من كراتشي إلى حاملة الطائرات سيتينيس: المسيرة غير العادية للكومندان محمد خان

> بحر العرب «الأيام» كريستيان شيز:

> سيصبح الطيار الاميركي الباكستاني الاصل محمد خان المتمركز حاليا على متن حاملة الطائرات "يو اس اس جون سي ستينيس" في بحر عمان، اول مسلم يقود سربا جويا في البحرية الاميركية.

ومنذ نشأته، كان محمد خان يهوى اللعب بمجسمات لطائرات كانت بعضها تحمل رمز "القوات البحرية للولايات المتحدة"، وبعد اكثر من اربعين سنة، اصبح يقود مقاتلات اميركية حقيقية وسيصبح اول مسلم يقود سربا من الطائرات في تاريخ البحرية الاميركية.

وقال محمد مظفر خان (45 عاما) الملقب بـ"شاكا" في مقابلة مع فرانس برس على متن حاملة الطائرات ستينيس الموجودة منذ 19 فبراير في بحر عمان قبالة الشواطئ الباكستانية، في اطار مهمة لدعم العمليات البرية لقوات التحالف في افغانستان، "آمل ان اتمكن من الخدمة لعشر سنوات اضافية".

وروى خان انه كان في الثامنة عشرة من عمره عندما ترك مدينة كراتشي في باكستان حيث كان والده طيارا في سلاح الجو الباكستاني، وتوجه الى دنتون في ولاية تكساس الاميركية حيث كانت تعيش عمته، لمتابعة دراسته في "جامعة شمال ولاية تكساس".

واضاف "في تلك الفترة، كانت لدي صور نمطية عن الاميركيين، الا انني ادركت انهم ليسوا مختلفين (..) لقد كسرت جميع الحواجز" مفسرا بذلك كيف تمكن من اتخاذ قراره بالبقاء في الولايات المتحدة ونيل الجنسية الاميركية.

وفي يوم من الايام، شاهد خان فيلم "توب غن"، وهو احد الافلام الشهيرة في الثمانينات يروي مغامرات طيار في قوات الجـو الاميركية.

وقال خان "قلت في نفس، يا الهي! اريد ان اصـبح طيارا، وتقدمت بعـد ذلك بتـرشيحـي".

ويقر خان بان خياره لم يرق في بادئ الامر لكثر كانوا في محيطه، بما في ذلك والده الذي كان "يرفض الفكرة في البداية".

واضاف "انقطع الاتصال بيننا طوال سنتين" الا ان العلاقات عادت الى طبيعتها في ما بعد، كما ان شقيقه الاصغر حذا حذوه واصبح بدوره طيارا.

وبالرغم من اعتداءات 11 سبتمبر التي عقدت الامور من دون شك لكثير من المسلمين في الولايات المتحدة، الا ان محمد خان استمر في تسلق المراتب العسكرية في البحرية.

وعين في 2004 نائبا لقائد السرب الواحد والثلاثين الذي يضم ست طائرات من طراز "اس 3 بي فايكينغ" المتخصصة في مقاتلة الغواصات وانما التي تستعمل ايضا كناقلات نفط للمقاتلات.

وشرح في هذا السياق انه سيتولى في مايو قيادة هذا الاسطول الجوي معقبا "سأكون اول مسلم يقود سربا".

ولا يبدي خان خشية من ان تكون ترقيته لها ابعاد سياسية، فالسلطات الاميركية قد تكون راغبة في وضعه في الواجهة كذريعة تستخدمها في وجه منتقديها.

ويؤكد الكومندان خان ان الامر ليس كذلك.

وقال "لا، ليس لدي ادنى شك في هذا السياق، لان سجلي في الخدمة جيد جدا".

وعما اذا كانت تزعجه، وهو المسلم، فكرة المشاركة في مهام في افغانستان، يقول خان: "اني انزعج من ان يقتل الناس في اي مكان، وانزعج عندما يقتل مدنيون".

وعلى غرار كثير من الاميركيين المسلمين، لقد غيرت اعتداءات سبتمبر 2001 الكثير من الامور بالنسبة اليه.

وقال "اني اتعرض للمضايقات في المطارات بسبب اسمي" مشيرا الى ان اوراقه العسكرية لا تساعده ابدا في هذه الحالات.

واضاف "انه امر يغضبني فعلا".

الا انه يؤكد ان لم يتعرض قط لاي نوع من التمييز في البحرية حيث الحياة اليومية ليست سهلة، خاصة بالنسبة اليه كطيار ومسلم.

ويقول في هذا السياق انه يصلي احيانا في كنيسة حاملة الطائرات المفتوحة امام جميع الاديان، الا ان رؤية مسلم يؤدي فرض الصلاة فيها ليس امرا اعتياديا بالنسبة لكثيرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى