وداعا لا أقول

> «الأيام» د. هشام محسن السقاف:

>
يرحلُ الآن بشهية الفجر

والأرض التي تملحتْ صبراً بانتظاره

تميدُ حزنا علينا

سيسقط مطراً عما قليل

وسيسقط شعرا بلون النجومِ

ولونه.

***

كانَ لغةً،

تقوم مابين ابتكار الليلِ

وأغنية من تعب

وكان ألماً..

يمتد من اليراع التي تذهب موجةً

بين قلبين

وترتمي

وتذهبْ

لا يتوسد - الآن - هيثم

ينام على هامة السحب والغيم الأزرق

فلنتريثْ!

قبل أن تهزنا نخلة الشوق وصلاً

وتلموداً من الوجد

وأغنية على وارفٍ منهُ

ونسمعه يردد تراتيل الرجوعِ

الصليل الذي نعرفه

والميعاد الذي يتكرر

كلَّ فجر

وكلَّ بحر

في مقامات تتهجد وجداً في شفتيه

فالغناء لا يكونْ

يكون حين يكون

موئله المفرد

***

وداعاً لا أقول

وداعاً لا يكون لمفردات العشق والبحر

ستسهر هذه المدينة

وتسهر شهرزاد

تردد سرّاً ما بينك وبينها

ومابين البحر من أرق وسهد

وستسهر أنت رذاذاً من الشعر العجيب

اقتباسا من الهمس النابت

عناوين وأسماء لمدنٍ تتوالد

سنفرك رائحةَ المساء عما قليل

لنعلمَ: أيُّ الأسماءِ أنت

وسنمعنُ في الإصغاء والإذكاء

في الخفوت الكامن قلبك

سنشعلُ موجةً تتزياك خليلاً..

نخيلاً ينبت عند الفجرْ

***

شغوف لمجد الكتابة على خاصرة البحرِ

وصراط المحبة

تمضي النوارس كما تشاء غير عابئة بالرحيل

وتمضي ياسيد الكلماتِ

حتف أنوفنا

على موعد مع القصيدة

***

يشتهيك هذا المدى المفتوح

أن يخلع وقاره قليلا

في حضرتك

يتمدد في عينيكَ ريثما يستريحْ

ثم يشتهي أن يخلع وقاره ثانية

ويغنيك:

هذا يومُك.. فلتسرعْ مقسوماً على الإنشاد الحرِّ

وعليكْ

فأيَّهما تختار؟

***

كان النهارُ..

فجراً يطلُّ نصف فنجانٍ ويراعْ

وكنت المسافرَ فيه دون وداعٍ

ودون شراعْ

تسكب ماشئتَ من عبق الليل

وما تبقى من خلايا الفجرْ

وميض الأرض ورائحة النجوم

ثم تشرب..

تشربكَ القصيدة

والسنونو

الطفل الرضيع

وأحلام هندْ

***

ترقبنا الآن بأعين الكونْ

الطرقات

والشجر المرصوص على جانبيك كالإبهام

وأبينْ

والبحر الوادع

الآن وادعُ في حقات

يقرؤك السلام

وتقرؤك

قبل أن ترحل فينا

***

البحر وأنت والمدينةْ

حراك في سكوننا

وحين تختاركَ قصيدةً مملحةً بذرات صوتكَ

نشابهكَ حينا

وتشبهنا جميعا

وذاك المساء يطالنا وقوفاً على تخومك

نختفي

وتحتفي بمفردة جديدة

تعود للعشاق لغةً

ونعود كَقُبَّرَةٍ نفضتْ مكوثها دون قصدٍ

نهضتْ من روائح البحر

وقصيدتكَ القادمة

هيا

تناهضْ في صباحك الباكر

إلى حيث تكون

ونكون

وتكون البحرَ

والمدَّ الذي لاينتهي

في شفتيك أغنيةٌ للمبحرين

وللنورسِ الحزينْ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى