بوتين ينتقد واشنطن لاعطاء صورة قوية عن روسيا

> موسكو «الأيام» اولغا ندباييفا :

>
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
تعبر الحملة الشديدة اللهجة التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الولايات المتحدة بنظر عدد من المحللين الروس عن استياء موسكو من تنامي دور منظمة حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة في منطقة نفوذها سابقا، كما تهدف الى اظهار روسيا في مظهر القوة قبل سنة من الانتخابات الرئاسية فيها.

ورأى المحللون الروس أمس الأول ان الانتقادات التي وجهها بوتين الى الولايات المتحدة السبت في ميونيخ امام المسؤولين الغربيين المشاركين في المؤتمر حول الامن، معتبرا ان واشنطن "تتجاوز حدودها في كل المجالات"، تكشف بالمقام الاول عن استعادة روسيا ثقتها بنفسها ولا سيما على ضوء احتياطها من المحروقات.

وقال فيدور لوكيانوف رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة العالمية" ان "بوتين لم يقل اي جديد لكنه تعمد القيام بما قام به امام منتدى مهم ليعبر عن خيبة امل روسيا من تعاونها مع الغرب".

وتابع المحلل ان ما "حث بوتين" على ذلك قرار الولايات المتحدة نشر درعها المضادة للصواريخ في بولندا والجمهورية التشيكية وتصريحات وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الاخيرة بان روسيا من خصوم واشنطن المحتملين.
والواقع بحسب لوكيانوف ان نقمة الكرملين تعود الى العام 2001 حين ساندت روسيا الولايات المتحدة في كفاحها ضد الارهاب غداة اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في بادرة اعتبرتها واشنطن "متوجبة لها" و"لم تعط شيئا" مقابلها.

ووصلت النقمة الروسية الى ذروتها اثر الثورة البرتقالية في اوكرانيا عام 2004 ووصول رئيس مقرب من الغرب الى السلطة، الامر الذي "اعتبرته روسيا بمثابة خيانة من قبل الولايات المتحدة" بنظر لوكيانوف.

وتابع ان "موسكو تنظر باستياء شديد" الى تطلعات اوكرانيا حيال منظمة حلف شمال الاطلسي، وكذلك جورجيا وهي جمهورية سوفياتية سابقة اخرى تعتمد سياسة مؤيدة بصراحة للولايات المتحدة.

وختم لوكيانوف انه بمهاجمته الولايات المتحدة، فان بوتين الذي ينهي ولايته الثانية والاخيرة عام 2008 "بدأ يستخلص حصيلة عهده بتوجيه رسالة مفادها ان روسيا بلد قوي على جميع الاصعدة".

كذلك صدرت انتقادات بوتين عشية قيامه بجولة على السعودية وقطر والاردن، وهي بلدان تندرج في منطقة نفوذ اميركية تقليدية.

وقال المحلل سيرغي كاراغانوف المقرب من الكرملين ان "بوتين ردد ما يقوله 99% من القادة الاوروبيين انما باسلوب مباشر اكثر"، موضحا انه "شعر شأنه شأن الاخرين بخيبة امل حيال الولايات المتحدة التي قررت ان تلعب دور الشرطي الدولي لكنه تبين انها شرطي سيء".

ومضى بوتين ابعد في انتقاداته اذ اعتبر في مقابلة بثتها قناة الجزيرة الفضائية السبت الماضي ان التدخل الاميركي اضر بالعراق اكثر مما فعل الرئيس السابق صدام حسين.

واعتبر المحلل فلاديمير بريبيلوفسكي من معهد "بانوراما" ان هذه التصريحات "للاستثمار الداخلي".

وقال ان "بوتين يريد رسم صورة قلعة محاصرة لتحصين بلاده قبل الانتخابات" التشريعية عام 2007 والرئاسية عام 2008 ولم شملها.

واشار اليكسي مالاشنكو من معهد "كارنيغي" في موسكو الى ان عزم روسيا على احتلال موقع قوة عظمى على صورة الاتحاد السوفياتي سابقا "يكشف عن عقدة نقص" لدى بلد يبحث عن مكانة له، معتبرا ان هذا الخطاب سيلقى استحسان الناخبين التواقين الى امجاد الماضي. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى