وقفات مع عيد الحب

> «الأيام» أسامة بن محمد الكلدي/المعلا - عدن

> الحب في الانسان طبيعة، لا يخلو منها احد ولا نتصور ابدا انسانا لا يحب ولا نتصور ان نعيش حياة بلا محبة فالذي لا يحب كجسد بلا روح ولا يمكن ان يمر يوم لا يمارس فيه الانسان الحب لانه تفاعل مع الموجودات وعلاقة لا تنفك ساعة عن ما حوله فنراه يحب الحياة والزوجة والولد ويحب أبويه ويحب المال والشرف والمغامرات والرحلات ويحب عمله وأرضه ووطنه ويحب الطيب والحسن فحركات الناس في هذا الكون باعثها ومحركها الحب. وأيا كان داعي الحب وسببه ومتعلقه فهل للحب عيد يحتفل به ويخصص له يوم في السنة؟ سؤال نقف معه هذه الوقفات: كلمة عيد مأخوذة من العود أي المعاودة فهو يعود بعد ذهابه وانقطاعه مدة من الزمن فهل انقطع حبل الحب بيننا؟ وهل ذهب من حياتنا وغاب عاما كاملا ليعود مزينا بالورود الحمراء وبطائق التهنئة الرومانسية وصورة (كيوبيد) وهو الطفل الذي له جناحان ويحمل قوسا وسهما ويمثل إله الحب عند الرومان، ورسائل العشق والغرام والشرائط الحمراء ولبس الأحمر وغير ذلك مما يفعله المحتفلون بهذا العيد وهو في الحقيقة جفاف في المشاعر وتحجر في الإحساس وهبوط في الذوق والأخلاق حتى احتاجوا الى عيد يذهبون به ما يجدونه من الجفاف والجفاء ويجددون به علاقة الحب بمن يحبون.

لا يوجد في قاموس المسلمين عيد اسمه الحب انما هما عيدان عيد الفطر وعيد الاضحى لا ثالث لهما وعيد الحب يحتفل به النصارى وسلفهم في ذلك الرومان الوثنيون والاحتفال به واظهار البهجة والسرور فيه تقليد صارخ لأمة وصفها الله بالضلال اتبعت سبيل المشركين، وحكم ربنا على ملتها بالكفر المبين ونهانا عن سلوك سبيلهم والاحتفال بأعيادهم. قال تعالى في وصف المؤمنين: {والذين لا يشهدون الزور..} الآية. قال أبو العالية وطاوس وابن سيرين والضحاك والربيع بن انس وغيرهم: «هو أعياد المشركين» كما في تفسير ابن كثير (3/341).

هل بلغ الامر بالبعض الى التقليد حتى في الحب؟ يقلدون من ؟ وفي ماذا ؟ هل عجز هؤلاء عن الحب حتى استوردوه من أعدائهم ؟ سبحان الله!! أي مشاعر عند هؤلاء وأي قلوب يملكون؟ انه لعمر الله الذل والهوان وهو من علامات الاستيلاء والهيمنة. أين نحن من حب التطور والاختراع؟ لماذا يصيب التقليد الأعمى شبابنا وفتياتنا في التوافه وسفاسف الامور والمسابقات والاعياد وكل ما من شأنه إضعاف الهمم وقتل العزائم ووأد المنافسة على استخلاف الارض وعمارتها وتعبيد أهلها لله خالقهم. ان الاحتفال بعيد الحب سعي لجعل كلمة الذين كفروا هي العليا ، والمسلم بحق هو الذي يحب ان تكون كلمة الله هي العليا ويسعى لذلك سعياً ولا يرى العزة إلا في دينه ولا يكون إمعة يتبع كل ناعق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى