المنبوذ ومنظاره الغريب العجيب

> «الأيام» علي محسن خديش - لحج

> عند طلوع شمس الصباح ووهج الظهيرة وغروب الشمس بعد اصيل هادئ وحلول المساء تجده سائرا متأنيا يتهاوى مترنحا مما به من وهن يحمل أفكار نفسه المتعبة بلا هوادة دون مقصد، تائه في خضم الحياة المتلاطم يستهلك الوقت والجهد دون فائدة تذكر ذهابا وايابا مما تحمل له ورأسه الصغير من هموم الحياة ومتاعبها وتقلبات الناس في تعاقب الزمن.

لم يجد من يسأل عنه وعن حاله ولو مجرد سؤال عابر من باب المجاملة حتى يحس انه انسان له كيان في المجتمع. كي تتشجع نفسه ويجيب عليهم بانه يبحث عن شيء افتقده منذ زمن في أوساط الناس ولم يجده حتى الآن عسى ان يجده هنا او هناك أو أحدهم يدله على مكانه.

كلما خلا مع نفسه حدثها بحديث انه مظلوم في هذه الحياة ولا يدري من ظلمه؟ لديه نفس عزيزة تأبى الاستجداء والعطف من الآخرين.

يرى الناس من حوله كلا مشغول بهمه وهمه معروف لديه.

وقف يوما متعجبا من أمر الدنيا كم هي غريبة في أمرها واسعة في أعين أناس وصغيرة جدا مثل ثقب الابرة في أعين آخرين لا تسعهم. لا أدري حقيقة هي أم تشاؤم يجد نفسه بعيدا عن الناس ولا يدري هل الناس نبذوه أم هو الذي نبذهم، يتصف بصفات مازال محافظا رافضا تركها مهما غرته الدنيا والغوص معهم في مستنقع الحياة الموحل حتى أذنيه حتى يظهر ناصعاً براقا.

هذا منظاره وهذه الزاوية التي ينظر منها للناس هل هي موفقة أم لا؟ لا أدري؟ صنع لنفسه عالما صغيرا على مزاجه يريح نفسه فيه وتهدأ أعصابه وتطمئن لكن يحس في داخله بأنه مسلوب منه شيء وان كان يتمتع بحرية فهو موقفه بين العقل والجنون لايميل لهذا او ذاك ولا يدري أيهما يكون مصيره المحتوم.

إنه غريب الاطوار في هذا الزمن العجيب فيه رجل بهذه الصفات متمسكا حتى وان كانت الحياة قد جعلته يعيش وحيدا .. أليس عجيبا هذا؟!

لو أبعد الانسان الغمامة التي على عينيه ونظر بعين العقل والروح لشاهد علامات الاستفهام والتعجب المحيرة والمرسومة على وجوه البشر من أمثاله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى