحريري وكل الشخصيات المناهضة لسوريا التي تعرضت للاغتيال او لمحاولات اغتيال منذ اكثر من سنتين حتى اليوم.

وغالبا ما يصف جنبلاط الرئيس السوري بشار الاسد بانه "قاتل وارهابي" ودعا في كلمة له أمس الأول الى "قيام علاقات طبيعية مع سوريا بعد زوال هذا النظام (السوري) لانه مع هذا النظام لا مجال للمصالحة مع الشعب السوري".

كذلك، يتهم سعد الحريري نجل رفيق الحريري مباشرة "نظام القتلة" في دمشق حسب تعبيره بالوقوف وراء اغتيال والده.

وفي المقابل كان نبيه بري زعيم حركة امل المعارضة يعلن عشية انسحاب القوات السورية من لبنان ان "لبنان وسوريا بلدان توأمان لا يمكن الفصل بينهما".

في حين يستخدم وزير الدفاع الياس المر لهجة معتدلة وقال الخميس ان "سوريا هي بلد عربي شقيق وحليف للبنان".

والحملة من سوريا ليست اقل حدة، فقد وصف الرئيس السوري في خطاب له الرئيس السنيورة بانه "عبد مأمور لعبد مأمور" في اشارة الى ما تعتبره دمشق ولاء السنيورة لسعد الحريري الذي هو بدوره موال للغرب.

وامام هذا التصاعد في الحملات والجو السياسي المتشنج بات الحوار بين مسؤولي البلدين في غاية الصعوبة ويكرر السنيورة القول "ان لبنان لا يمكن ان يحكم من سوريا ولا ضد سوريا".. ولا تزال الطريق بين بيروت ودمشق مسدودة امام مسؤولي البلدين حتى اشعار آخر.

وكانت هيئة الحوار اللبنانية التي ضمت مختلف القوى السياسية من معارضة وموالاة اقرت السنة الماضية طلب اقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا وترسيم الحدود معها. الا ان دمشق تجاهلت هذا الطلب.

وقال وزير سوري لوكالة فرانس برس أمس الأول طالبا عدم ذكر اسمه في رد على الحكومة اللبنانية "ان فتح سفارات بين بلدين لا يتم عندما تكون العلاقات متوترة بل عندما تتحسن هذه العلاقات" في اشارة الى رفض دمشق حتى الان تبادل سفارات بين البلدين.

اما نقطة الخلاف الاساسية فتبقى في انشاء المحكمة الدولية الذي تصر عليه الحكومة اللبنانية بعدما اقره مجلس الامن في حين ترفضه دمشق بقوة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى