مع الأيــام .. تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ !

> محمد سعيد سالم:

>
محمد سعيد سالم
محمد سعيد سالم
نحن في اليمن، لابد أن نأخذ الدروس والعبر مما يحدث لإخوتنا وأهلنا في العراق ولبنان وفلسطين والسودان والصومال..(التشريح) السياسي والجغرافي الضاغط على هذه البلدان وشعوبها، يشير بوضوح إلى أن ما جاء على لسان أحد الخبراء السياسيين، ذات مرة، في قناة الجزيرة الشهيرة (بأن المنطقة ستشهد المزيد من تقسيم المقسم، وتجزئة المجزأ..) هو السيناريو المرسوم للتغيير فيها، في إطار خارطة (شرق أوسطية جديدة)!

المؤشرات في دولنا العربية المذكورة، في هذا الاتجاه كبيرة للغاية. والواضح أن المؤشرات تؤكد أن (الأدوات المستخدمة) أدوات مذهبية ومناطقية وعرقية وحزبية من المنشأ ذاته. وهي أدوات تملك المال والسلاح، والوسائل المساعدة، التي تمنحها القدرة على المبادرة والرفض والانشقاق وإلغاء الآخر، أو محاربته.

هذه هي مكونات دولنا العربية، التي تنامت عبر التاريخ. وعلينا أن نعترف أن حلقات تطور البيئة العربية والإسلامية، تمت في غير صالحها، بسبب الانقلاب على مقومات الوحدة العقدية والدينية والإنسانية، التي قامت على المساواة في حقوق العيش والانتماء والانصياع للقانون، ولنظام الشورى العظيم، في التداول السلمي للسلطة.

وقد جاء الاستعمار ليزيد الطين بِلة، فزاد على الأوضاع مزيداً من التقسيم والفواصل والحدود في ظل ضعف واستكانة أنظمة حكم تآكلت بفعل الزمن، وزادت الهوة بينها وبين شعوبها، بعد تغييب الشعوب بالكامل عن دورها في اختيار الحاكم، ورسم خارطة حقوقها على أرضها وفي اتجاه مستقبلها. غاب التضامن والشراكة بين الحاكم والمحكوم.

اليوم نحن في مرحلة من التاريخ، نجلس على مقعد مهترٍئ داخل ساحة ملعب كبير، اللاعب فيه، والمدرب، والحكم، هي القوى الممسكة بأدوات الاقتصاد والسلاح والإعلام، هذه القوى هي التي تفرض شروطها في عملية التغيير، وهي التي تحدد النتائج، وتعمل على الإعلان عن اسم الفريق الفائز!!

هذه القوى لا يهمها عدد الضحايا، ولا صفاتهم وألقابهم، ولا أحزابهم، طالما أنهم يعارضون التغيير، وبلادنا العربية والإسلامية، ملاعب استراتيجية لها، لن يهدأ لها بال، حتى (تنصاع) لخارطة التغيير (القهرية) المطروحة!!

إني على يقين، وسط براكين السياسة، وزلازل الصراعات والهيمنة، أن لله عز وجل الإرادة العليا، وله جنود السموات والأرض، يحقق بها مشيئته.. لكن علينا أن نعرف:(لماذا نحن في موقف ضعف؟ ولماذا غلبنا الآخرون؟! ولماذا لم نجد طريقاً يمنع عنا المؤامرات والفتن؟) .

نحمد الله، أننا في اليمن بلد مستقر! لكن لابد من أخذ العبرة، فأسباب الفتنة كثيرة!! ولا يعتقد أي حزب أو طرف، في أي وقت من الأوقات، أنه قد ينجو منها، فاليمن أولاً!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى