حيوانات وأدوار

> محمد سالم قطن:

>
محمد سالم قطن
محمد سالم قطن
أبدع ابن المقفع، رحمه الله في كتابه الشهير «كليلة ودمنة»، على الرغم من أنه وضعه على ألسنة الحيوانات، تلخيص مجمل ثقافة الشرق القديم في العلوم الإنسانية كافة بدءا من علم الأخلاق مرورا بعلم الاجتماع وانتهاء بعلوم السياسة والتاريخ ومدارسهما.

ونحن -اليمنيين- نمتلك علاقة تاريخية مؤكدة بعالم الحيوان، اذ أوضح القرآن الكريم المساهمة المعروفة للهدهد في اكتشاف اليمن والتعريف بحضارتها التليدة ومليكتها العظيمة {وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين ü لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبينü فمكث غير بعيد قال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقينü إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم} الآيات 20- 23 من سورة النمل. كذلك حكت الأساطير والمرويات عن الفأر الذي قرض السد العظيم وتسبب في انهيار «حضارة أرض الجنتين» وتشتيت قومنا أيدي سبأ. كذلك أورد بعض الأخباريين قصة (العنزة المغامرة) التي دلت اليمنيين والإحباش في العصر الوسيط على هذا (الكيف) الأخضر؛ شجرة القات وأوراقها.

وتأسيسا على هذا التراث المتراكم من العلاقة الوطيدة مع عالم الحيوان يذكر كاتب هذه السطور ما كاد يحيق به نتيجة محاولته مناقشة من توقفت حدود ثقافته عند مستوى ثقافة (القطيع). فعلى هامش أمسية ثقافية جرت منتصف سبعينات القرن الماضي، اصطدمت بأحد هؤلاء وهو يحاول أن يهديني كتابا من كتب (البروباجندا) السياسة لتلك الفترة وهو كتاب «دور العمل في تحول القرد إلى إنسان» لمؤلفه فريدريك انجلز، فقد حاولت أن أشرح له من واقع دراستي للبيولوجيا وتخصصي فيها، الخلل في مثل هذه الفرضيات وأوضحت له أكذوبة ما يسمى بالحلقة المفقودة، ألا انني فوجئت بعد بضعة أيام بأحد زملائي القدامى منذ الدراسة الثانوية، وقد أضحى في تلك الفترة مسؤولا في (الدوائر إياها) ينبهني إلى خطورة ما قمت به من مناقشة مع مثل ذلك (المخبر البليد) وأنه - أي زميلي- دافع أمام رؤسائه الذين اطلعوا على التقرير الذي (شخبطه) هذا المخبر شبه الأمي عن مناقشتي إياه (علمت قريبا أن ذلك المخبر البليد قد ودع بلادته مؤخرا وأقلع عن تلك الشغلة واكتسب هوية سياسية جديدة تناقض هويته السابقة ولله في خلقه شؤون)، إلا أن نصيحة زميلي المسؤول -رحمه الله- ما زالت ترن في أذني: خليك واعي ولا تناقش أمثال هؤلاء الـ (...).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى