حديث الأربعاء .. إذا قل الوفاء

> «الايام الرياضي» فؤاد باضاوي:

> الوفاء صفة إنسانية تتجسد في مواقف عديدة وللوفاء الكثير من القصص التي خلدت أصحابها وأصبحت مضرب المثل في الوفاء والتضحية، والوفاء في هذا الزمان أصبح قليلا وواقعنا الرياضي تكاد تختفي منه هذه الصفة الجميلة إلا فيما ندر، فمثلما نذر قيس حياته لليلى هناك من نذر حياته لعشقه ومحبوبته، فهل هناك وفاء وتضحية أكثر من أن يقدم الإنسان حياته لعشقه ومعشوقته، فحكاية عاشق الرياضة والفن الفقيد صالح أحمد الشاحت الموهوب الذي تعددت مواهبه وتميز في غير مجال بدءً بكرة القدم ومرورا بالسلة والطائرة وألعاب الجمباز والقوى وانتهاءً بالمسرح، هي خير مثال للحب والعشق والإبداع، حكاية عمرها 28 عاما عاشت فصولها منطقة شرج باسالم بالمكلا، ففي الفاتح من يناير 79م كان الفقيد الشاحت يحمي عرين ناديه التضامن أمام فريق أهلي الغيل والمناسبة كانت كأس الثورة الفلسطينية والفاتح من يناير 79م كان اليوم الـ 40 على زواج المبدع الفقيد الشاحت ورغم إجازة زواجه إلا أنه أصر أن يكون مع فريقه في هذه المباراة وهو لايعلم مايخبئه له القدر فحقق التضامن كأس الثورة الفلسطينية، وفقد حارس مرماه الشاب المتعدد المواهب صالح الشاحت إثر تطاوله على كرة صعبة هددت عرينه وبدلا من الفرح عاشت منطقة شرج باسالم ومدينة المكلا بأسرها ليلة حزينة خيم فيها الصمت على كل شيء إلا من هدير مياه بحر العرب، حينها شيعته المكلا وحضرموت في موكب جنائزي لم تشهد مثله حتى يومنا هذا.

شيئا فشيئا بدأنا نسيانه بعد أن اعتبره الأشقاء الفلسطينيون من شهداء الثورة، وقدم له حينها معاش زهيد لأسرته من مكتب الشباب والرياضة وهو الآخر تلاشى مع مرور الزمن، وعانى والده بعد وفاته حتى حان رحيله إلى جوار ربه، ومثله عانت والدته التي أحبت الفقيد حبا جما حتى وافاها الأجل، وبقي ناديه مخلدا ذكراه كل عام ووضع اسمه على صالة في المنشأة الجديدة للنادي وأطلق اسمه على ملعب مدينة الشحر وعانى الملعب أيضا النسيان مثل صاحبه ومايزال.

الفقيد الشاحت ليس مجرد حارس مرمى فقط، ولكنه رياضي وفنان وإنسان حوت شخصيته التواضع وصدق المعاملة، وبالأمس التقيت مصادفة شقيقه محمد يحمل أوراقا يطلب مساعدة لعلاج زوجته وضاقت به السبل فسألته : هل مازلتم تستلمون معاش الفقيد، فقال لي لا، ذا كان زمان ومضى، لقد تم توقيف المعاش أو المساعدة بعد تقليصها، فقلت له لماذا لم تتابعوا الجهات المسئولة، فقال لي تعبنا وناشدنا حتى بدا وكأننا نتسول، لقد بعت سيارتي لعلاج الزوجة ولم نجد أي مساعدة حتى كتقدير للفقيد الذي قدم حياته رخيصة لكرة القدم، فقلت في نفسي يا الله على هذا الزمان الرديء، إذا قل الوفاء إيش عاد يبقى مع الإنسان؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى