د. مهيب:عدم وجود جهاز (تخطيط السمع الدماغي) في محافظة عدن يضطرنا إلى تحويل المرضى إلى تعز وصنعاء لإجراء الفحص

> عدن«الأيام» خديجة بن بريك:

>
الفريق الطبي
الفريق الطبي
اختتم أمس الأول المخيم الطبي لأمراض الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الجمهورية بعدن، الذي استمر ثلاثة أيام والذي أقامته اللجنة الطبية بمؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية بالتعاون مع جمعية الحكمة اليمانية، أجرى خلالها البروفيسور مازن الهاجري عددا من العمليات الجراحية وزراعة القوقعة.

«الأيام» حضرت عملية تركيب جهاز القوقعة الخارجية للمرضى ورصدت ردود أفعالهم بعد سماع الأصوات بعد أن كانوا يعانون من الصمم، وقد بكت زينب بنت الخامسة خوفاً حينما سمعت صوت الدبدبات الاكترونية، أما شقيقتها التي تكبرها بأعوام فقد تكلمت بصوت ثقيل وبصعوبة بالغة رددت الأحرف التي كانت تسمعها من البروفيسور.. وقد كانت لنا عدد من اللقاءات وكانت بدايتها مع البروفيسور مازن الهاجري استشاري أنف وأذن وحنجرة من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة الذي قال في بداية حديثه: «هذه العملية تجرى بتقنية غير التقنية العالمية فهي تجرى بالمنظار بدون الميكرسكوب وقد عملت مؤتمرا في شهر رمضان بهذا الخصوص وهذه عملية جديدة فهي زراعة القوقعة بالمنظار وفيها يتم زراعة سلك في القوقعة الأصلية للمريض الأصم والأبكم والذي لا ينفع معه أي نوع من المعين السمعي فجميع أنواع السماعات لا تنفع معه، فهذا إن تم زراعة القوقعة له فإنه سيسترد السمع بإذن الله وذلك كما شاهدتم الطفلة زينب وشقيقتها كيف بدأ السمع عندهما حين تم تركيب القوقعة لديهما وبترديد الحروف ولكن يجب على الأهل تأهيل الطفل وتدريبه على الحروف والكلمات وإن شاء الله بعد سنتين أو ثلاث سيتكلم وسيسمع بإذن الله، ويدخل المدرسة والجامعة فهذه العملية ناجحة بدرجة كبيرة».

وأضاف: «نجاح العملية على حسب التأهيل إذا كان التأهيل جيدا فتكون النتيجة عالية جداً فتصل الى 80 أو 90%، وإن كان التأهيل غير جيد لا تكون النتيجة جيدة لكن على الأقل يحول المريض الأصم والأبكم إلى شخص يسمع».

وتابع قائلاً: «من تجرى له عملية القوقعة يجب أن يتعلم الأصوات مثل الطفل المولود حديثاً لذلك أجرينا العمليات في مدينة فيها مدرسة التأهيل.

بالنسبة للقوقعات فهي تبرع من جميعة عيد آل ثاني الخيرية القطرية فعادة حين نجري العمليات في الخليج فإن تكلفتها تقارب 50 الف درهم، وبعض المرضى يساهمون بمبلغ معين والبعض الآخر يتحصلون على الجهاز بالكامل من مؤسسة العيد الخيرية وخاصة أنهم معدمون كما أن جمعية الحكمة اليمانية ساهمت أيضاً بدعم.

بالنسبة لفترة ما بعد زراعة القوقعة يتم تركيب جهاز خارجي في أعلى أذن المريض ويتم الفحص بجهاز الكتروني وهو يبين لنا أخفض صوت يسمع به المريض وأعلى صوت يؤديه ويتم بعدها ضبط الجهاز الخارجي ومن ثم يلتصق الجهاز الخارجي بالجهاز الداخلي عبر الجلد مغناطيسيا على المريض وبعدها يبدأ يشعر بحاسة السمع».

وقال د.مهيب عوض محمد عباد، اختصاصي أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة: «تعتبر عملية زراعة القوقعة هي أول عملية تجرى في اليمن وهي من العمليات النوعية لتحسين السمع وتجرى للاشخاص الذين يشكون من فقدان السمع وغالباً يكونون من الأطفال الذي يعانون من الصمم منذ ولادتهم أو الذين يصابون بعد الولادة بالأمراض المختلفة التي تؤدي إلى خلل في العصب السمعي مما يؤدي إلى فقدان السمع. وزراعة القوقعة هي عبارة عن عملية يسيرة يتم من خلالها زرع جزء يسير من مادة استقبالية تحت الجلد فوق الأذن وتوصيلها بالأذن الداخلية من الأعلى وخارجياً يكون هناك جهاز استقبالي، المشكلة في زراعة القوقعة أنها مكلفة جداً وأرخص جهاز في العام هو بـ 6000 دولار ناهيك عن أتعاب الطبيب والمستشفى الخاص وغيره. د. مازن جزاه الله خيرا له خدمات انسانية جليلة وهو يأتي إلى اليمن ويذهب الى الدول الأفريقية والفقيرة، وهو واحد من ثلاثة فقط في الخليج العربي مِن مَن هم متخصصون في زراعة القوقعة الالكترونية».

وأضاف قائلاً: «لدينا مشكلة في اليمن وهي ان هناك أعدادا كبيرة من الأطفال الذين يخلقون مصابين بالصمم أو الذين يصابون بالصمم في حياتهم، والمعضلة الكبرى هي مراكز التأهيل تكاد تكون معدومة وإن وجدت، يكون الكادر فيها غير مؤهل تأهيلا حقيقيا ونتمنى من الدولة أن تؤهل هذه الشريحة من المجتمع، وكما أننا نعاني من مشكلة أخرى وهي أن محافظة عدن بأكملها لا يوجد فيها جهاز (تخطيط السمع الدماغي) فهذا الجهاز لا يوجد الا في تعز وصنعاء فنلجأ الى تحويل المرضى إلى هناك للفحص.

أثناء الفحص
أثناء الفحص
وهذه هي الزيارة الثانية للدكتور مازن فهو بدأ في حضرموت هذه المرة وانتهى في عدن والشكر موصول بالطبع الى مدير مكتب الصحة بعدن ومدير مستشفى الجمهورية وكذا الجهات المانحة وهي مؤسسة عيد الخيرية ومؤسسة الحكمة اليمانية في اليمن كما أشكر الطاقم الطبي والتمريضي الذي سهر معنا على مدار ثلاثة أيام متواصلة».

وقال الشيخ عارف أنور محمد ، رئيس جمعية الحكمة اليمانية الخيرية: «تواصلاً مع أعمال جمعية الحكمة اليمانية الخيرية، وتواصلاً مع أعمالهم الإغاثية فإنها لم تهمل الجانب الصحي، بل أولته اهتماماً كبيراً وبالغاً، وقد شهدت الساحة اليمنية ابتداءً من مشروع كلية الصيدلة الذي يكلف 2،5 مليون دولار يمني، وانتهاء بمشروع مستشفى أربعة أدوار بتكلفة مائة مليون ريال يمني، وهذا المشروع الاخير تحت توجيهات الأخ أحمد محمد الكحلاني وذلك إذا منحنا الأرض التي نتابعها منذ سنتين وهي على وشك الانتهاء من إجراءاتها. واليوم جمعية الحكمة اليمنية بالتعاون مع جمعية عيد القطرية وبالتنسيق مع مكتب الصحة بعدن ومستشفى الجمهورية التعليمي فإنها تقيم المخيم الطبي الثاني والمجاني للأنف والأذن والحنجرة، الذي استضافت لأجله الدكتور البروفيسور مازن الهاجري المختص في هذا المجال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى