> «الأيام الرياضي» شائف الحدي:

خليل العلوي واقف في منتصف الصف الاخير وبيده كرة في لقطة تذكارية مع زملائه المدربين الملتحقين في الدورة التدريبية المتقدمة التي عقدت في الأكاديمية العربية الأفريقية بالقاهرة
وأهمها أن يكون لائقا بدنيا أي قادرا على قيادة التدريب وأن يمتلك روحا تربوية ومرونة في التعامل مع لاعبيه، وأن يكون حسن التصرف، والأهم أن يكسب المدرب احترام لاعبيه، حتى يستطيع أن ينجح في عمله، وذلك لا يتحقق إلا إذا امتلك المدرب عنصر الشخصية القوية والحازمة لأن الحزم أسد الشخصية.
«الأيام الرياضي» التقت المدرب الوطني الشاب الكابتن خليل العلوي الذي يعد أحد أبرز الكفاءات التدريبية التي ظهرت في بلادنا في الفترة الاخيرة ، وخاضت معه حوارا طويلا في الجوانب المهارية والفنية والبدنية والذهنية والنفسية وكرة القدم بشكل عام ، واتضح من خلال الحوار مدى الثقافة التي يختزنها المدرب في الجوانب التدريبية وإليكم نص الحوار معه في السطور الآتية:
> رحلتك مع التدريب متى بدأت؟
- بدأت في العام 1990م مع الفئات العمرية لنادي نصر الضالع وحينها كنت مازلت لاعبا في الفريق الاول.
> ما الدورات التدريبية التأهيلية التي حصلت عليها؟
- حصلت على العديد من الدورات المحلية في بداية مشواري التدريبي ،كما حصلت على دورتين في مجال تدريب حراس المرمى وثلاث دورات في قانون اللعبة .. إضافة الى دورتي C وB الآسيويتين،كما حصلت على دورة دولية متقدمة في الاكاديمية العربية الأفريقية لكرة القدم في القاهرة،علما بأنني ما أزال مرشحا لحضور دورة دولية في معهد لايبزج بجمهورية المانيا الاتحادية.
> هل يا ترى نجحت في مهمتك مع نصر الضالع؟
- نعم الى حد كبير والدليل وجود النصر ضمن أندية النخبة في أضواء دوري الأولى وكيف صار فريقا لايستهان به.
> ما الجديد الذي تريد تقديمه في مجال كرة القدم؟
- أعتقد أن العمر التدريبي الذي قضيته في هذا المجال الشاق قد أثرى علي بالخبرة والمعرفة بأمور كثيرة في الجانبين الفني والتقني وكذا البدني وغيرها من المتطلبات التي من شأنها ان تطور وترتقي بمستوى الفرق واللاعبين ومع هذا لازلت أتطلع الى التأهيل الاكثر لكون لعبة كرة القدم اصبحت اليوم علما بحد ذاتها تواكب كل جديد.
> ما هي أهم مميزات المدرب الناجح؟
- اهم مميزات المدرب الناجح في عمله هي شخصيته القيادية .. إدارته للمباراة .. حزمه ومساواته بين اللاعبين .. وقربه من نفسياتهم.
> ما أبرز الصفات الفنية التي يجب توافرها في المدرب الناجح؟
- أبرزها اختياره للتشكيل بصفة تكوين الفريق وليس بشكل أسماء ، والتكوين هو اختيار عناصر منسجمة مع بعضها البعض في تأدية المهمة والوظائف الموكلة إليهم، أضف إلى ذلك قراءته للملعب والخصم في وقت مبكر والتقييم الاجرائي بين شوطي المباراة.
> التمارين العامة التي تطبقها في الملعب هل تستطيع من خلالها تطبيق أي طريقة لعب؟
- لا، فكل طريقة لعب لها تدريبات تكتيكية خاصة وكذا مهارية ترتبط ارتباطا وثيقا بين العملي والنظري بما يتناسب مع امكانيات اللاعبين وقدراتهم الفنية والبدنية والذهنية فاختيار اي اسلوب لعب يأتي من خلال امكانيات الفريق نفسه،كما يجب أن يكون لكل طريقة لعب إعداد بدني معين وتدريبات خاصة، فطرق اللعب لاتستطيع تطبيقها في الملعب الا من خلال التدريب على كل طريقة خلال فترة الاعداد وبما يناسبها من التمارين وهنا تظهر إمكانية المدرب.
> لماذا أحيانا تتمسك بطريقة لعب واحدة؟
- لكل مدرب طريقته،حيث أرى فيها تحقيق الهدف الذي أصبو إليه، ولانها تتلائم وتتناسب مع امكانيات اللاعبين بل إن ذلك ليس أسلوبا ثابتا ويمكن أن نضعه حسب امكانيات الخصم ووضعية المباراة وأهميتها.
> ولكن اللاعبين يتذمرون من تغير طرق اللعب فما هو السبب في ذلك؟
> هذا صحيح والسبب يعود الى امكانية اللاعب المهارية والفنية والذهنية التي لا تتوافق مع اساليب اللعب المختلفة لأن فيها المهام والاختصاصات متنوعة ،وبحاجة الى لاعبين ذوي كفاءات عالية يقدرون على أداء واجبات ووظائف كل أسلوب أو طريقة لعب لذلك يجب على المدرب أن يركز في وضع الاسلوب المناسب لإمكانيات لاعبيه ولايبالغ في هذا الجانب الفني لأنه يعكس نفسه على نتائج الفريق وتذمر اللاعبين وهناك شيء أحب أن أشير إليه وهو أن اللاعبين أحيانا يحفظون طريقة لعب ويستريحوا لها من خلال التأقلم عليها ولا يفضلون المغامرة بالبحث عن طريقة جديدة حتى لا تحدث لهم أي مشكلات.
> وأين يكمن الخلل في ذلك؟
- يكمن الخلل في الفرق ذاتها لأنها لا تأخذ الفترة المناسبة في الإعداد المهاري والخططي فيلاحظ وجود فروق فردية بين اللاعبين فيما يخص المهارة والجانب الفني والذهني فالمهارة أداة لتنفيذ أسلوب لعب وبدون المهارة فإن الجانب الخططي لا ينفذ بالطريقة التي تضعها ،كما أن هناك خللا كبيرا ونقطة هامة ربما لا أحد يعول عليها كثيرا من الفنيين ، وهذه النقطة تبرز في تعليم وصقل المدربين للفئات العمرية أولا من خلال إدخالهم دورات علمية لأنه كما هو معروف أن فاقد الشيء لا يعطيه، ومن المستحيل أن يعلم المدرب لاعبيه طريقة لعب وهو نفسه لا يعرفها وهنا المصيبة العظمى كما يقولون .. وثانيا لابد أن يتم اعداد مدربين للناشئين بالشكل الجيد حتى يستطيعوا فرض طرق لعب معينة مع فرقهم وفي هذه الحالة يسهل تشكيل الناشئ وتطويع إمكاناته حينما يصعد إلى الفريق الاول او المنتخبات الوطنية.
> وما هي المشكلات التي تواجه مدربي المنتخبات في بلادنا؟
- المشكلات كثيرة اهمها ان اللاعب في بلادنا يصل الى المنتخبات ولم يترسخ في ذهنه شيء اسمه الجوانب الخططية والتكتيكية لذلك يجد المدربون صعوبة بالغة في غرس النواحي الخططية لدى اللاعب والسبب كما ذكرت أن اللاعب الذي وصل الى المنتخب لم يتدرب خلال مراحل الناشئين على طرق اللعب المختلفة ومزايا كل طريقة ومتطلباتها وواجباتها، لذا يجد المدرب صعوبة في تهيئة اللاعب بدنيا وذهنيا للعب بأكثر من طريقة وهناك مشكلات أخرى مثل عدم إقامة المسابقات الكروية للبراعم والناشئين والشباب على مستوى المحافظات والجمهورية ، وكذا عدم ثبات الموسم للمسابقات الكروية فاللاعب لايأخذ الاعداد الصحيح حتى يكون لاعبا جاهزا قادرا على تمثيل وطنه في المنتخبات حيث يلاحظ ان اللاعبين في منتخباتنا هم في الاصل لاعبين موهوبين أفضل مما هو في المنتخبات الاخرى لكن ينقصهم الاعداد في المراحل الاولية وأقصد في الفئات العمرية.
> وحتى تطبق اكثر من طريقة لعب ماذا يتعين على المدرب فعله في مثل هكذا اوضاع؟
- أول ما يجب فعله هو الارتقاء بمستوى اللاعب مهاريا وفنيا وبدنيا وخططيا خلال فترة الاعداد وكما أوضحنا سابقا يجب أن يكون المدرب مجتهدا مع فريقه على اعداده جيدا بما يخص أسلوب اللعب المتبع خلال أي مسابقة مستمدا فكره من خلال قدرات لاعبيه وحاجة المباريات كلا حسب متطلبات المقابلة.
> وعندما يتعود المدرب على طريقة لعب معينة كيف يستطيع تنفيذها على لاعبيه؟
- يستطيع تنفيذها في حالة ان اللاعبين يمتلكون التكنيك «المهارة» والموهبة الفطرية والانسجام فيما بينهم وهذا يسهل عملية التنفيذ بدرجة كبيرة والمدرب القادر على تبسيط الاسلوب يستطيع توصيل المعلومات بكل سهولة من خلال تدريبات على الواقع العملي في الميدان بأساليب متطورة تجعل اللاعبين يمتلكون القدرة على تطبيقها ويشعرهم بالثقة والمقدرة على أداء واجبات ومهمات هذا الأسلوب الذي يريد تطبيقه مع مراعاة إمكانيات اللاعبين لأن العامل الأساسي في نجاح أسلوب اللعب يكمن في إمكانية اللاعب نفسه وكفاءة المدرب في توظيف اللاعبين في الاسلوب الذي ينهجه دون مبالغة.
> واذا لم تكن هناك مهارة او موهبة في اللاعب ما الشيء الذي يعمله المدرب؟
- يقوم بتجهيزه باللياقة البدنية والقوة والسرعة التي تعوض القصور في الموهبة والمهارة؟
> وماذا تقصد بالسرعة؟
- السرعة هي الاساس في التنفيذ وهي لا تكمن في سرعة الجري والحركة، وإنما يراد بها سرعة التفكير والتمرير المتقن والتحول السريع من الدفاع الى الهجوم او العكس والقراءة السريعة للخصم داخل الملعب والتعرف عليه وفق متطلبات اللحظات والمواقف التي تواجه اللاعب او الفريق فاللعب البطيء لا يجدي والسرعة في الاداء يجب ان تكون مقرونة بالتركيز الذهني الذي يكون له مردود ايجابي فمن خلاله تظهر الالعاب الفجائية وتظهر على الخصم بروز الاخطاء الناتجة عن الاداء السريع في تنفيذ الجوانب التكتيكية سواء كانت هجومية في العمق الدفاعي للخصم او جوانب الملعب وعمل الكرات العكسية السريعة على منطقة التهديف وكذا السرعة في تنفيذ الكرات الثابتة باساليب فنية مركبة ومن مميزات سرعة الاداء انها تخفف على الفريق التعب لانه اداء غير مكلف على سبيل المثال يكون فيه لمس الكرة قليل من ثلاث الى اربع نقلات تكون الكرة على المرمى الخصم وهذه هي ردة الفعل السريعة في كرة القدم.
> اذا تساوى الفريقان في كل الجوانب فماذا تكون ردة فعل المدرب؟
- في هذه الحالة تظهر قدرة المدرب في الجانب الخططي والذهني وإذا تساوى الفريقان في الجانب الخططي تظهر قدرة الفريق بدنيا على تخليص المباراة وما أريد الاشارة إليه أن الفريق إذا تم إعداده جيدا وبشكل مثالي للجوانب الرئيسية والهامة فإنه سيكون مكتملا ويستطيع تنفيذ تكتيكه على أي طريقة لعب ، أما إذا نقص إعداده في الجوانب التي تم ذكرها فإنه سيؤثر تأثيرا مباشرا على اداء الفريق وهنا تظهر مقدرة اي فريق على تنفيذ اي اسلوب لعب .
> وما هو التكتيك؟
- التكتيك هو فن كسب النصر أو بمعنى آخر كيف تكسب الخصم؟
> كابتن خليل أنت كمدرب بماذا تنصح زملاءك المدربين؟
- أنصحهم أن يلموا بعلم التدريب الماما كاملا وأن تكون لديهم مراجع خاصة من أشرطة الفيديو والسيديهات والكتب التي تبين طرق التدريب وتعليماته وتكتيكاته وأن يكونوا ملمين بالعلوم المتصلة بعلم التدريب مثل علم (الفسولوجيا) علم الاعضاء و(الانتومي) علم التشريح والتغذية وعلم النفس التربوي ، كما أنصحهم بمتابعة كل جديد في عالم التدريب الذي أصبح اليوم مع عصر التكنولوجيا علما بحد ذاته.
> هل هناك مدربين تأثرت بهم؟
- نعم .. تأثرت بالكابتنين القديرين حسن عبدالحميد ود. عزام خليفة، وكذا استاذي القدير المرحوم عبدالله عبده علي الذي أفادني كثيرا بأسرار التدريب.