نهج الزنداني في غمرة الاهتمام بالإيدز والإرهاب

> محمد علي محسن:

>
محمد علي محسن
محمد علي محسن
الشيخ الجليل عبدالمجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان حالياً ورئيس مجلس الشورى في حزب الإصلاح سابقاً في حواره مع قناة الجزيرة برنامج (زيارة خاصة) قال إن حكمه على الحركات الإسلامية وعلى الزعماء في التاريخ لا يستند لما قيل أو وصل له ولكن بحسب الحقائق والظروف والملابسات والأحوال والدقائق، التي جميعها من وجهة نظره لابد من الاطلاع عليها حتى يحكم في المسألة، وهذه المنهجية العلمية هي ما يحاول غرسها في أخوانه وأبنائه في الحركة الإسلامية فلا يحكم الإنسان إلا بعد أن يحيط بالمسألة من كل جوانبها وفقاً وهذه المنهجية التي خرج بها شيخنا عندما تعلق الأمر برأيه حول فكر وخطاب وفعل الشيخ أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة ككل وفي الوقت ذاته أغفل أو ربما أضاع هذه المنهجية وهو يتحدث عن مشروعية حرب 94م باعتبارها حرباً للحفاظ على الوحدة فيما قتال فئة من الشعب كما هو حاصل في صعدة محظور ولا يجوز دينا وشرعاً ودستوراً والأمر نفسه بحمل السلاح من أفراد وعلى الجيش والسلطة.

يا إلهي ما هذه المنهجية التي يحكم بها غيابياً على السيد علي سالم البيض ورفاقه لمجرد وقوفهم على الطرف النقيض وفي حرب أهلية لم يكشف النقاب بعد حول حقائقها وملابساتها وكل جوانبها مثلما هي شروط شيخنا العلمية تحكم على الشيخ أسامة وأتباعه المجاهدين في القاعدة فلقد كان في هذه الجزئية بالذات متحفظاً وملتزماً حتى يطلع على ظروف وأحوال لا يعرفها الآن لذلك لا يجوز الحكم في مثل هذه القضايا المعقدة والشائكة سوى بمعرفة كل النواحي، يقصد هناك في أفغانستان مع أنه وقبل الحديث عن المنهجية اعترف بانتفاء مبرر وجود الأفغان العرب بعد انسحاب الجيش السوفياتي من كابول عام 89م وانتقال الصراع إلى الجماعات الوطنية الأفغانية بل طلب إلى أخوانه المجاهدين وقتئذ العودة إلى أوطانهم لأن المعركة سوف تكون بين مسلم ومسلم وفي المقابل وجدناه يهمل منهجيته هذه عندما اتهم الأخوة في إيران بتشجيعهم العصابات وفرق الموت والاغتيالات التي تقتل بالهوية وتقوم بتصفية أهل السنة في العراق، وهنا أضاع الشيخ منهجه وحكم في المسألة الواقعة في العراق وليس بباب اليمن ومن دون حتى إشارة لما تقوم به الجماعات الإرهابية المحسوبة على السنة من خطف واغتيالات ونسف لدور العباده ومن ذبح وقتل وعلى مسمع ومرأى العالم وغيرها من الأعمال الوحشية التي نعلم جميعنا ببدايتها المبكرة ومن أية جهة!

خلاصة الكلام هنالك الكثير والكثير من التناقض والشتات وانعدام المنهجية في الحكم على أشياء ولا أتحدث هنا عن ضيق أفق فقهي تجاه حق المرأة بالترشح والولاية فلقد حسم مؤتمر الإصلاح المسألة بانتخاب 13 امرأة لمجلس شورى الإصلاح رغم اعتراض الشيخ وأتباعه بتساوي التكليفات بين الرجل والمرأة بل قوبلت بالترحيب والتصفيق وعلى غير الصورة التي توقعها، كما أن المجال لا يتسع لتبيان حقيقة الأفكار المتطرفة المشكّلة لشخصية شيخنا في حقبة ما ومازالت مؤثرة فيه حتى وهو يحدثنا في الحاضر عن الديمقراطية والتعددية والدستور والعولمة وفيروس الإيدز ومحاربة الإرهاب مع أن الأنفع لنا وله يتمثل بمغادرة ذلكم الماضي بما فيه من خطاب وحروب وحدود إلى الزمن الجديد بما يعني لنا من تحديات عولمية لا نستطيع مواجهتها بالأدعية والمكرمات ولكن بوسائل وأدوات عصرية وليس بالعمليات الانتحارية ورفض الآخر بل بالتنمية الحديثة والحوار وتحرر الإنسان من التبعية العمياء والخوف والجهل وتوظيف الدين لمقاصد سياسية وشخصية وهذا باعتقادي ما لم يدركه الشيخ في غمرة انشغاله بمعالجة الإيدز أو نفي تهمة الإرهاب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى